لأنها رفضت حلف الأقليات: السويداء تواجه حرب الجبناء وعبث أجهزة الأمن!

لأنها رفضت حلف الأقليات: السويداء تواجه حرب الجبناء وعبث أجهزة الأمن!

تستمر المشاهد الغرائبية مع سلطة تعلن أنها ضد الإرهاب والفوضى وأنها ثمثل القانون والأمن. 

ما يحدث في السويداء من فتح جيوب للهجوم والاقتتال هو حرب سرية تقتضي أن ينتظم أهل السويداء ممتثلين داخل حلف الأقليات، وأن يكونوا حرثاً لإيران وحزب الله وفروع الأمن يأتونهم حيث شاؤوا وأنى شاؤوا. وتستمر صناعة الموت التي شكلت شركة مساهمة لحلف محلي وإقليمي.

أجبن حرب على المحافظة! 

يعلن النظام أنه ليس ضد السويداء، وإنما هو ضد الفوضى. الفوضى!!!!! 

الفوضى تلك التي دأب على رعايتها من لحظة البذار وصولاً إلى الإنبات والفروع 

الفوضى التي غذاها بسماد القذارة والخباثة الطائفية والمافياوية والتسلطية والاستبداد حتى أصبحت السويداء (خضراء الدمن) التي أفسدت المحيط بكل مكوناته. 

هم ضد الفوضى ولكن مع العصابات التي كانت بداياتها سجناء الجرائم الجنائية الذين أطلقهم تحت مسمى العفو العام، وضمناً كان يرسم للعبث المعمم والقتل المعلن والمخفي والجريمة بأبشع صورها، والتي تبدأ بنشر طاعون المخدرات ولا تنتهي أبداً بأي سقف. السويداء جغرافيا تسكن في قلب مخطط يُغرق الجوار تدميراً وتخريباً، وشعب أعلن تمرده بأكثر من صورة. 

وهذا يقتضي بحثاً مستمراً عن شبكات وقنوات ودهاليز. إنها أجبن حرب على المحافظة، حولها النظام إلى غيتو غير مسبوق في سورية، فالذاهب لها مفقود والخارج منها موعود.  

شرّد أهل السويداء منذ زمن، ولكن التيه الأكبر تسارع  بعد الانفجار السوري الكبير، لن تقنع  أبداً من كان ابن سورية الوطن أن يكون قاتلا... ولا شاهد زور، ولا قطيعاً في رعية، ولن تتأخر السلطة عبر فروعها الأمنية أن تجوع  وتغتال وتتآمر وترشي، وتحيد، وأما المطلوب فهو أن تقبل هذه المحافظة التطويع والترويض وإلا فهي حقل ألغام من المؤسسة الدينية وصولاً إلى المجالس العائلية.  

ولاننسى أن الطريق ما زالت تعبده لتسلك العدواة طريقها إلى الفتنة مع جوارها ومع مساكينها وأبناء جلدتها الذين يقيمون بين ظهرانيها... ولم يعد خافياً على أُولي الألباب ريادة توفيق ناصر، في إدارة مشاهد الشيطنة والتي ألقى بعهدتها فيما بعد لكفاح الملحم، بحث الأمن عن بؤر متهتكة مجتمعياً وأخلاقياً، أو باتت تشتهي الحضور إلى حدّ الغلمة والشبق، ووجد ضالّته! 

لقد خصب الأرض وحضنت البذور، وأنبتت فصائل مسلحة بعدد أفرع الأمن   والارتهانات الإقليمية، وضخّ السلاح.. والأفيون والشبو والكريستال، وبشكل انتقائي سلّم زمام الأمور لمن شذّ تربية ولمن أجرم وأدمن خباثة وإثماً. وزوّدته بكل أدوات الإفساد والتدمير والقتل، وطلبت ألّا يعود. 

القراصنة بلا صيد ثمين مهما كانت الخسائر، ومهما تطلب الأمر من قبح والتواء وبشاعة، وإذا لم يكن هذا فوضع السلطة سيكون حرجاً، وضاعة الهدف ونوع الخصم يتطلب أن تعود قوة الردع للسلطة، والهدف سهل عبر التطييف والمال والرخص، والحرب على أي مقاومة قذرة وجبانة وخسيسة.

اغتيال البلعوس نقطة التحول

في السويداء وبعد حادثة مقتل الشيخ البلعوس تماماً انكشفت النوايا. وعرف أهل الجبل أنهم إلى أجل غير مسمى هم وجهة أجهزة الأمن ومرادها. وعلم الناس من سيكون روافع  وحوامل ووسائل حربهم، وزادت الأمور وضوحاً بأحداث داعش مع القرى الشرقية. 

داعش تلك التي تصنع حيث تشاء إيران وحزب الله وتوابعه المجاورة للسلطة، ولم يمر وقت حتى ازداد رد الفعل الشعبي. فعبر عن بعض سخطه في المظاهرات وعلى صفحات السوشيل ميديا أوغل في كشف عورات الجبناء والأمن والعملاء، وكانت السلطة الواهنة التي تعمدت ترك الحبل على الغارب لإغراق السويداء أكثر فأكثر، جاهزة فقط لتنقضّ على من تظاهر، وتنكّل به ملاحقة وسجناً وتهجيراً، وتوغل الهيئة الدينية في صمتها. 

ندرك دون أن يقال لنا حرف واحد أن حجم الرعب يفوق التصور، وأن المهادنة ضرورة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً. 

وفي الجهة المقابلة  كان على النخب أن تحاول مرة تلو أخرى البحث، عن حلول وعن طرق للمواجهة. ولأسباب باتت معروفة، لم يتم التوافق بين القوى المبادرة أبداً، وهذا بحد ذاته انتصار وإنجاز للسلطة، رغم أن المبادرات بين تجمع وتحزب وهيئة قد بلغ عشرات التسميات.

معركة اللواء ومقتل سامر الحكيم!

ومن الجدير بالذكر أن حزب اللواء أعلن المقاومة المسلحة، وعرض برنامجه للناس وتعهد بمحاربة الجريمة والانفلات، وخاصة سوق وتجارة المخدرات.. الحزب عيّن سامر الحكيم كما هو معروف قائداً للمقاومة في المحافظة، وبالمقابل جلب الأمن مطارداً أخلاقياً ومجتمعياً وأمنياً وسلّمته سلطات مطلقة.

وبدهاء مذهل تغافلت عن حجز قائد الشرطة ومدير الأمن الجنائي، لتوحي بأن زمام الأمور بات لعصابة الأمر الواقع والتي يتزعمها راجي فلحوط، وكان قد سبق ذلك اقتتال بين بدو السويداء المدينة وعصابة المجرم فلحوط. 

أبى شرفاء السويداء وأحرارها التغافل عن هدفها ومراميها وعن عملية الاعتداء السافر من قبل العصابة على البدو، وانتهى الأمر إلى صلح، أظهر فيه كل من الجانبين، روح التفهم والتسامح، الأمر الذي  أثار غلّ الأمن العسكري الذي كان يرسم لمقتلة لا تبقي ولا تذر! 

ولم تمر أيام حتى لاقى قوات الحكيم على أرضها، والتي دخلت المعركة غير مستعدة وانتهى الأمر بمقتل قائدها.

وقبل أن أنهي مقالي أريد التأكيد كما أسلفت سابقاً في إحدى مقالاتي، أن أهل السويداء كوعي جمعي كثيراً ما يترددون في دعم كفاح مسلح، خوف الارتهان.... والاتهام الذي دأبت السلطة على ترويجه.  

وما زالت السويداء تترقب تسلسل هذه الحرب الغرائبية، حتى بلوغ ذروة انفجار غير مسبوق!

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات