"لا لحظات عن ذاكرة عيد الأضحى الشامي لدى الأطفال في فرنسا، لذلك نعمل على الحفاظ على أكبر قدر من ملامحها هنا في بلد اللجوء"، هكذا وصف حسن محمد الفرنسي من أصول سورية لموقع أورينت نت، ويصف حسن علاقة اللاجئين السوريين مع عيد الأضحى، إذ يسعون للحفاظ على العادات والتقاليد الشامية الإسلامية رغم الابتعاد عن الوطن الأم، وخاصةً فيما يتعلق بذبح أضاحي العيد الكبير"الأمر لا يخلو من بعض الصعوبات".
في فرنسا التي لا يتجاوز عدد اللاجئين السوريين فيها حاجز 16 و500 ألف لاجئ، كثيراً ما يحمل العيد مشاعر"الفرح الحصرم" مثلما يقول أبو ماريا السوري من أصول فلسطينية، إذ يؤكد "أن المشاكل التي يواجهها السوريون عندما يتعلق بذبح الأضاحي والاحتفال بالعيد الكبير في ظل القوانين الفرنسية الصارمة التي تفرض الكثير من القيود، تبدأ مع الفرص على المسلمين الذبح في المسالخ والمذابح والتقنين، ولا تنتهي مع قلة دور العبادة وعدد المسلمين في فرنسا"، ولكن تبقى "الغصّة الأكبر"حسب أبو ماريا أن العيد خارج الوطن "عيد منقوص"، حسب وصفه.
تقول آلاء حفار أكاديمية فرنسية من أصول سورية لـ “أورينت نت” إنها في السابق "فرحتها كانت كبيرة بتزامن العطلة الصيفية في فرنسا مع قدوم عيد الأضحى"وتتابع بحزن"كانت فرصة لقضاء العيد مع الأهل والأحباب والحفاظ على العادات والتقاليد "وتستذكر" الجيران في الشام ركن أساسي من أركان العيد "وتختم "أن الزمن خذلنا".
"العيد هو العيد، تقاسم الفرح، وإعداد أطباق طعام نتشاركها مع الجميع في المسجد وخارجه "أبو ماهر لاجئ سوري من حلب هكذا يعبر عن العيد، وأبو ماهر مشكلته في مكان آخر..!؟ يقول:"أنا مكره على العمل في أوقات العيد، نتيجة إكراهات وجودنا في هذا البلد، الذي لا يمنح 6 ملايين من المسلمين يوم عطلة رسمية لا حتى لو كان واحد، يوم يقضيه السوري مع عائلته وأحبابه وجيرانه".
فمنذ قدوم موجات اللجوء السوري الأخيرة إلى فرنسا لم تقم أجواء احتفالية، بل العكس هو ما حصل، حيث تشهد حياة السوريين تغييرات سلبية فلا أفراح في ظل زيادة ملحوظة للحزن الجمعي، وغالبية السوريين، يعتبرون البلد في حالة حداد تستوجب الحد الأدنى من الاحترام المتمثل في غياب المظاهر الاحتفالية، وهو ما يمكن اعتباره اتفاقاً عاماً.
مستلزمات العيد على الرغم من ضخامتها في الأسواق التجارية في باريس وباقي المدن الفرنسية، تبقى بحدود متواضعة في بيوت الأسر السورية، وهو دليل على رغبة هذه الأسر في عيش العيد بكل تواضع وتقشف، الكل يرغب أن يمتلك تلك الفرحة في اصطحاب أطفاله في جولات الفرح، حال الأيام السابقة للثورة، حيث الهدايا دليل للعطاء والجمال، ولكن الكل يدرك أيضاً، أن الظرفية النفسية والسياسية التي يعيشونها في بلاد اللجوء لا تسمح بذلك.
التعليقات (1)