هل يجوز التبرّع لها؟.. الأمم المتحدة تستخدم آيات قرآنية ورموزاً دينية لجمع زكاة المسلمين

هل يجوز التبرّع لها؟.. الأمم المتحدة تستخدم آيات قرآنية ورموزاً دينية لجمع زكاة المسلمين

في خطوة تطرح الكثير التساؤلات، بدأت المفوضية السامية لحقوق اللاجئين تستخدم بشكل متصاعد آيات قرآنية في إعلانات مموّلة على فيسبوك بهدف الحثّ على التبرع وجمع أموال الزكاة.

ورصدت أورينت نت منشوراً مموّلاً على صفحة مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة احتوى على آية من سورة الرحمن لحثّ الناس على التبرع.

وأرفقت المفوضية المنشور بتسجيل مصور لعائلة سورية لاجئة بالأردن وكتب "خصص زكاتك اليوم لدعم الأسر اللاجئة والنازحة الأكثر احتياجاً مثل أبو صفوان".

كما دعت منشورات أخرى تم نشرها وتمويلها تزامناً مع مناسبات دينية مثل العشر الأخير من ذي الحجة، وكذلك شهر رمضان تدعو فيها المنظمة الأممية المسلمين لدفع زكاتهم إليها، مع التأكيد بأنها ستصل للمستحقين من اللاجئين دون اقتطاع أي جزء منها.

ولم يقتصر الأمر على استخدام آيات من القرآن للحض على التبرع إذ وفي شكل آخر من استخدام الرموز الدينية للإقناع، ظهرت الدكتورة عبير عطيفة، المتحدثة الإعلامية لبرنامج الأغذية العالمي في أحد التسجيلات تطلب التبرع لبرنامج الأغذية العالمي لصالح اليمن مرتدية غطاء للرأس رغم أنها في الأحوال الاعتيادية لا ترتديه.

حكم الشرع في تقديم الزكاة للمنظمات الأممية

وعن تلك الحملات والحكم الشرعي في جواز التبرع لها، قال الباحث الإسلامي فادي سميسم لأورينت نت، إنه بالنظر للأدلة الشرعية يتبين عدم جواز صرف الزكاة إلى منظمات الأمم المتحدة وذلك لعدة أسباب منها؛ أن الزكاة عبادة، وهي فريضة دينية، تُحقق نوعاً من التكافل بين طبقات المجتمع الإسلامي، ونظراً لهذه الخصوصية فقد كان جمع الزكاة وتوزيعها على مصارفها من واجبات الدولة المسلمة، ويكون ذلك تحت إشراف العلماء والقضاة.

وأضاف أن ذلك النهج أصبح إجماعاً وعرفاً مطّرداً لا يجوز تغييره إلا بدليل يُماثله بالقوة، وهذا غير موجود.

وهنا يستدرك “سميسم” مؤكداً أن من عالمية الإسلام جواز صرف الصدقات العامة وعائدات الأوقاف لجميع البشر من المحتاجين، فقد ورد في الحديث النّبوي" "في كل كبد رطبة أجر" ولكن تبقى للزكاة خصوصيتها.

كما إنه لا بد من صرف الزكاة على من يستحقها كما ورد في قول تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة 60).

وبحسب المصدر، يجوز أن يكون هناك تعاون مع المنظمات الإنسانية والأممية، ولكن على أن تقوم الجمعيات الخيرية الإسلامية بتوزيع الزكاة.

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت عام 2017 أنها حصلت على فتاوى من علماء دين مسلمين كبار في مصر والمغرب واليمن وكذلك من داعية إسلامي سعودي كبير بهدف إقناع أثرياء المسلمين خاصة في دول الخليج الغنية بالنفط، بالتبرع بزكاتهم مباشرة لأعمال الإغاثة.

والعام الماضي، أعلن صندوق الزكاة التابع للمنظمة الأممية تلقي أكثر من 35 مليون دولار استفاد منها أكثر من مليون و250 ألف شخص من 14 دولة معظمها دول إسلامية.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات