شرطي بميليشيا أسد: تجار المخدرات "مدللون" ونخشى من أمر واحد عند التحقيق

شرطي بميليشيا أسد: تجار المخدرات "مدللون" ونخشى من أمر واحد عند التحقيق

كشف شرطي منشق عن ميليشيا أسد لأورينت نت، تفاصيل حول تعاطي الأجهزة الأمنية مع تجار المخدرات ومروجيها، لافتاً إلى أنهم كانوا يحظون بمعاملة خاصة، وأنه كان شاهداً على عمليات تسليم تجّار مخدرات للجهات الداعمة لهم.

48 ساعة لإغلاق الضبوط

يقول (أحمد محاسنة) الشرطي المنشق عن قسم شرطة الزبدية بحلب لـ أورينت نت: "التعاطي مع تجّار المخدرات كان يتم بحذر شديد، وفي حال حدث إطلاق نار متبادل ينسحب عناصر الشرطة من الموقع، لأن الأوامر ألا يتم قتل تاجر المخدرات بل القبض عليه فقط، حيث يتم احتجازه لمدة 48 ساعة على ذمة التحقيق، رغم أن جريمته واضحة وليست بحاجة للتحقيق ويجب تحويله للمحكمة فوراً، ولكن الهدف الرئيس من ذلك كان عدم إغلاق الضبط لحين مضي 48 ساعة ".

وأضاف: "سنة 2014، داهمنا منزل أحد مروّجي المخدرات في حي الشهباء من آل (الشبيب)، حيث تم إلحاقي بالخدمة هناك منذ سيطرة الفصائل على حي الزبدية، وبعد القبض عليه قمنا باقتياده إلى القسم، وهناك قام رئيس القسم حينها العقيد (زهير صقّال) بفتح محضر استجواب، وخلال أقل من ربع ساعة فقط، كان المتهم قد اعترف بكافة جرائمه المرتكبة، ولكن العقيد أصرّ على ترك المحضر مفتوحاً وعدم إحالته للنيابة العامة مع ترك بعض الفراغات في ورقة الضبط دون معرفة السبب في البداية".

جهات نافذة تتدخل

بعد مضي 36 ساعة على احتجازه، وفي مساء اليوم التالي، حضرت دورية تابعة لفرع الأمن الجوي، وقد أبلغوا الحراس بأنهم حضروا لاقتياد أحد المطلوبين الخطرين، طلب مني رئيس القسم إخراج الموقوف وتسليمه لهم، وخلال مطالعتي للمحضر صُدمت مما كان فيه، لقد تم ملء الفراغات التي تركها رئيس القسم بتهم أخرى أبرزها (الإرهاب وحيازة السلاح)، وقد ختم المحضر بعبارة (يحال لفرع الأمن العسكري) من أجل استكمال التحقيق، لنتفاجأ بعد أيام بأن الشخص نفسه خرج من الفرع دون أية مشاكل، مع العلم أن التهم الموجهة إليه، عادة ما يتم اعتقال أصحابها لسنوات، هذا إن خرجوا أحياء من أفرع الأمن.

ناموا على أسرّة العناصر

ويسرد الشرطي حادثة أخرى حول تهاون أجهزة أمن أسد مع تجار المخدرات قائلاً: "سنة 2014 اعتقلنا شخصين من آل ميدو، يقومون بتجارة الحبوب المخدرة (الكبتاغون)، والجميع يعلم أن آل ميدو هم إحدى مجموعات الشبيحة، وخلال اعتقالهم في القسم تلقينا أوامر ألا نزج بهم الزنزانة، وأن يمضوا ليلتهم في غرفة المناوبين ويستخدموا أسرّتهم".

"في صباح اليوم التالي، تم إخراجهم من القسم بكل بساطة وأمام أعيننا، مع العلم أننا ضبطنا بحوزتهم كميات كافية لسجنهم 10 سنوات، وتم إغلاق الضبط على أساس أنه لم يثبت أي شيء عليهم، مع العلم أنهم من أقذر الناس وعليهم أسبقيات جرمية عدة".

ويعدّ نظام أسد وحليفته إيران وميليشياتها وعلى رأسها حزب الله اللبناني من أبرز المصدّرين للمخدرات على مستوى الشرق الأوسط وربما العالم، وقد كشفت العديد من التقارير الخط الإنتاجي للمخدرات والحبوب المخدرة وطرق التصدير إلى دول الخليج وأوروبا وغيرها من الدول الأخرى، وقد كانت أبرز الصفقات التي تم ضبطها (صفقة الرمان اللبناني في السعودية) في نيسان 2021، والشحنة الأكبر في تاريخ الجمهورية التركية، والتي تم خلالها ضبط 1072.6 أي ما يعادل (طناً و 72 كيلوغراماً) من حبوب "الكبتاغون" المخدرة بميناء إسكندرون، والتي بغت قيمتها الإجمالية حينها 37 مليوناً و261 ألفاً و 905 دولار أمريكي، أي ما يعادل (313 مليون ليرة تركية) وفق سعر الصرف آنذاك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات