تنبأت صحيفة الشرق الأوسط السعودية في تحليل إخباري لها بـ7 حروب قد تحدث في المستقبل القريب في سوريا والتي من شأنها تحريك الجمود الخاص بالملف السوري، وذلك في ضوء مصالح الدول الفاعلة في سوريا، لافتة إلى أن هناك معارك كبيرة خاصة بلقمة العيش في مناطق سيطرة ميليشيات أسد.
حرب مسودات
وقالت الصحيفة إن أنظار ملايين السوريين اتجهت إلى المواجهة الدبلوماسية في مجلس الأمن الدولي في نيويورك، بين الدول الغربية وروسيا، حول تمديد القرار الدولي لإيصال المساعدات عبر الحدود التركية و"عبر خطوط" التماس داخل البلاد، مع قرب انتهاء ولاية القرار الحالي يوم غد.
ولفتت إلى أن موسكو تريد حصر القرار الجديد بستة أشهر بدلاً من 12 شهراً؛ كي تعيد الدول الغربية للتفاوض مرتين كل سنة، لأسباب كثيرة بينها الحرب الأوكرانية.
حرب الغارات والاختبارات
وبيّنت الصحيفة أن روسيا قامت ثلاث مرات على الأقل بقصف مواقع قرب القوات الأميركية في قاعدة التنف، جنوب شرق سوريا، وأماكن أخرى، مشيرة إلى أن موسكو لم تُعطِ جيش واشنطن الوقت الكافي بموجب ما تقتضيه "مذكرة منع الصدام" بينهما في 2017.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا سيتكرر كثيراً مع دخول أوكرانيا في "حرب استنزاف" غربيّة - روسية، ما يثير قلقاً من احتكاكات عسكرية بين القوى الكبرى في سوريا قد تكون مفصلية.
حرب الخطوط الجديدة
وحول الضربات الإسرائيلية المتكررة لمناطق سيطرة أسد، قالت الصحيفة إن إسرائيل قصفت لأول مرة مناطق جنوب طرطوس قرب القاعدة الروسية وشمال حدود لبنان.
وأضافت أن تل أبيب قصفت قبل ذلك مطار دمشق الدولي وأخرجته عن العمل لأيام، لافتة أن روسيا قيدت جزئياً حركة إسرائيل في سوريا، بسبب موقف تل أبيب من حرب أوكرانيا.
ورجّحت الصحيفة حصول احتكاك عسكري متعدد في سوريا (أو لبنان)، إذا تفاقمت الحرب العلنية في أوكرانيا و"حرب الظل" في إيران.
العمليات العسكرية التركية
حرب أخرى بانتظار السوريين بعدما لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعملية عسكرية "هي الأكبر" شمال سوريا عقب تحسن موقفه التفاوضي بعد حرب أوكرانيا، وفق الصحيفة.
وقالت الشرق الأوسط إن العملية العسكرية التركية جُمّدت، لكن نية أردوغان موجودة وتفتح الباب لتصعيد محتمل... وحرب صغرى، وذلك بسبب تحذيرات أمريكية واتصالات بين إيران وتركيا لوقف العملية التي لا بد أن توافق روسيا عليها.
منطقة آمنة
معركة أخرى تلوح بالأفق وهي المنطقة الآمنة التي تحدث عنها الأردن قبل سنوات على حدوده جنوب سوريا، حيث لم تُنفّذ الخطة بعدما توكلت روسيا بالقيام بدور عسكري لتوفير الاستقرار في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، وفق ما قالت الصحيفة.
وأردفت أنه قبل أشهر، بادرت عَمان للتطبيع مع أسد، واقترحت "خطوة مقابل خطوة"، في حين أن التقارير تشير إلى شكوى أردنية من تدفق المخدرات والتهريب عبر الحدود، وتصاعد الاغتيالات والفلتان في أرياف الجنوب السوري.
إلا أن الجديد في الأمر هو أن عمان حذرت من تصعيد محتمل، ولوحت بإعادة طرح خطة "المنطقة الآمنة" للضغط على أسد وتحريك موسكو للتحرك، وتزامن هذا مع تسليح أميركي نوعي لفصائل معارضة تقيم في قاعدة التنف قرب حدود الأردن.
تطبيع الدول العربية مع أسد
خطوات التطبيع الثنائية بين عواصم عربية وأسد تتقدم ببطء وفق الشرق الأوسط التي قالت إن هناك من يربط بين العفو "المزعوم" الذي أصدره بشار عن متهمين بـ"جرائم إرهاب" وهذه الخطوات.
إلا أنها قالت إنه إلى الآن، ليس هناك إجماع على إعادة أسد إلى الجامعة العربية في قمة الجزائر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إذ يوجد هناك اقتراح جزائري بأن يأتي وزير خارجية أسد فيصل المقداد إلى الجزائر لمحادثات ثنائية بالتزامن مع انعقاد القمة، أو دعوة سوريا مع تركيا وغيرها بصفة "مراقب".
المعركة الاقتصادية
وسابع الحروب التي تحدثت عنها الشرق الأوسط، هي الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السوريون في مناطق سيطرة أسد، حيث تتفاقم معركة السوريين مع العيش مع ازدياد معدلات الفقر.
واستطردت الصحيفة أن ناقلات نفط إيرانية وصلت لمساعدة أسد إلا أنها لم تفِ بالغرض، حيث مؤشرات زيادة الهجرة والشكوى والفجوة واضحة، بينما بدأ الموالون لأسد بالشكوى من عدم تحسن الأوضاع في معاقلهم، وفجوة هائلة بين "أثرياء الحرب" و"ضحايا الحرب".
وأكدت الصحيفة أن "معركة العيش" استقرت على انهيارات ومعادلات يحتاج حلها وتفكيكها إلى سنوات وسنوات من الخطوات والتفاهمات والحياكات للخروج من "الليل الطويل" وفق تعبيرها.
التعليقات (6)