موقع غربي يروي قصة طفل سوري نجا من سجون أسد ليواجه خطر الترحيل إلى رواندا

موقع غربي يروي قصة طفل سوري نجا من سجون أسد ليواجه خطر الترحيل إلى رواندا

كشف أحد المواقع الإعلامية الغربية قصة لاجئ سوري موجود في المملكة المتحدة نجا من التعذيب والقتل في سجون أسد عندما كان في الـ13 من عمره، ثم تمكن لاحقاً من الهرب والفرار من سوريا إلى بريطانيا عبر ليبيا ليُفاجأ مؤخراً بقرار ترحيله إلى رواندا مع مجموعة أخرى من اللاجئين.

ووفقاً لما أورده موقع "the ferret" فقد أصبح الشاب السوري (قاسم) وهو اسم غير حقيقي وُضع لحماية هويته، ثاني شخص في اسكوتلندا يحارب خطط وزارة الداخلية لترحيله إلى رواندا.

وبيّن الموقع الغربي أن (قاسم) 19 عاماً تم اعتقاله وتعذيبه من قبل ميليشيا أسد وهو في الثالثة عشر من عمره، وبعد إطلاق سراحه تمكن من الهرب إلى ليبيا، حيث احتُجز العام الماضي هناك وتعرض للضرب وأُجبر على العمل بدون أجر في البناء مع مهاجرين آخرين.

ولفت إلى أن "قاسم" هرب عبر أوروبا إلى المملكة المتحدة ولكن عندما وصل في أيار لم يُسمح له بطلب اللجوء وبدلاً من ذلك احتُجز في مركز "بروك هاوس" الخاص بترحيل المهاجرين حيث كان من بين المجموعة الأولى من المهاجرين الذين خططت الحكومة لترحيلهم إلى رواندا بموجب خطتها الجديدة للهجرة.

وتابع الموقع أن اللاجئ السوري كان من المقرر أن تقلع رحلته في الـ15 من حزيران الماضي لكنها أُلغيت قبل ساعات من الموعد المحدد لها بعد حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، كما أن طعن المحامي "كايل دالزيل"  في عملية احتجاز (قاسم) واعتبار المحكمة طلب لجوئه "غير مقبول"، أسفر عن إطلاق سراحه بكفالة.

ولفت "the ferret" إلى أن المحامي دالزيل يمثل أيضاً لاجئا سورياً آخر يُدعى (عبد الرحمن) سافر من كاليه مع قاسم وكان محتجزًا أيضاً في بروك هاوس قبل أن يتم دفع كفالته من قبل عائلته في غلاسكو الشهر الماضي، كما وصف المحامي خطة رواندا بأنها "سياسة قسوة متعمدة" مطالباً بإلغائها.

قاسم: تعرضنا للضرب والتعذيب في ليبيا

من جهته قال اللاجئ السوري (قاسم) إنه فرّ من سوريا إلى ليبيا في حزيران الماضي، وعندما كان يبحث عن عمل هناك خطفته الميليشيات الموجودة بالبلاد واحتجزته مرتين الأولى لمدة 45 يوماً والثانية 43 يوماً، لكنه تمكن بعد ذلك من الهرب والخروج مع مهاجرين آخرين حيث تم إطلاق النار عليهم أثناء فرارهم وتعرضوا للضرب والتعذيب.

وتابع الشاب السوري أنه تمكن أخيراً من مغادرة ليبيا في شهر نيسان برفقة لاجئ سوري آخر يُدعى (إبراهيم)  وحاولا عبور القناة نحو بريطانيا لكنهما أوشكا على الغرق قبل أن يقوم خفر السواحل في المملكة المتحدة بإنقاذهما بعد أن بدأ قاربهما يمتلئ بالماء.

وأشار إلى أنه تم اعتقاله لحظة وصوله بريطانيا ولم يكن يعرف أي شيء عن رواندا من قبل، حتى سمع بالخطة لأول مرة في فترة احتجازه التي أُصيب فيها بكورونا وأصبح يسعل الدم مدة 15 يوماً ولم يعطَ سوى الباراسيتامول ثلاث مرات فقط.

فظائع ميليشيا أسد بسوريا

وحول ما جرى في سوريا من قبل ميليشيات أسد أوضح "قاسم" أنه الآن يعاني أيضاً من صدمة طويلة الأمد بسبب ما شاهده وعاشه في سوريا حيث نزح من بيته عندما كان في الثامنة من عمره وانتقل مع عائلته من مكان إلى آخر بحثًا عن الأمان وسط مشاهد الجثث والأجساد التي بلا أذرع أو أرجل، مؤكداً أن ميليشيا أسد أحرقت أقاربه أحياء أمامه.

ولفت إلى أن نظام أسد اعتقله سبعة أيام عندما كان في الثالثة عشر من عمره ونزعوا ملابسه وقيدوه بالحائط بعيدًا عن الأرض قليلًا ثم التقطوا صورة له وأرسلوها إلى والده قائلين له: إن لم تدفع فسوف نقتله.

يذكر أنه وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لعام 2014 فقد عانى الأطفال في سوريا من أهوالٍ "لا توصف" خلال السنوات الأولى من الحرب بما في ذلك العنف الجنسي.

الترحيل إلى رواندا

من جهتها قالت "سونيا سياتس" الرئيسة التنفيذية لمؤسسة التحرر من التعذيب الخيرية: لا يمكن لأي شخص لديه ضمير إلا أن يتأثر بقصة هذا الشاب المروعة، من تعرضه للتعذيب في طفولته إلى تعرضه للاختطاف والاستعباد، وأخيراً القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر القناة إلى ما كان يأمل أن يكون الأمان في المملكة المتحدة.

وأوضحت أن قرار الحكومة القاسي بسجنه وتهديده بالترحيل إلى رواندا يكشف عن وحشية معاملتها للأشخاص الفارين من التعذيب والحرب و"من المهم أكثر من أي وقت مضى الاستمرار في رفع الصوت والكفاح من أجل نظام لجوء يعامل اللاجئين بكرامة وإنسانية ورحمة.

في حين أكدت "آن ماكلولين" عضو البرلمان والمتحدثة باسم حزب SNP لشؤون اللجوء والهجرة أنه من الناحية القانونية فإن الشاب السوري قاسم يبلغ من العمر 19 عاماً لكنه بالكاد تجاوز مرحلة الطفولة وقد مر بأكثر مما يجب أن يواجهه أي شخص طوال حياته، مضيفة أنها تشعر بالخجل من حكومة بلادها.

وكانت الحكومة البريطانية كشفت في نيسان الماضي عن خطة لترحيل طالبي لجوء بينهم سوريون من أراضيها إلى رواندا وفق اتفاقية هجرة وقّعها الجانبان، لكن بعد تدخل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR) تم إلغاء الترحيل مؤقتاً على الرغم من الضوء الأخضر للمحكمة العليا في المملكة المتحدة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات