نجحت تركيا بانتزاع تعهدات من السويد وفنلندا من شأنها أن تضع ميليشيا قسد في ورطة، وتزيد عزلتها وتحدّ من حركة أعضائها على الأراضي الأوروبية وصولاً إلى احتمال تسليم أنقرة عدداً من القياديين المقيمين على أراضي الدولتين.
جاء ذلك خلال المفاوضات التي دارت بين تركيا من جهة والسويد وفنلندا من جهة أخرى في العاصمة الإسبانية مدريد من أجل إقناع انقرة برفع الفيتو الذي تفرضه على دخول الدولتين الإسكندنافيتين للناتو.
وقالت صحيفة غارديان البريطانية إن المذكرة التي توصل إليها الزعماء الثلاثة يوم أمس تنص على أن فنلندا والسويد "ستقدمان دعمهما الكامل" لتركيا في مسائل الأمن القومي.
وأضافت أن الدولتين أكدتا كذلك على أن حزب العمال الكردستاني هو منظمة محظورة، وفي تنازل رئيسي، لن "تقدما الدعم" لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (PYD) ومجموعات وحدات حماية الشعب (YPG) التي تنشط في سوريا تحت ذريعة محاربة داعش.
ولم يقتصر الأمر عند ذلك الحد، بل تعهدت كل من فنلندا والسويد في الاتفاق على أن لا تفرضا حظراً على بيع السلاح لتركيا، وقالت الدول الثلاث جميعها إنها ستعمل معاً بشأن طلبات تسليم المجرمين.
ودعت تركيا كلا من الدولتين إلى تسليم الأفراد الذين تقول إنهم مرتبطون بحزب العمال الكردستاني أو ما يسمى بوحدات حماية الشعب المكون الكردي المهيمن على ميليشيا قسد.
دعوة لتسليم 33 مطلوباً
وغداة توقيع المذكرة، أعلن وزير العدل التركي بكر بوزداغ أن أنقرة ستطالب فنلندا والسويد بتسليمها 33 شخصاً ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني وحركة فتح الله غولن، دون أي توضيح فيما إذا كانت القائمة تضم صالح مسلم متزعم ما يسمى حزب “الاتحاد الديمقراطي”.
وفي وقت سابق اليوم، قالت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون، في تصريحات أدلت بها للتلفزيون الرسمي الفنلندي إن بلادها ستكون في حوار وثيق مع تركيا فيما يخص تسليم المجرمين.
وأضافت أن بلادها ستوضح (للجانب التركي) كيفية كفاحها ضد الإرهاب في إطار القوانين الدولية.
فيما قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ إن فنلندا والسويد اتفقتا على "تعديل إضافي لتشريعاتهما المحلية" لمنح تركيا تطمينات مكافحة الإرهاب التي كانت تسعى إليها، وستقوم "بقمع أنشطة حزب العمال الكردستاني" و"الدخول في اتفاقية مع تركيا بشأن تسليم المجرمين".
وكانت مصادر في الرئاسة التركية أعلنت أمس أن أنقرة نالت ما أرادته من فنلندا والسويد الراغبتين في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وعززت من مكاسبها في مكافحة الإرهاب.
وتسعى كل من فنلندا والسويد منذ أسابيع إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي إلا أنهما كانتا تصطدمان بممانعة أنقرة بسبب إيوائهما قادة وعناصر من تنظيمات مصنفة على قوائم الإرهاب التركية.
التعليقات (20)