بدأت قسد بتسليم ميليشيا أسد إنتاج محافظة الحسكة من القمح لموسم 2022، من خلال وكيلها “القاطرجي” وتخصيص معبر خاص لعملية الاستلام والتسليم، في الوقت الذي تفتقر فيه مناطق قسد للطحين وتشتكي من رداءة الخبز الذي يتمّ توزيعه على المواطنين.
وأفاد مصدرٌ خاص بأنّ ميليشيا أسد وبالتوافق مع قسد، خصّصا معبر منطقة الكسرة باتجاه عياش التابعتين لمحافظة دير الزور، لتسلّم قسد إنتاج موسم 2022 للنظام، من خلال ميليشيا القاطرجي (المسؤولة عن التهريب)، وقدّره المصدر بمرور أكثر من 200 شاحنة خلال الأسبوع المنصرم، مؤكّداً بأنّ التصدير لازال مستمرّاً لحين إعداد هذا التقرير.
إنتاج الحسكة للقمح خلال عامي 2021- 2022:
وانخفض إنتاج القمح والشعير في المناطق التي تسيطر عليها قسد بنسبةٍ تجاوزت 80%، مقارنةً بالسنوات السابقة، بسبب الجفاف الذي عمّ أرجاء المنطقة، وفقدان الدعم للمزارعين من دعم مادي ورفع أسعار البذار والسماد بنسبة 200٪ وصعوبة الحصول على المحروقات، ووضع العراقيل أمام المزارعين من فرض للإتاوات ورفع أسعار المحروقات بشكل متكرر وبنسبة فاقت 300٪.
وقال المزارع محمود عبد الرحمن لأورينت نت، إنه بالإضافة للصعوبات التي ذُكرت، يغيب دور المنظمات المعنية والمدعومة من التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية مقارنةً بمحافظتي الرقة ودير الزور، ويعود السبب إلى هيمنة قسد على تلك المنظمات، ناهيك عن رداءة نوعية البذار الذي يتمّ توزيعه على المزارعين.
رداءة الخبز وتقليل مخصّصات الأفران
ويشتكي عموم الأهالي في مناطق سيطرة قسد من رداءة نوعية الخبز الذي يتمّ توزيعه عليهم، بسبب خلط الميليشيا لدقيق الذرة الفاسدة مع الطحين (بحسب أصحاب الأفران)، ما ينتج نوعية خبز، وصفها الأهالي بأنها غير صالحة ولا تأكلها حتى الحيوانات (وتمّ توثيقها بعشرات الصور والفيديوهات) وبالرغم من المطالب المتكرّرة لمحاسبة القائمين على الطحين وإنتاجه، ولكن لم تلقَ آذاناً صاغية.
وفي السياق، قال صاحب أحد الأفران في الأحياء الشرقية في مدينة القامشلي لأورينت:"بالرغم من نوعية الطحين غير الصالحة لإنتاج الخبز، تمّ تقليل مخصصات الأفران للنصف وأحياناً للثلث، ففي شهر حزيران الجاري تمّ توزيع الطحين فقط خمسة أيام، ونحن في يومه الـ 25، الأمر الذي أثار الغضب والامتعاض عند الأهالي، لأنّ أغلبية الأهالي مستواهم المعيشي تحت خط الفقر وغير قادرين على شراء الخبز السياحي الذي يتمّ بيعه بـ 1500 ليرة، وفيه 7 أرغفة صغيرة الحجم، يعني عائلة مكونة من 5 أشخاص تحتاج ما بين 3 - 4 ربطات خبز أي 6000 ليرة يومياً، وهذا يرتّب عليهم أعباء مالية كبيرة في ظلّ هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الأهالي".
يشار إلى أنّ هناك اتفاقات سرية مبرمة بين ميليشيا أسد وقسد يتمّ تنفيذها عبر وكلاء التهريب، وأبرزها شركة (القاطرجي) و(فؤاد أبو دلو)، فيما يتعلّق بتسليم النفط والقمح والغاز، ناهيك عن ملفات أمنية تتعلّق بالشخصيات المعارضة وخاصةً أعضاء الأحزاب الكُردية المنضوية تحت راية المجلس الوطني الكُردي.
التعليقات (8)