وسط تصاعد الخلافات بين ميليشيات الشبيحة التي باتت تسيطر على مفاصل المدن السورية، كشفت صفحات موالية عن تعرض إحدى القرى (العلوية) التابعة لمدينة القرداحة (مسقط رأس بشار أسد) للهجوم من قبل آلاف الأشخاص (من الطائفة المرشدية)، بعد خلافٍ دفعَ بالأخيرين لمحاصرة العديد من المنازل في البلدة وإحراقها.
حصار وإحراق منازل
ونقلت صفحة (الفساد في سوريا) الموالية، رسالة وجهتها (عائلة عثمان/آل عثمان) العلوية في بلدة اسطامو بريف القرداحة وجاء فيها، أن آلافاً من الأشخاص المنحدرين من الطائفة المرشدية ( يبلغ عددهم 5000 رجل)، هاجموا منازلهم في قرية اسطامو وقاموا بمحاصرتها وإحراق العديد من المنازل فيها بعد تكسيرها ونهبها.
واتهمت العائلة في الرسالة ميليشيات الأمن التي حضرت إلى البلدة (بداعي فض الخلاف) بمساعدة (المرشديين) على الدخول إلى المنازل وإحراقها، رغم أن العائلة لم تترك مسؤولاً في ميليشيات أسد لم تتواصل معه ولكن دون جدوى.
وبعد أقل من ساعة على نشر هذا الخبر وخلافاً لما ورد في المنشور الأول بخصوص مساعدة (الدوريات) في اقتحام المنازل، عادت الصفحة لتنشر خبراً آخر، أكدت فيه أن ميليشيات أسد تدخلت بقوة وانتشرت في كافة أرجاء البلدة، وتمكنت من وقف الهجوم، لافتة إلى أنها ستنشر التفاصيل كاملة فور حدوثها وهو ما لم يحدث.
ماذا جرى؟
مصدر خاص في اللاذقية (طلب عدم الكشف عن اسمه) قال لـ أورينت نت، أن "ما جرى سببه مشاحنات سابقة بين الطرفين، خاصة وأن عائلة (عثمان) معروفة بمدى سطوتها بريف القرداحة، واتباعها سياسة تهكميّة بحق العائلات الأخرى (الأضعف)، سواءً كانوا من المراشدة أو العلويين في قرى وريف القرداحة".
وأضاف: "الذي فجّر الموقف أمس وبحسب روايات بعض أهالي المنطقة، هو قيام اعتداء أحد أبناء عائلة عثمان على أحد أبناء المراشدة ، وفراره إلى مسقط رأسه في اسطامو، وهو ما استدعى المراشدة لاستدعاء أبناء طائفتهم من مسقط رأسهم في قرية (جوبة برغال) المجاورة والهجوم على البلدة ومحاصرة منازلهم وتكسير وحرق بعضها"، مشيراً إلى أن ميليشيات الأمن تدخلت بعد أكثر من 24 ساعة من الحصار رغم جميع المناشدات.
الترويج لرواية الشجار
وفيما تم تداول الخبر من قبل بعض الصفحات على أن ما جرى هو اقتحام (المراشدة) للبلدة وحرق منازل (عائلة عثمان) فيها، حاولت صفحات أخرى التقليل من أهمية ما جرى عبر نشر أخبار تتحدث عما أسمته (شجاراً كبيراً غير مسلح)، حيث نشرت صفحة (شبكة أخبار القرداحة 24) منشوراً، قالت فيه إن ما جرى هو شجار كبير في بلدة اسطامو، استدعت تدخل قوات الأمن التي ألقتِ القبض على العديد من المتورطين في الشجار.
ولأن المنشور يلامس أبناء الطائفتين الأكثر موالاة لميليشيات أسد، واجهت الصفحات الموالية التي نشرت الخبر هجوماً غير مسبوق، ولاسيما أنها تجنبت ذكر الأسباب، وقد وصل الأمر إلى حد وصف المعلقين الصفحات بأكملها بـ(الكاذبة المنافقة المضللّة التي تحاول خلق الفتن وضرب اللُحمة الوطنية).
يُذكر أن (عائلة عثمان) هي إحدى الجهات التي وقفت خلف مقتل المدعو (محمد الأسد) الملقب بـ شيخ الجبل سنة سنة 2012، إضافة لانحيازها إلى جانب (بشار طلال الأسد) قائد ميليشيا فوج الحارث 313، فترة اقتحامه القرداحة قبل عامين وتهديده بتفجير قبر حافظ أسد وقصف المدينة وقاعدة حميميم الروسية بالصواريخ من معقله الرئيسي في بلدة (الفاخورة).
التعليقات (9)