جدل أمريكي روسي بعد منع الأسد كبير خبراء "حظر الأسلحة الكيميائية" من دخول دمشق

جدل أمريكي روسي بعد منع الأسد كبير خبراء "حظر الأسلحة الكيميائية" من دخول دمشق

رفضت حكومة ميليشيا أسد منح إصدار تأشيرة دخول لكبير الخبراء الفنيين بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الأمر الذي يُعرقل عقد الجولة الخامسة والعشرين من المشاورات بين المنظمة وحكومة ميليشيا أسد، في حين اتهمت مسؤولة أممية الميليشيا بالمماطلة داعية إياها إلى التعاون مع المنظمة.

رفض إصدار تأشيرة دخول لكبير الخبراء

وقالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، إن الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تتمكن حتى الآن من عقد الجولة الـ25 من المشاورات في دمشق بين حكومة ميليشيا أسد وفريق تقييم الإعلان بسبب الرفض المتكرر من قبل الأولى إصدار تأشيرة دخول لكبير الخبراء الفنيين بالفريق.  

وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال تقديمها لإحاطتها الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك حول الموضوع.  

وأشارت ناكاميستو إلى أن وزير خارجية أسد توجه برسالة إلى المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وافق فيها على اقتراح الأمانة بالتطرق لأوجه القصور في الإعلان الأوليّ لسوريا بتبادل للمراسلات في المرحلة الحالية.

وبينت ناكاميستو أن وزير خارجيته اشترط استبعاد كبير الخبراء الفنيين بشكل مسبق لعقد الجولة الخامسة والعشرين من المشاورات.

وشدّدت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح على أن التعاون الكامل من أسد مع الأمانة الفنية “أمر أساسي لتبديد جميع الأمور العالقة”.  

ووصفت المسؤولة الأممية إعلان أسد حول برنامجه الكيميائي بأنه “غير دقيق وغير كامل”، وأضافت أن هناك ثغرات وعدم اتساق في المعلومات بما لا يتفق مع مقتضيات قرار المجلس رقم 2118 (2013)”، وقالت إن البعثة تواصل الحوار حول عدد من الحوادث.

وذكرت المسؤولة الأممية بأن استخدام الأسلحة الكيميائية “يعد انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي وإهانة للإنسانية المشتركة”.

تبرير روسي

من جهته، دافع ممثل روسيا ونائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة في نيويورك، دمتري بوليانسكي، مجدداً عن حكومة ميليشيا أسد، بالقول: “ما زالت تقارير المدير العام تركز على أنه لم يتم إحراز أي تقدم مع السلطات في دمشق، وهذا غير صحيح”.

وزعم أن هذا التقرير هو الـ 105، يعطي الانطباع كسابقيه بأن ميليشيا أسد غير متعاونة مع المنظمة، وهذا غير صحيح، ولقد ذكرنا مراراً وتكراراً هذا.

وأضاف بوليانسكي: “أثناء هذا الاجتماع كنا نتوقع أن يكون المدير العام للمنظمة السيد فرناندو آرياس من مقدمي الإحاطات، حيث لدينا مجموعة كبيرة من الأسئلة نريد طرحها، ونتوقع أن يجد المدير العام الفرصة والوقت لمخاطبة مجلس الأمن في اجتماعه المقبل بشأن الموضوع”.

وأضاف: “أغلب الأسئلة ترتبط بالتقارير الكاذبة عن الأحداث في دوما، واضطهاد من لا يخشون النطق بالحقيقة، على سبيل المثال استرعينا انتباهكم إلى أن السيد أرياس لم يزر سوريا شخصياً منذ توليه ولايته، ولكنه وجد الوقت لزيارة الولايات المتحدة ودول أخرى، ولا يمكن الادعاء أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لا تركز على سوريا، حيث إن ربع بياناته في دورة المنظمة في يوليو/تموز كرس للقضية السورية”. 

وادعى المندوب الروسي أن التقارير المقدمة لمجلس الأمن “فيها خيال واسع.. حيث أثبتت دمشق حسن نيتها ووافقت على مواصلة الحوار مع الفريق، ولها الحق الكامل في رفض انخراط أي فرد من أفراد الفريق في مسائل حساسة وسرية”، وأضاف قائلاً “بدل ذلك، حوّل الفريق هذه المسألة إلى سياسية”.

وشجب نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة في نيويورك عمل الفريق قائلاً: “لا تسمح ولاية الفريق بالقيام بأعمال للتحقق، والمهمة الوحيدة هي مساعدة الطرف السوري في إبرام إعلانه الأولي، ولكن التقارير تعبر عن منطق مقاربة مختلفة”.

وزعم أيضاً أن الأمانة الفنية تحاول أن تُغرق مجلس الأمن بالتفاصيل وتغفل أن حكومة ميليشيا أسد امتثلت لتعهداته.  

وحاول الدبلوماسي الروسي مجدداً الطعن في مقدرة المنظمة، والادعاء أن تقريرها مُسيّس ويتعارض مع أي مهنية، كما شكك مجدداً في “كفاءة المحققين والطرق المستخدمة للتحقيق”، وهو نهج يتبعه الجانب الروسي في أغلب الإحاطات التي تُقدم حول الموضوع وبشكل شهري.

رد أمريكي

بالمقابل، رد ممثل الولايات المتحدة ونائب السفيرة الأمريكية ريتشارد مايلز على نظيره الروسي بالقول: إن حكومة ميليشيا أسد لم توفر المعلومات التي طلبت في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 حول غازات الأعصاب المنتجة والمحورة إلى أسلحة في مرفق لإنتاج الأسلحة أعلنت عنها الميليشيا سابقاً أنه غير مستخدم لهذا الغرض”.

وأضاف الدبلوماسي الأمريكي “كما لم يقدم النظام المعلومات المطلوبة في يوليو/تموز 2021 بشأن منشأة إنتاج الأسلحة الكيميائية المعلنة”، والتي أفادت التقارير بأنها تضررت في هجوم في يونيو/حزيران 2021.

وأردف قائلاً: “ادعت سورية أن أسطوانتي كلور استُخدمتا في هجوم دوما بالأسلحة الكيميائية تم تدميرهما في هذا الموقع نتيجة هذا الهجوم المزعوم، ولكن كما سمعنا للتو من الممثلة السامية، لم يستجب النظام لطلبات متعددة للحصول على معلومات، ولم يقدم تفسيراً للمعلومات حول نقل تلك الأسطوانات إلى الموقع المزعوم لتدميرها”. 

وأضاف: “من خلال تراجع التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والفشل في عقد الجولة التالية من المشاورات لأكثر من عام، تركت سوريا القضايا العشرين في إعلانها الأولي الذي لم يكتمل بعد”.

وختم المسؤول الأمريكي: “لقد ادعى نظام الأسد وداعموه، روسيا على وجه الخصوص كما سمعنا للتو، مراراً وتكراراً، أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية متحيزة وغير مهنية، وهذا الادّعاء سخيف”، وأضاف: “لقد قام النظام نفسه بتعديل إعلانه 17 مرة، ولكن فقط بعدما حدد خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التناقضات بين ما قاله لهم النظام والحقائق الواضحة التي يمكن ملاحظتها”. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات