في حادثة مريبة، أتى حريق كبير على أغلب مساحات الحرم الرئيسي في مسجد “أبو بكر الصديق” بحي الجميلية وسط حلب، وذلك بعد أسابيع من رفض أهالي الحي السماح لمعمَّمين شيعة بأداء طقوسهم في المسجد.
وخلال الساعات الماضية، تداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي صوراً وتسجيلات لتصاعد ألسنة اللهب من داخل مسجد أبي بكر الصديق في حي الجميلية وسط حلب.
وأكد عدد من الناشطين والصفحات أن الحريق الذي اندلع قرابة الساعة الرابعة والنصف من عصر الجمعة كان بفعل فاعل، متَّهمين ميليشيات إيران بالوقوف وراء الحادثة.
وذكرت شبكة "إعلاميون من قلب الحدث" أن عنصراً شيعياً قام بإحراق الجامع بسبب بغضه لأبي بكر الصديق.
فيما علّقت شبكة حلب الشهباء على الحريق، مستذكرة هدم القسم الأثري منه قبل سنوات، وقالت ساخرة: “هم ليسوا طائفيين ولكن هدموا جامع الصديق من قبل ثم أحرقوه بسبب اسمه!!” وتساءلت: "كيف يسيطر هؤلاء المتطرفون على المنطقة؟"
مصادر أورينت تكشف السبب المباشر
مصدر خاص في الحي أكد لأورينت نت أن الحريق يستحيل أن يكون ماسَّاً كهربائياً كما روّج إعلام الأسد، وذلك لأن ألسنة ضخمة من اللهب اندلعت بشدة فجأة ابتداء من زاوية ذات نوافذ كبيرة تطل مباشرة على الشارع.
وأضاف أن الجامع بالكاد يحوي بطاريات لتشغيل أجهزة الصوت وبعض ليدات الإضاءة، وهي أجهزة مستحيل أن تتسبب خلال لحظات بحريق كبير كالذي شهده المسجد.
ورجّح المصدر، وقوف المليشيات الإيرانية وراء الحريق انتقاماً بعد أن طرد أهالي الحي والقائمين على المسجد قبل نحو شهر وفداً من 6 أشخاص بينهم معمَّم شيعي، طلبوا عقد حلقة دينية بالمسجد.
وبعد أسبوع من تلك الزيارة، أعاد الوفد المحاولة وطالب السماح للمعمَّم بإلقاء خطبة قصيرة بعد صلاة الجمعة، وهو ما رفضه الأهالي.
فوج إطفاء حلب يحاول التستّر
وكان فوج إطفاء حلب أفاد عبر صفحته على فيسبوك تمام الساعة 5:24 مساء، باندلاع حريق غرفة ضمن جامع “أبو بكر الصديق”، مضيفاً أن سبب الحريق غير واضح بعد.
لكن الفوج عاد عند الساعة 6:06 مساء لتقديم تفاصيل غير منطقية، قائلاً في بيان إنه عند أذان العصر دخل المؤذّن إلى غرفة أجهزة الصوت والمكبرات وشغّلها استعداداً لأذان العصر، وتزامن ذلك بوصل التيار الكهربائي ( كهرباء الشركة)، ما أدى لتماسّات كهربائية بأحد أجهزة الصوت واشتعال النيران فيها.
وزعم أنه نتيجة الحرارة الزائدة ضمن الغرفة واحتوائها على مكتبة تضم الكثير من الكتب الدينية، حدث ما يُسمّى علمياً (اللهيب الصاعق) حيث استعرت النيران بالغرفة كاملة خلال دقيقة، وامتدت فوراً للمنبر، وساعد الخشب والسجاد على امتداد الحريق لخارج الغرفة بسرعة.
وختم الفوج البيان بالقول إن الأضرار مادية و لكن ليست بالكبيرة كما صورها البعض، مؤكداً أنه لم يُصَب أحد بالحريق.
وتحاول إيران التمدد عبر ميليشياتها داخل مدينة حلب واستطاعت خلال الأعوام الماضية الاستيلاء على حي الإذاعة الحلبي، بحجة حماية مرقد ومسجد (مشهد الحسين) في حي الأنصاري، إضافة لافتتاحها قنصلية في حلب على مقربة من المرقد المذكور، لتكون بذلك نموذجاً مُستنسَخاً من السيدة زينب بدمشق.
التعليقات (6)