مكالمة هاتفية مسرّبة تثير غضب بوتين وتدفع لافروف لمهاجمة ماكرون

مكالمة هاتفية مسرّبة تثير غضب بوتين وتدفع لافروف لمهاجمة ماكرون

دخلت العلاقات الفرنسية الروسية مرحلة أكثر تعقيداً بعد أن شنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هجوماً غاضباً ضد الرئيس الفرنسي ماكرون، على خلفية سماح الأخير بنشر جزء من مكالمة هاتفية جمعته بفلاديمير بوتين قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا.  

وخلال مؤتمر صحفي في فيتنام يوم الأربعاء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مهاجماً ماكرون: "إننا نُجري مفاوضات دائماً بطريقة لا نخجل منها أبداً.. نقول دائماً ما نفكّر فيه. لكن الممارسة الدبلوماسية لا تسمح بالتسريب أحادي الجانب لمثل هذه التسجيلات".

بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا: "عندما يتم إجراء مكالمات على أرفع مستوى فهي بالطبع مسألة سرّية، وبطبيعة الحال، هذه مفاوضات مغلقة. ولكنه اتضح أنه منذ شهرين عندما اتصل ماكرون برئيس روسيا، تم تسجيل المحادثة بالكامل بواسطة كاميرات صحفيين كانوا جالسين يصوّرون كل شيء. هذا مثال على حقيقة أن هذه هي الطريقة التي يفهمون بها كلمة "دبلوماسية".

وأشارت إلى أنه من الصعب توقّع السرية من الجانب الفرنسي بعد نشر لقطات من محادثات ماكرون المغلقة مع بوتين على التلفزيون الفرنسي.

بوتين يريد لعب “الهوكي”

الغضب الروسي جاء عقب بث القناة الثانية الفرنسية فيلماً وثائقياً بعنوان "الرئيس وأوروبا والحرب" تناول خطوات ماكرون لحل الأزمة الأوكرانية ومن بينها إحدى المحادثات الهاتفية مع بوتين، والتي كانت تسعى لعقد قمة بين الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي جو بايدن.

خلال المحادثة، يقول بوتين بصوت خافت: "إنه اقتراح يستحق أن يُؤخذ في الاعتبار، ولكن إذا كنت تريدنا أن نكون متماشين مع الطريقة التي يجب أن تصاغ بها، أقترح أن نطلب من مستشارينا الاتصال ببعضهم في أقرب وقت ممكن... لكن أفهم أنني أوافق من حيث المبدأ".

يردّ ماكرون قائلاً: “حسناً، أنت تؤكد أنك توافق من حيث المبدأ، وأقترح أن تحاول فرقنا... العمل على بيان مشترك بعد هذه المكالمة”.

غير أن بوتين فاجأ ماكرون بالقول: “لأكون صريحاً معك تماماً، أردت أن ألعب هوكي الجليد، لأنني الآن في صالة الألعاب الرياضية. لكن قبل بدء التمرين، أعدك بأنني سأتصل بمستشاري" قبل أن يختتم كلامه بالفرنسية قائلاً: "شكراً لك سيادة الرئيس”، وفقاً لصحيفة بوليتيكو الإيطالية.

وكان بيان الإليزيه الذي صدر بعد المكالمة أعلن أن كلاً من بوتين وبايدن اتفقا على عقد قمة حول أوكرانيا لكن القمة لم تحدث قط. بل في اليوم التالي للمكالمة مع ماكرون، اعترف بوتين رسمياً بمقاطعتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، وفي 24 من شباط شنّت قواته غزواً واسع النطاق ضد أوكرانيا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات