الصيف في مخيمات الشمال السوري.. حشرات وضربات شمس وحالات الإعياء.. فأين المفر؟!

الصيف في مخيمات الشمال السوري.. حشرات وضربات شمس وحالات الإعياء.. فأين المفر؟!

بعد أن ثاروا في وجه الجلاد وكسروا قيود الاستعباد رافضين الخنوع تحت حكم ميليشيا أسد الطائفية الموسومة بتاريخ من الإجرام والقتل الذي لا يرعى أبسط حقوق البشر..  هجروا من ديارهم تحت القصف حتى حطوا الرحال في مخيمات الشمال السوري على الحدود التركية بعيداً عن بيوتهم التي دمرت وقراهم ومدنهم التي سويت أجزاء كبيرة منها بالأرض. 

هنا حيث يتشكل اليوم بحر المخيمات المترامي الأطراف ومن حكايات القهر والاشتياق المتكررة، يحل الصيف حاملاً معه معاناة جديدة ضمن حلقات متسلسلة من معاناة قديمة حديثة تتجدد وقائعها مع كل فصل أو مناسبة، وتطفو على سطح المشاهدات اليومية حتى كادت – للأسف- أن تصبح مألوفة لحد مرورها مرور الكرام.

أورينت نت تجدد إلقاء الضوء على معاناة النازحين في فصل الصيف علّها تجد بذلك آذاناً صاغية أو يداً حانية تسهم في صناعة الحلول.

فصل الصيف وتجدد المعاناة 

ينتشر في منطقة الشمال السوري قرابة 1500 مخيم منها حوالي 500 مخيماً عشوائياً، يعانون من انعدامٍ _أو ضعفٍ _ في أحسن الأحوال في مقومات الحياة الأساسية، ولا يزالون يحاولون التأقلم مجبرين بشتى الوسائل بانتظار يوم الفرج بالعودة للديار.

ويمتاز جو الشمال السوري بارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف. الأمر الذي يرهق كاهل من رزحوا تحت شوادر قماشية لا تقي حراً ولا تمنع برداً.

(يوسف العاصي) مندوب مخيم الزيتون في منطقة حزانو شمال إدلب، تحدث لأورينت نت مُجملاً المشاكل التي يتعرض لها النازحون عموماً قائلاً " تتعدد معاناة النازحين بالعموم إن كان في الشتاء أو الصيف، وبالنسبة للصيف ارتفاع درجات الحرارة بالدرجة الأولى، الأمر الذي يسبب ضربات شمس وإعياء للصغار وكبار السن، خاصةً مع كمية الضغط الي يُحدثه جو الخيمة النايلوني، في ظل انعدام الطاقة الكهربائية وضعف تأمين بديلها لمعالجة موضوع التكييف أو المراوح العادية، ما يجبرنا على وضع بطانيات مبللة على سطح الخيمة أو رشّ ملابسنا بالماء، والجلوس في ظل الأشجار والخيام ليواجهنا خطر الحشرات والزواحف التي تنشط عادةً في مثل هذا الجو، وقد سجلنا في مخيمنا فقط ست عشرة حالة لدغ مختلفة، ناهيك عن انتشار البعوض بسبب سوء التصريف الصحي وقلة المياه للنظافة الشخصية"

الأمر الذي أكده (دريد الرحمون) رئيس شعبة الأمراض المزمنة والصحة المجتمعية في مديرية صحة إدلب بقوله "الوضع الصحي بشكل عام في المخيمات يصنف بين الوسط والجيد، بسبب كون أماكن السكن العشوائية غير مهيئة عادةً لحصولها على الخدمات الصحية، إضافةً لموضوع الاكتظاظ السكاني، والأمر الثالث لا تتوجه الخارطة الصحية بشكل منظم وثابت للسكن العشوائي، لذلك هناك معاناة صحية كبيرة لأهلنا في تلك المناطق".

قلة المياه.. حكاية أخرى

تزداد حاجة الفرد للمياه في فصل الصيف إن كان للشرب أو الاستحمام، نتيجة للتعرق ولضرورة معادلة درجة الحرارة الداخلية في جسم الإنسان.

وفي ظل انقطاع عدة منظمات إنسانية عن متابعة مشروعها بدعم المخيمات بمياه الشرب لانتهائها، وصعوبة تأمين سعر الصهريج الحر للمياه، يواجه النازحون خطراً جديداً تنعكس آثاره سلبياً عليهم، (عوض الصطوف) مدير مخيمات حماة الشرقية في منطقة أطمة على الحدود التركية تحدث عن المشكلة بقوله "كان موضوع تأمين المياه ثانوياً بالنسبة لنا كحال الكثيرين، لتأمينه عن طريق منظمات إنسانية تزور المخيم مرتين أسبوعياً بواقع خمسة براميل في كل زيارة، لكن حالياً للأسف مع انقطاع الدعم وتوقفه نضطر لشراء الصهاريج بسعر يصل لحد الخمسين ليرة تركية للصهريج الواحد سعة 22 برميل، الأمر الذي تسبب بمعاناة جديدة أجبرت النازحين على التقليل من النظافة العامة لتوفير المياه للشرب والطبخ، وهذا الأمر أدى لانتشار أمراض جلدية كثيرة مثل حبة حلب (اللشمانيا) والذي عزز وجودها سوء الصرف الصحي وترشيد التخلص من القمامة".

محاولات وجهود للحد من انتشار الأمراض

تسعى مديرية الصحة في حكومة الإنقاذ عبر عدة تدابير وقائية وعلاجية للحد من انتشار الأمراض الجلدية بين صفوف النازحين في التجمعات السكنية والمخيمات.

وعن تلك التدابير تحدث (دريد الرحمون) رئيس شعبة الأمراض المزمنة في مديرية صحة إدلب قائلاً " نتحدث اليوم عن عدد كبير من المخيمات، تعجز أمامه أي منظومة صحية لاكتفائه صحياً، ولكننا نعمل بجهود حثيثة بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني والدولية للوصول إلى أقصى حد ممكن من المستوى الصحي، وتقوم منظمة مونيتور بالتنسيق مع صحة إدلب بعمليات بخ ميدانية لعدة قطاعات سكنية بفرق متخصصة، كما لدينا قرابة 18 مركزاً صحياً ضمن المخيمات والتجمعات الكبيرة مثل أطمة وقاح، إضافةً لـ 30 عيادة صحية متنقلة في باقي المناطق بمعدل 6 عيادات لكل منطقة، تزور المخيمات مرتين أسبوعياً لتقديم خدمات العلاج واللقاح والأدوية 2021 الخاص بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى الشمال السوري، الأمر الذي يزيد من احتمالية تضاعف حجم الكارثة الإنسانية على كافة الصعد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات