باع الخضار لإعالة أطفاله.. وكالة دولية تحتفي بطبيب سوري افتتح عيادة متنقلة لعلاج النازحين

باع الخضار لإعالة أطفاله.. وكالة دولية تحتفي بطبيب سوري افتتح عيادة متنقلة لعلاج النازحين

في ظل ما بات يقدّمه من خدمات صحية وطبية للاجئين السوريين في مخيمات اللجوء وحتى بعض الفئات من اللبنانيين، سلّطت صحيفة بريطانية الضوء على طبيب سوري مقيم في لبنان، ابتكر فكرة حملت بداية اسم (العيادة المتنقّلة)، المتمثلة بـ (خيمة في كل مخيم)، حيث يتخذ الطبيب من تلك الخيمة (عيادة)، ليعالج فها من يحتاج المساعدة من اللاجئين.

الطبيب الذي باع الخضار

وجاء في تقرير نشؤته صحيفة (إندبندنت) البريطانية بموقعها العربي نقلا عن رويترز، أن الطبيب السوري (فراس الغضبان)، البالغ من العمر 37 عاماً وهو أب لخمسة أطفال، عمل كـ (مُسعف ميداني) للجرحى الذين يسقطون بفعل قصف ميليشيات أسد قبل أن يترك بلاده سنة 2017 ويتوجه إلى لبنان ويستقدم عائلته إلى هناك، وعمل بعد وصوله مباشرة إلى لبنان في بيع الخضروات لتأمين لقمة عيشه، قبل أن يعثر في الإنترنت بعد أشهر من وصوله على (فرصة عمل كطبيب متطوّع في المخيمات)،  لكن ذلك لم يدُم سوى ثلاثة أشهر فقط، ليعود مرة أخرى لبيع الخضار ويفتتح محلاً صغيراً خاصاً به.

ولفتت الصحيفة إلى أن (الغضبان) وخلال الأشهر الثلاثة التي أمضاها في العمل الطبي التطوعي، لاحظ مدى ضعف الخدمات الصحية في المخيمات غير الرسمية التي تستضيف لاجئين سوريين، ومن هنا قرر أن يسخّر كافة خبراته وقدراته من أجل مساعدة اللاجئين وتقديم الرعاية الطبية لهم.

متطوّع مستقل

رغم عودته للعمل كـ (بائع خضار) واصل الطبيب (الغضبان) عمله التطوعي ولكن بشكل مستقل هذه المرة، إذ خصص الأخير في كل يوم وقتاً للمرور على المخيم وعلاج من يحتاج المساعدة هناك، وذلك عبر اتخاذه خيمة من كل مخيم كـ (عيادة) يخصصها للمعاينات وقد شكلت تلك الساعات القليلة من العمل الطبي بداية مشروع (العيادة المتنقلة).

ووفقاً للصحيفة فإن "الغضبان قام بعد ذلك بتسوية وضعه القانوني في لبنان ما أتاح له حرية العمل أكثر، ليتمكن بعد ذلك من إطلاق مشروعه الذي حمل اسم (إندلس ميديكال أدفانتج)، وذلك بالتعاون مع ممارس طبي آخر وفريق من المتطوعين وبمشاركة من منظمة محلية، حيث تحوّل مشروعه لـ (شريان حياة) لعلاج المرضى الذين يشكل السوريون غالبيته".

حوّل منزله إلى عيادة

عمل الغضبان بدايةً على تقديم الرعاية الصحية ومعالجة السوريين في المخيمات، ليتوسع بعمله ليشمل حتى بعض الفئات من المجتمع اللبناني، وقد أشارت الصحيفة إلى أن معظم مرضاه هم من الأطفال وكبار السن، وأن عدد اللبنانيين الذين يعالجهم الغضبان ارتفع أكثر خلال العامين الماضيين، وذلك على وقع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وباتت عيادته التي تم إطلاقها سنة 2018 تقدّم الخدمة الطبية لنحو 40 مخيماً بأنحاء سهل البقاع للاجئين السوريين والمواطنين اللبنانيين مجاناً أو مقابل رسوم رمزية.

ونقلت الصحيفة عن الطبيب قوله، إنه “متاح على مدى ساعات الليل والنهار حتى عندما يكون في بيته، لدرجة أنه يشعر أن بيته كله متطوع معه لمساعدة الناس. وأن كثيراً من الحالات تذهب إلى بيته”، لافتاً إلى أنه "لا يستطيع إغلاق هاتفه حتى لا يشعر بالذنب في حال وقوع طارئ ما".

صعوبات وبحث عن التطوير

وأكد (الغضبان) أن أكثر الصعوبات التي يواجهها مع فريقه الطبي، هي عدم القدرة على تشخيص المرض والجزم به تماماً، بسبب عدم وجود أجهزة تحليل، ويتم الاعتماد في التشخيص على إعطاء أدوية للمرضى وانتظار النتائج، التي على أساسها يتم تغيير العلاج أو الاستمرار به، آملاً في توسعة مشروعه من خلال حملة لجمع تبرعات ليشمل مئات المخيمات في سهل البقاع وخارجه.

التعليقات (2)

    محمد

    ·منذ سنة 9 أشهر
    هل من الممكن التواصل مع صاحب هذه البادرة ونكون لكم من الشاكرين

    SOMEONE

    ·منذ سنة 9 أشهر
    مهما قيل عن هذا الطبيب الانساني الرائع فلا يمكن أو نوفيه حقه فهو يعمل في ظروف استثنائية من الفقر و الحرمان و العنصرية و مع ذلك يكرس وقته و يحترم مبادئه كطبيب لتقديم العون لمن يحتاج له!! لو وُجد عدد كبير مثل هذا الطبيب لكانت الدنيا بألف خير!!
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات