في وقتٍ أصبحت فيه مجازر ميليشيات أسد الحديث اليومي لوسائل الإعلام العالمية التي غصّت بتغطية مجزرة حي التضامن وقبلها مئات المجازر بحق الشعب السوري، يستعدّ “عمر أبو لبدة” المعروف بـ"الشيف عمر" للخروج على إذاعة موالية لأسد في موقف يؤكد انحيازه لبشار الأسد وميليشياته.
وذكرت إذاعة "المدينة إف إم" الموالية أن “الشيف عمر” الذي وصفته بـ"فنان الطهي والنكهات الخاصة" يستعدّ ليكون ضيفاً في برنامج “المختار”، عبر تقنية الفيديو “غوغل ميت”، مشيرة إلى أن اللقاء سيُبثّ عصر غد الأحد على الإذاعة وعلى تلفزيون الخبر.
وتأتي موافقة “عمر” للمشاركة في برنامج الإذاعة الموالية ضمن محاولته “لفصل الطبخ عن السياسة” إلا أن الشيف المشهور صاحب عبارة "الله يباركلو" تناسى وجع السوريين ومأساتهم الإنسانية التي تسبّب بها بشار الأسد وميليشياته، كما أعمى نظره أيضاً عن صور مجزرة التضامن وغيرها من مجازر أسد وإيران وروسيا بحق السوريين الأبرياء، ليخرج على إذاعة موالية له دون بذل أدنى جهد لاحترام مشاعر السوريين.
كما يأتي لقاؤه للحديث عن فنون الطبخ وأشهى الأطعمة على القناة الموالية بالتزامن مع تقارير صادرة عن منظمات الدولية تتحدث عن معاناة السوريين في مناطق سيطرة أسد من أزمة غذائية هي الأفظع في تاريخ سوريا بعد أن دمّرها أسد وميليشياته وهجّر أكثر من نصف سكانها، ما أحال أكثر من 4 ملايين سوري إلى قائمة المهدّدين بالجوع بسبب حصار أسد وروسيا لهم.
مقارنة بين الشيفين “عمر” و"بوراك"
في حين انتقد كثيرون الخطوة التي سيُقدِم عليها “عمر” حيث أجروا مقارنة بينه وبين الشيف التركي بوراك الذي زار مخيمات اللاجئين أكثر من مرة في إدلب والشمال المحرر وطبخ بنفسه لأطفال المخيمات والفقراء المقيمين فيها، كما فسّروا خروجه المنتظر على الإذاعة الموالية وهو الذي لا يحتاج للشهرة، أنه أماط اللثام عن انحيازه لأسد وميليشياته، بعد أن كان البعض يعتبرون موقفه رمادياً من الثورة السورية.
تقديم مساعدات لحكومة أسد
وسبق للشيف أن أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما انتقد حملات التبرعات المخصصة لجمع التبرعات لصالح المهجّرين في مخيمات الشمال السوري، وقال في منشور على انستغرام إنه يفضّل أن يساعد العائلات المحتاجة عبر تقديم الدعم المباشر لهم، رافضاً فكرة جمع التبرعات المالية عبر المنظمات والجمعيات الخيرية.
وانتقد حينها "الشيف عمر" إجراء بث مباشر لجمع مليون دولار ودفعها لإحدى المنظمات لتوزيعها على المحتاجين، مدّعياً أن الأموال المجموعة تُصرَف بشكل غير موثّق، وأردف: "يأخد مصاري ما بعرف وين راح فيها".
في المقابل، أقدم “عمر” المقيم في تركيا، على تقديم دعم مادي لحكومة ميليشيا أسد لشراء قرطاسية و"فولارات" عليها شعار "حزب البعث" لطلاب المدارس، بالتنسيق مع وزارة تربية أسد، ولم يأبه لمشاعر السوريين المهجّرين من إجرام أسد، بل نشر منشوراً مُرفقاً بالفيديو الذي تم تصويره أثناء التوزيع، معلناً أن تلك الأموال هي من أرباح فيديوهاته.
وقبل أيام حذّرت وكالات الإغاثة من كارثة تلوح في الأفق في شمال غرب سوريا إذا لم يتم تمديد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يسمح بمرور إمدادات الإغاثة عبر الحدود التركية السورية لمدة عام آخر قبل انتهائه في 10 يوليو /تموز الجاري.
وبحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا أكجمال ماجتيموفا، يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر في سوريا، وسبق أن حذرت من أزمة غذاء غير مسبوقة في سوريا.
التعليقات (16)