العدد الثالث من سلسلة (كتاب أورينت) يحتفي بأدب نادر شاليش الشعبي

العدد الثالث من سلسلة (كتاب أورينت) يحتفي بأدب نادر شاليش الشعبي

صدر أخيراً العدد الثالث من سلسلة (كتاب أورينت) الشهري الذي تُصدره مجموعة أورينت الإعلامية، متضمّناً الديوان الكامل للشاعر الشعبي السوري الراحل نادر شاليش، وحاملاً عنوان: (الأطميات والريحانيات: ديوان شاعر المخيمات).

أسرة الشاعر التي وقّعت عقد النشر مع إدارة أورينت، كتبت في باب الإهداء، في الصفحات الأولى من الديوان:

"إلى كل المرابطين والأحرار.. الثابتين على نهج مجابهة الطغيان.. وإلى كل من قال كلمة حق في وجه سلطان جائر.. نُهدي ديوان والدنا نادر شاليش الذي عوّدنا دائماً أن كلمة الحق أمانة.. وأن الكذب والنفاق خيانة".  

كتاب أورينت: نتبنّى حالة الصدق العفوية!

إدارة سلسلة (كتاب أورينت) التي صنّفت الديوان ضمن باب الأدب الشعبي، قدمت له على الغلاف الأخير قائلة: 

"لم يكتب "نادر شاليش" الشعر رغبة في التجديد أو تعبيراً عن حالة ثقافية أو فنية ينتمي إليها، وإنما انتماءً لقضية حق، تجتمع فيها قيم الدنيا والآخرة من وجهة نظره.  لم يكتب عمن شاهد على الشاشات كيف دُمّرت بيوتهم وهُجّروا منها تحت قصف الطائرات وبراميل الموت، بل عاش التجربة على الأرض مع هؤلاء الناس فشاهد بيته مدمَّراً، ورثاه كمن يرثي عُمْراً بحلو أيامه ومُرّها. لم يذهب في زيارة إلى المخيمات ليستطلع أحوال الناس ويعود ليكتب قصائده عنهم، بل عاش في قلب المخيم مضطراً لا مختاراً مثلهم، فكان شعره ابن التجربة الذاتية الصعبة، وابن بردِ الخيمة وحَرِّها، وابن الضريبة الباهظة الثمن التي دفعها كل سوري شريف أَمَلاً في استعادة الكرامة واستعادة الوطن. 

إن سلسلة (كتاب أورينت) التي أُنشئت كي تُعيد اكتشاف النِّتاج المُهمل لهؤلاء، ولتكون منبراً لكل من استُبعِدوا من المشهد لأنهم لا ينتمون للأيديولوجيات الرائجة بين "شِللياته". ورغم الاختلاف حول بعض مضامين قصائده وتوجّهاتها، أو حتى بنيتها الفنية، يتبنّى (كتاب أورينت) ديوان "نادر شاليش" لأنه يتبنّى حالة الصدق العفوية التي تعبّر عن شريحة واسعة لا تجد صورتها في الإنتاج الثقافي المتعارَف عليه، ولأنه يختزل حالة التعفّف المعيشي والأدبي التي مثلّها المرحوم نادر شاليش بسلوكه الحياتي ونهايته التراجيدية التي صنعت ميلاداً جديداً له في وجدان السوريين".

نادر شاليش: مشوار كفاح وتسريح تعسفي 

ونادر شاليش (1940-2021) هو شاعر وضابط مُسرَّح ومُربٍّ من مواليد مدينة كفرنبودة بريف حماة عام 1940، خاض مشوار كفاح طويل في عهد حكم الأسد..  فقد تطوّع في الكلية الحربية عام 1959 بعد الحصول على شهادة الدراسة المتوسطة، وتخرّج فيها بعد حصوله على الثانوية برتبة ملازم – اختــصاص مدرعات.  كما حصل على الإجازة بالشريعة من كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1969، وقد تدّرج في الرتب العسكرية بعد أن أجرى دورة قائد سرية دبابات حتى وصل إلى رتبة نقيب في الجيش.. ثم سُجن إبان مجزرة حماة عام 1982 وسُرّح من الجيش لأسباب طائفية ونُقل إلى سلك التعليم قبل أن يُوقَف عن العمل ويُحال للتقاعد المبكر في تسعينات القرن العشرين. 

من أجواء الديوان 

بعد مهاجمة ميليشيات أسد الطائفية لقريته كفرنبودة نزح إلى مخيم أطمة مطلع العام 2013 ثم إلى مدينة الريحانية الحدودية التركية حيث كتب قصائده المُوجعة.  وقد تُوفّي بتاريخ 12/9/2021 متأثراً بإصابته بمرض رئوي ودُفِن في مقبرة الغرباء بقرية الصمصولية قرب مدينة الريحانية.. ولقّبه السوريون بشاعر المخيمات والنزوح.

جاء ديوان (الأطميات والريحانيات) الذي رسم له الغلاف الفنان علي فرزات، في (144) صفحة من القطع المتوسط، وقد زُين بالرسوم الداخلية، وببورتريه للشاعر رسمه الفنان فرزات أيضاً. ومن أجواء الديوان:

ياحاملي نعشي إلـى أرض الجدود

لو ضلّ حادي النعــش فالروح تقودُ

هي تعرف الدرب وتعرف ما تريد

فتقودكم  فتتبّعوا الـســـير  الـســديـد

زعموا  بأنّ  البُعدَ  يضعف لوعـة

ينسي حبيباً أخلص الـعهـــد ودود 

فوجدتُ أنّ الـبـعـد كـالنـار إذا

ما هام قــلبي يصبح الشـوق وقــود

التعليقات (2)

    محمد شفيق

    ·منذ سنة 8 أشهر
    رحمه الله رحمة واسعة واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة

    ابراهيم

    ·منذ 6 أشهر أسبوع
    كيف يمكنني تحميل الكتاب
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات