عقبتان تواجهان مساعي الجزائر لتعويم الأسد عربياً

عقبتان تواجهان مساعي الجزائر لتعويم الأسد عربياً

قلّلت مصادر مطلعة على ما يدور من محادثات في أروقة الجامعة العربية من حظوظ نجاح المساعي الجزائرية الهادفة إلى إعادة نظام الأسد إلى الجامعة، ونفت في حديثها لـ"أورينت نت" المزاعم عن وجود اتفاق على رفع تعليق عضوية النظام.

وشككت المصادر بحديث وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة خلال زيارته دمشق عن أجواء إيجابية بشأن علاقة نظام أسد بمحيطه العربي.

وأكدت أن مواقف بعض الدول العربية الرافضة لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة لا زالت "صلبة" ومنها السعودية وقطر.

وأرجعت المصادر ذاتها الإصرار الجزائري على مشاركة نظام الأسد في القمة العربية التي من المقرر أن تستضيفها الجزائر في مطلع تشرين الثاني القادم إلى حسابات عديدة، أهمها محاولة التناغم مع روسيا حليف ميليشيا أسد.

وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد أنهى زيارة قبل يومين إلى دمشق، اجتمع خلالها برأس النظام بشار الأسد، ووزير خارجيته فيصل المقداد.

ويبدو أن الجزائر تعوّل على ارتفاع أسعار الغاز والنفط باعتبارها من بين الدول الأكثر إنتاجاً لحوامل الطاقة، بعد الأزمة الأوكرانية، لزيادة نشاطها الدبلوماسي في المنطقة، معتقدة أن أهميتها قد زادت، وهذا ما تُظهره الجولات التي يجريها وزير خارجيتها رمطان لعمامرة في المنطقة.

وبما يخص الملف السوري، وقفت الجزائر على المستوى الرسمي إلى جانب ميليشيا أسد، وعند اتخاذ الدول العربية قراراً بتجميد عضوية نظام أسد في الجامعة العربية، وقطع العلاقات معه في العام 2011 لم توافق الجزائر عليه، ولا تزال على الموقف ذاته، مدعية أن "الأزمة السورية" قد انتهت وأنه ما من مبررات للقطيعة العربية مع مليشيا أسد.

الفلك الروسي

وعند الحديث عن الحسابات التي تدفع الجزائر إلى التمسك بمطلب إعادة النظام إلى الجامعة العربية، يعيدنا الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل المعراوي إلى العلاقة التاريخية التي تربط الجزائر بنظام ملالي إيران، وما يسمى بـ"محور الممانعة".

ويشير في حديثه لـ"أورينت نت"، إلى تأثير الخلاف الجزائري – المغربي بخصوص ملف الصحراء الغربية على السياسية الخارجية للجزائر، مبيناً أن "الجزائر تسعى حالياً لتشكيل محور مناهض للتطبيع مع إسرائيل، وخاصة أن الرباط كانت قد وقعت اتفاقيات شراكة إستراتيجية مع تل أبيب".

ويقول المعراوي: “دائماً ما تكون سياسة الجزائر على الضد من سياسة المغرب، ولذلك هي تسعى إلى تقوية المحور المناهض للتطبيع مع إسرائيل، وهذا المحور تتاجر به إيران ونظام أسد بطبيعة الحال”.

كذلك، أشار المحلل إلى التحالفات الجديدة في المنطقة، في إشارة منه إلى القمة التي عقدها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع زعماء تسع دول عربية في مدينة جدة السعودية قبل أسبوعين، وقال: "على ما يبدو تحاول الجزائر تشكيل محور عربي مناهض من الدول التي تدور بالفلك الروسي الإيراني يكون مناهضاً للتحالف الأول".

الحاجة إلى رؤية عربية موحدة

وانتقالاً إلى الرواية الجزائرية، يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أسامة بوشماخ، إن السياسة الخارجية الجزائرية تركز في المقام الأول على الدائرة العربية، وجوهر هذه السياسة هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

ويضيف الأكاديمي الجزائري لـ"أورينت نت"، أن بلاده تحرص على وحدة الصف العربي، وفي ظل التحولات الدولية تسعى الجزائر لرأب الصدع العربي، للحد من تأثيرات التحولات على المنطقة العربية.

وهنا يؤكد بوشماخ أن الجزائر تعتقد أن الوقت قد حان لعودة دمشق إلى الصف العربي، مضيفاً أن "الدول العربية اليوم بحاجة إلى رؤية موحدة (مشروع عربي) بمواجهة المشاريع الإقليمية المتضاربة (تركيا، إيران، إسرائيل)، وهذا يتطلب موقفاً عربياً موحداً".

وحسب الأكاديمي الجزائري، فإن الموقف الرسمي لبلاده بخصوص مقعد سوريا في الجامعة العربية ليس جديداً، مبيناً أن "الجزائر دعت منذ وقت طويل إلى إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية".

ورداً على سؤال "أورينت نت" حول عدم تغير الظروف التي استدعت المقاطعة العربية أساساً، لجهة استمرار نظام أسد في قتل السوريين، ورفض الحل السياسي، يقول بوشماخ: "أساساً كان إلغاء عضوية النظام من الجامعة نتيجة تدخلات دولية لتمرير مشاريع تنخرط فيها بعض الأنظمة العربية".

ويشير في هذا السياق إلى القمة الثلاثية الإيرانية-الروسية- التركية التي عُقِدت قبل أيام في طهران، ويقول: "ناقشت تلك القمة الملف السوري، وغابت عنها كل الأطراف العربية، ولذلك باتت اللُّحمة العربية ضرورية لمواجهة هذه المشاريع والتدخلات".

ويبدو أن الجزائر ترى في مشاركة نظام الأسد في القمة التي تستضيفها إنجازاً لدبلوماسيتها، دون الأخذ بالحسبان المجازر والانتهاكات التي ارتكبها أسد بحق السوريين، وكذلك تتطلع إلى إرضاء روسيا لحسابات متعلقة بالحصول على الأسلحة والديون الروسية عليها، علاوة على الخلاف مع المغرب.

التعليقات (5)

    امين سعد محمد

    ·منذ سنة 8 أشهر
    نظام الاسد نظام قنل شعب السورى الاعزل

    أنظمة الإرهاب

    ·منذ سنة 8 أشهر
    يشترك النظام الجزائري الإرهابي مع النظام الارهابي الأسدي بعدة مزايا أولها العمالة ولاتنتهي بالفساد ونهب المال العام للشعبين الجزاىري والسوري والتسلط والاستبداد والاعتماد على الكذب والتضليل والتآمر على الشعب.

    جحاش عبيد

    ·منذ سنة 8 أشهر
    وعملاء شركات النفط والسلاح الا ترون الغزو الفارسي الشيعي يا حمير إبادة العرب السنة تدمير قتل تعذيب انتم حكومات عميلة تتاجر بعواطف الشعوب مقابل عمولات صفقات سلاح بوتين عاش الجزائريين الأحرار اللذين يكرهون نظام أسد الطائفي الخاين قاتل النساء و الأطفال العار لحكومة الجزائر الفاشلة

    مواطن شريف

    ·منذ سنة 8 أشهر
    رئيس العصابة الموجود بالجزائر هو نتيجة الاستعمار الفرنسي وامه زنت فيه فهو فرخ جزائري فرنسي يعني بندوق فلا يهمه سوى الكرسي ونهب الشعب الجزائري المسكين متل الشعب السوري وهي الأنظمة وضعها اللوبي الصهيوني وهو يتحدث عن الممانعة الحقير ابن العاهرة هيا يا شعب الجزائر انتفض،بوجه من سلبك مالك وعرضك هيا يا شباب وانت ساعة الصفر

    SOMEONE

    ·منذ سنة 8 أشهر
    أنظمة العهر و المماتعة في سوريا و الجزائر متوافقان على نهب البلاد و الدوس على رقاب الشعب.دولة مثل الجزائر غنية بالنفط يجب أن يكون شعبها يعيش برفاهية لكن النظام الحاكم يسرق عائدات النفط تماماً كالنظام الارهابي الطائفي في سوريا الذي مازال يسرق البلاد منذ ٥٠ سنة
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات