رئيس وزراء لبنان الأسبق ينبش تاريخ إجرام حافظ الأسد بمذكراته وحاكم عربي حذره من الاغتيال

رئيس وزراء لبنان الأسبق ينبش تاريخ إجرام حافظ الأسد بمذكراته وحاكم عربي حذره من الاغتيال

كشف رئيس الوزراء لبنان الأسبق "صائب سلام" في مذكراته تورط ميليشيا النظام السوري وعلى رأسه حافظ الأسد في حوادث الاغتيالات بلبنان، وأنه أغرق ما سماه بجيشه (ميليشياته) في رمال الأحداث اللبنانية المتحركة، وجعل كل الشخصيات التي تعارض مشاريعه في البلاد تحت مرمى نيرانه ولاسيما رشيد كرامي وكمال جنبلاط.  

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" التي بدأت في نشر مذكرات رئيس الوزراء اللبناني الأسبق على ثلاثة أجزاء، فإن (سلام) فتح أوراق تدخّل الأسد في لبنان كاشفاً مدى معارضته لهذا العمل ومآخذه على تصرفات ميليشيات الأسد في البلاد عسكرياً وسياسياً.

المذكرات التي غطت مراحل مهمة من فصول الحرب اللبنانية بدءاً من دخول قوات الأسد للبنان عام 1976 إلى الغزو الإسرائيلي للجنوب ومناطق واسعة وصولاً إلى بيروت سنة 1982، أشار فيها (سلام) إلى أن تلك الأيام كانت عصيبة على البلاد، وبدت خلالها المقاومة الفلسطينية مجبرة على خوض العديد من المعارك مع السوريين ومع الكتائب وحلفائهم.

وأوضح "سلام" أن اجتياح الأسد لمنطقة جزّين – صيدا ومنطقة بعبدا – شانيه عاليه، ولّد ذلك قلقاً كبيراً عند الكثيرين، ولاسيما عند المسلمين الذين لم تكن ردّة فعلهم مماثلة ليوم دخول الجيش السوري أول مرّة في حزيران عام 1976، مضيفاً أنه توجّه بعد ذلك لدمشق للقاء حافظ الأسد، ولكن على الرغم من فخامة الاستقبال والحديث الودي الذي استمر قرابة 3 ساعات إلا أنه لم يشعر بصفاء النية وأن صورة اغتيال كمال جنبلاط لم تفارق ذهنه.

وتابع أنه كان خلال اللقاء صريحاً مع حافظ الأسد فأخبره بما تقوم به (ميليشياته) وتصرّفاتهم في لبنان عسكرياً وسياسياً لكنه اكتفى بالقول إنّه يأخذ ذلك في الاعتبار، واستمر بالتمسك بوجود جيشه في لبنان وإصراره على ذلك رغم علمه بأنه أغرقهم بما يشبه الرمال المتحركة.

ولفت رئيس الوزراء اللبناني الأسبق إلى أنه في أحد لقاءاته مع الرئيس المصري الراحل "أنور السادات" أكد له أن السوريين (ويعني بهم حافظ الأسد وجماعته) هم الذين اغتالوا الزعيم اللبناني "كمال جنبلاط" في السادس عشر من آذار عام 1977 وأن كل الإشارات تنمّ عن رغبة الأسد في وضع اليد نهائياً على لبنان.

وبيّن (سلام) أن الرئيس المصري السادات كشف له أنّه حذّر حافظ الأسد وأخبره أنّ لبنان يجب أن يعود سيّدَ نفسه ولن يقبل المساس به مطلقا، كما أخبر الأسد أنه لن يعارض أي اتفاق سوري-أردني على الصعيد العسكري وحتى على الصعيد السياسي.

وأكد سلام أنه عندما انتهت المقابلة وفي حين كان الرئيس السادات يودّعه حذّره مرّة أخرى من احتمال اغتياله (كما حدث لجنبلاط)، وقال له إنّه يجب أن ينتبه من السوريين (في إشارة إلى حافظ أسد وميليشياته). 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات