وسط تولّي المتشدّدين زمام السلطة في إيران، ابتداءً من مرشدها الأعلى (خامنئي) ووصولاً إلى أصغر مسؤول حكومي لديها، كشفت مصادر إعلام إيرانية معارضة، عن قيام خامنئي بإعادة أحد السياسيين إلى الخدمة، رغم أنه تجاوز سن التسعين من عمره، وبفترة ولاية تصل إلى 6 سنوات، وأنه سبق له أن وصف السوريين بـ (الكفّار) ودعا لقتلهم.
وقال موقع إيران إنترناشيونال في تقرير له، إن "خامنئي" أعاد تعيين السياسي المتشدد (أحمد جنّاتي) البالغ من العمر 95 عاماً لولاية أخرى مدّتها ست سنوات كرئيس لمجلس صيانة الدستور، وبالتالي سيكون عمره عند انتهاء ولايته 101 سنة، مشيراً إلى أن تعيين (جنتي) ترافق مع تعيين متشددين آخرين إلى جانبه في اللجنة.
حيث تم إعادة تعيين (محمد رضا مدريسي يزدي) و (مهدي شبزندار جهرمي) كخبيرين في الشريعة الإسلامية في اللجنة، ومسؤولين عن فحص التشريعات التي أقرّها مجلس النواب مع الدستور والشريعة وإقرارها.
أداة خامنئي
وبحسب الموقع فإن المجلس الذي بات يرأسه (جنّاتي) مكلّف بتفسير الدستور والإشراف على الانتخابات والموافقة على المرشحين لمجلس الخبراء ورئاسة الجمهورية ومجلس النواب، إلا أن هذه المهام تبقى شكلية في الواقع، ولا سيما أن منتقدي المجلس يقولون إنه وببساطة تحوّل إلى أداة تحت سيطرة خامنئي، أي إن المجلس شكلي فقط، وقراره مرتبط بقرار خامنئي حول الموافقة على أحد المرشحين أو رفضه على سبيل المثال.
ووفقاً للموقع فإنه وعلى الرغم من أن المجلس خاضع بالكامل لقرارات (خامنئي)، إلا أنه من مهام المجلس اختيار المرشد الأعلى، وقد كان (جنّاتي) مسؤولاً عن اختيار خامنئي مرة أخرى سنة 2016 عندما كان مسؤولاً عن المجلس حينها.
مُدرَج ضمن العقوبات الأمريكية
وكانت الخزانة الأمريكية قد أدرجت سنة 2020 كلاً من (جنّاتي) مع أربعة أعضاء آخرين في المجلس من بينهم (عباس علي قدخدائي) و (سياماك رحبيك)، و (محمد حسن صادقي) و (آية الله محمد يزدي)، وذلك قبل يوم واحد من الانتخابات البرلمانية الإيرانية، وقد جاء في بيان الخزانة الأمريكية حينها أن إدراج المسؤولين الخمسة على لوائح العقوبات، جاء في ظل عرقلتهم إجراء انتخابات حرة ونزيهة في إيران واستبعاد آلاف المرشحين البرلمانيين.
أفتى بقتل السوريين
وكان خامنئي قد نقل عن "جنّاتي" في أحد خطاباته التي أدلى بها سنة 2016 قوله، إن "باب الاستشهاد الذي أُغلق بنهاية الحرب الإيرانية العراقية، مفتوح الآن في سوريا، والشباب دأبوا على المطالبة بالتوجّه إلى ساحة المعركة في سوريا، حيث يحارب الإسلام الكفر كما كان الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية"، وذلك خلال إحياء مراسم ذكرى مقتل 46 جندياً إيرانياً في سوريا.
كما اعتبر "جنّاتي" في خطاب له، أن أمن إيران مرتبط بأمن سوريا والعراق، مدعياً أنه لولا وجود الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا ولبنان اليوم، فإن مقاتلي داعش "سيأتون إلى حدود إيران ويُلحقون بشعبها ما ألحقوه بالشعب السوري".
التعليقات (4)