تواجه ميليشيا قسد تمرّداً داخلياً في صفوفها بعد رفض آلاف العناصر من المكون العربي المشاركة في التصدي للعملية العسكرية التركية المرتقبة على مناطق سيطرة الميليشيا في الشمال السوري، في ظل تحديات عديدة تواجه "قسد" (الذراع السورية لحزب PKK) بسبب الهجوم التركي المتوقع.
وأفادت مصادر محلية مطلعة لأورينت نت، أن غالبية قوات ما يُعرف بمجلس دير الزور العسكري التابع لقسد، رفضوا الاستجابة لمطالب الميليشيا بحشد القوات ورفع الجاهزية وإرسال المقاتلين إلى جبهات مناطق ريف حلب للقتال في صفوف "وحدات حماية الشعب الكردية" (PYD) في وجه العملية العسكرية التي سيشنها الجيش التركي على مناطق تل رفعت ومنبج بريف حلب.
ونقل مراسلنا زين العابدين العكيدي عن مصادر متعددة أن اجتماعين عقدتهما ميليشيا قسد في الأيام الماضية في بلدة صور شمال دير الزور وفي مدينة الرقة أيضاً، حيث طالبت قسد من قائد مجلس دير الزور العسكري المدعو (أحمد الخبيل) "أبو خولة" بإعداد وتجهيز ألفي مقاتل من قواته لإرسالهم إلى مناطق الشمال السوري من أجل التصدي للعملية العسكرية التركية.
وفي التفاصيل، أفاد المراسل أن الاجتماع عُقد في بلدة الصور بريف دير الزور، وكان بإشراف القائد العسكري لميليشيا (وحدات الحماية الشعبية) لمنطقة دير الزور المدعو (لقمان خليل) ونائبه المدعو (روني) ومسؤول التسليح والمنسق مع قوات التحالف الدولي (ريزان عفرين)، إضافة لحضور قائد مجلس دير الزور العسكري "أبو خولة" وقادة قطاعات بلدات الكسرة والشدادي وهجين وصور.
وأضافت المصادر أن معظم عناصر مجلس دير الزور العسكري رفضوا الاستجابة لمطالب قسد أو المشاركة في تلك المعارك "جملة وتفصيلاً"، حيث نقل بعض قيادات المجلس رفض عناصرهم لقيادة قسد، وأكدوا أن العناصر هدّدوا بترك الميليشيا بشكل نهائي إذا مورست عليهم الضغوط.
أسباب وراء التمرّد
التمرّد العسكري في صفوف قسد جاء بدافع عشائري محض، كون معظم العناصر الرافضين المشاركة في معارك قسد ينتمون لقبيلتي (العكيدات) و(البقارة)، وهما أكبر عشائر المنطقة، حيث اعتبر العناصر العرب أن تلك المعركة المرتقبة التي ستخوضها قسد "لا تعنيهم"، كونها خارج مناطق خدمتهم في دير الزور من جهة، ولأنها ستكون في مواجهة أبناء عمومتهم في صفوف الجيش الوطني، في الجهة المقابلة للمعارك ضد ميليشيا قسد.
ويعتبر غالبية عناصر قسد من أبناء العشائر أن تلك المعارك تصب في مصلحة الميليشيا الأجنبية وتضرب العشائر العربية ببعضها كون معظم عناصر فصائل الجيش الوطني التي ستكون في الضفة المقابلة هم من أبناء العشائر ذاتها في دير الزور والرقة، (العكيدات والبقارة والبوسرايا والجبور).
غير أن الضغوط التي مارستها قسد تجاه قائد مجلس دير الزور العسكري (أحمد الخبيل) دفعت الأخير للتهديد بفصل العناصر الرافضين الاستجابة لميليشيا قسد، ما دفع أعداداً كبيرة من العناصر من أبناء العشائر لتسليم سلاحهم لقادة المجلس العسكرية في دير الزور، تعبيراً عن رفضهم القاطع للمشاركة في معارك قسد في الشمال.
وتؤكد المصادر المحلية أن العناصر الذين استجابوا لأوامر قسد لا يتجاوز عددهم 60 عنصراً ومعظمهم من أقارب القيادي في صفوفها (مدع الخبيل) من عشيرة "البكير"، بينما كانت قسد طالبت ألفي عنصر من المنطقة بالالتحاق بجهات الشمال لمواجهة العملية العسكرية التركية.
غير أن تلك المتغيرات العسكرية في المنطقة، دفعت العشرات من عناصر قسد (المكون العربي) للانشقاق عن صفوفها خلال الأيام الماضية، وأبرز تلك العمليات كانت هروب 11 عنصراً من صفوف الميليشيا في معسكرات (الفرقة 17) بمدينة الرقة، إلى جانب انشقاقات متزايدة من العناصر العرب هرباً من الزج في معارك "خاسرة" لمصلحة القيادات الأجنبية لميليشيا (قنديل) وأذرعها.
وتستعد ميليشيا قسد للتصدي لعملية عسكرية تركية مرتقبة بمشاركة الجيش الوطني، على مناطق سيطرتها مدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب، بحسب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ودفعت تلك التطورات قسد لعقد تحالف عسكري مع ميليشيات أسد وإيران بدعم الاحتلال الروسي، إضافة لإعلان حالة الطوارئ والاستنفار العسكري الشامل في المنطقة تحسباً للهجوم المرتقب.
التعليقات (8)