3 ملفات سورية.. ماذا يريد أردوغان وبوتين ورئيسي من قمة طهران؟

3 ملفات سورية.. ماذا يريد أردوغان وبوتين ورئيسي من قمة طهران؟

تتجه الأنظار اليوم إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث ستنعقد قمة ثلاثية لقادة الدول الراعية لمسار أستانة المخصّص للقضية السورية، بينما كان لافتاً الإعلان عن توجه وزير خارجية نظام أسد إلى هناك، في وقت يدور فيه الحديث عن وساطة إيرانية للتطبيع بين دمشق وأنقرة، بينما لا تزال موسكو وطهران تعبّران عن تحفظهما على النوايا التركية بشن عملية عسكرية جديدة شمال سوريا.

وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قد أعلن أنّ "قمة دول أستانة"، المرتقبة يوم الثلاثاء في إيران، ستتطرّق بشكل أساسي إلى مسألتي "خفض التوتر" في مناطق النزاع في سوريا، و"إدارة الأزمة الأمنية بين أنقرة ودمشق".

ماذا تريد إيران؟

وقال أمير عبد اللهيان، في تصريح له يوم الإثنين، قبيل انعقاد مؤتمر القمة إنّ "خفض التوتر في مناطق النزاع بسوريا، وإدارة الأزمة الأمنية الجديدة بين أنقرة ودمشق ستكون بين أهم محاور قمة أستانة غداً".

وأكّد وزير الخارجية الإيراني أنّ "عودة اللاجئين السوريين إلى بيوتهم ومدنهم تساعد في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في سوريا"، موضحاً أنّ "هذا ما سنناقشه في الاجتماع الثلاثي، الذي سيُعقد في طهران بظل الظروف الحساسة المرتبطة باحتمالات التصعيد العسكري شمال سوريا من قبل تركيا"، مشيراً إلى أنّ إيران "بذلت جهوداً عبر الطرق السياسية لإزالة القلق التركي، بعد أن كانت أنقرة تتحدث عن إمكانية قيامها بعمليات عسكرية بعمق 30 كلم في الأراضي السورية.. لكن بدلاً من الذهاب إلى الحرب، ومشاهدة موجة جديدة من النزوح في سوريا، يجب حلّ هذه المشكلة وفصلها عبر السبل السياسية".

ورغم محاولة الوزير الإيراني الإيحاء بأن القمة ليست مخصصة للشأن السوري، من خلال تأكيده على وجود ملفات أخرى على طاولة البحث، حيث سيتم أيضاً "التركيز على تنمية التعاون الاقتصادي وتعزيز العلاقات البينية وضمان الأمن الغذائي"، إلا أن التصريحات الروسية أكدت أن الملف السوري هو محور الاجتماع.

ماذا تريد روسيا؟

فقد سبق للكرملين لدى الإعلان عن القمة مطلع هذا الشهر، القول إنها ستكون مخصصة للملف السوري، بينما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن "التسوية السورية ستكون في مركز الاهتمام خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، حيث سيجري ذلك في إطار المحادثات الثلاثية حول القضية السورية في القمة التي تجمع روسيا وتركيا وإيران".

وقال بيسكوف في تصريحات لمحطة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية يوم الإثنين: "تُعتبر عملية التسوية السورية بمشاركة روسيا وإيران وتركيا، صيغة مهمة للغاية، وأظهرت قابليتها للتطبيق، لأن هذه الصيغة الثلاثية هي الصيغة الوحيدة التي يبدو أنها تساهم في التقدم بمسار التسوية السورية حتى الآن".

ورغم عدم وجود تباين كبير بين التصريحات الإيرانية والروسية فيما يتعلق بالقضايا التي يُنتظر أن يبحثها كل من بوتين وأردوغان وإبراهيم رئيسي، إلا أن الجنوح الإيراني إلى التمايز يؤكد حقيقة الخلافات بين الدول الثلاث على الساحة السورية.

لذلك فإن المحلل السياسي السوري "طه العبد الواحد" يؤكد أن ما تريده هذه الدول، وعلى رأسها روسيا، من خلال هذه القمة، هو الرد على جولة بايدن في الشرق الأوسط، والقول إنها صاحبة نفوذ وتأثير أيضاً في المنطقة، وهي الرسالة المشتركة بينها، "لكن إذا أرادت ترجمة هذه الرسالة عملياً، فإن على قادتها أن يتوافقوا حول الملف السوري وهذه مهمة شبه مستحيلة، لأن مصالح هذه الدول متباينة".

أما ما الذي تريده روسيا من تركيا وإيران في سوريا، فيرى عبد الواحد، المتخصّص بالشأن الروسي أن "موسكو مهتمّة بتخفيف حدّة التصعيد التركي وتهديدات أنقرة بشن عملية عسكرية جديدة شمال سوريا، أو على الأقل جعلها محدودة لأبعد ما يمكن".

وبالنسبة لإيران، يضيف: “تريد روسيا منها أولاً أن تكبح جموحها الهادف لتوسيع مناطق نفوذها في سوريا، والأمر الثاني أن تخفّف حدّة التوتر مع إسرائيل، لأن موسكو لا تستطيع تحمّل فاتورة أي تصعيد بين إيران وتل أبيب على الأراضي السورية”.

ويختم بتصريح لـ "أورينت نت" حول هذا الحدث: “بالمُجمل أرى أن الرغبة في التوصل إلى تسوية في سوريا، أو الدفع باتجاهها، هو الهدف الرئيسي لهذا الاجتماع، على أن تكون هذه التسوية مُرضية للجميع وتتناسب ومصالح الأطراف الثلاثة، لكن تعقّد المشهد الإقليمي والدولي يجعل من احتمالية التوصل لمثل هذه التسوية أمراً غير يسير”.

ماذا تريد تركيا؟

أما من جانب تركيا، فتكاد تكون هناك حالة إجماع بين المحللين على أن أنقرة تعمل على الاستفادة القصوى من أوراقها المتنامية مؤخراً، والحاجة الروسية-الإيرانية المتزايدة لها في ملفات عديدة أخرى، من أجل طرح أعلى سقف من المطالب حول مصالحها في سوريا. 

ولذلك لم تتضمن التصريحات التركية الرسمية الكثير عن قمة طهران، حيث اكتفى بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية يوم الإثنين بالقول "إن القمة الثلاثية ستناقش الجهود المتعلقة بالحل السياسي في سوريا، كما سيبحث المجتمعون في القمة الثلاثية الوضع الإنساني والعودة الطوعية للاجئين السوريين".

طه عودة أوغلو، الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية قال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيحاول خلال زيارته إلى إيران ملاحظة الوضع الإيراني من حيث (الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على طهران) واستغلال ذلك لصالح العملية العسكرية المرتقبة في سوريا.

ورداً على سؤال لـ "أورينت نت" حول ما تريده تركيا من الزيارة والمشاركة في القمة الثلاثية، قال: "الهدف التركي الأول هو إبعاد قوات نظام الأسد عن المنطقة التي ستستهدفها العملية العسكرية، من خلال المفاوضات مع إيران وروسيا الدولتين اللتين تدعمان النظام، والتأكيد على موقفها الثابت بشأن العملية العسكرية في سوريا، وكيف أصبحت مدينتا منبج وتل رفعت (الخاضعتان لسيطرة ميليشيا قسد بريف حلب) إشكالية كبيرة بالنسبة لتركيا.

وأضاف عودة أوغلو: “من دون شك ستستغل أنقرة الوضع الراهن للنظامين الروسي والإيراني من أجل الضغط عليهما لغض الطرف عن العملية العسكرية التركية المرتقبة في سوريا، بعدما حيّدت الموقف الغربي الرافض سابقاً لهذه العملية، وذلك بعد موافقتها على انضمام السويد وفنلندا للناتو”.

وحول تقديراته لتوجه وزير خارجية نظام أسد، فيصل مقداد، إلى طهران بالتزامن مع انعقاد القمة الثلاثية، لم يستبعد عودة أوغلو أن يكون ذلك جزءاً من المساعي الإيرانية للمصالحة بين أنقرة ودمشق.

وكانت وسائل إعلام مقربة من النظام، بينها قناة الميادين، أعلنت وصول المقداد إلى إيران "بهدف أن يبحث مع نظيره الإيراني، عبد اللهيان، العلاقات الثنائية ونتائج القمة الثلاثية".

وحول إمكانية عقد مباحثات بين المقداد ومسؤولين أتراك على هامش القمة، بناء على الوساطة الإيرانية، يقول عودة أوغلو: “من يدري، فالدول يمكن أن تعدّل سياساتها حسب ما تُمليه مصالحها، والسياسة حقل مليء بالمفاجآت التي قد تبدّل عداوات وتغيّر مواقف”.

لا يبدو أن هذه القمة التي تجمع قادة الدول الضامنة لمسار أستانة (عاديّة) بل من المؤكد أنها ستمثّل تحولاً مهماً في مسارات الملف السوري، ومع توافق موسكو وأنقرة وطهران على قضايا وتفاصيل عدة في هذا الملف مؤخراً، فإن احتمالات التعجيل بالانتقال إلى مرحلة التسوية تبدو كبيرة عند البعض، بينما يرى آخرون أن ظروف هذه التسوية غير ناضجة حتى الآن، وأن تركيا ليست مستعجلة على شيء، وخاصة قضية إعادة العلاقات مع دمشق، بانتظار ما يمكن أن يقدّمه لها شريكاها في المسار، وتحديداً على صعيد المنطقة الحدودية التي من الواضح أن أنقرة قد حسمت أمرها بخصوصها ولم تعد بوارد التراجع عن تنظيفها من القوى المعادية لها، على الأقل في منطقة غرب الفرات.

التعليقات (2)

    مؤامرة ثلاثية

    ·منذ سنة 9 أشهر
    على اهل السنة في سوريا

    عمر

    ·منذ سنة 9 أشهر
    هي اسمها قمامة مو قمة وكلو حكي فاضي
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات