روى معتقل سابق في سجن صيدنايا لموقع أورينت نت، تفاصيل مروعة تتعلق بما تعرض له خلال فترة اعتقاله التي امتدت لنحو 6 أشهر، إلا أن الأبشع هنا كان وجود الأب والابن في نفس المعتقل، حيث كان يتم تعذيبهما على مرأى بعضهم البعض قبل أن يتم إخفاء وتصفية الابن بينما تم الإفراج عن الأب.
تقرير كيدي يُنهي مستقبل الابن
وقال (ياسين كريم) المعتقل السابق في سجن صيدنايا لـأورينت نت، إن ابنه (محمد كريم) الذي كان عمره حينها 23 عاماً، تم اعتقاله بموجب تقرير كيدي، لأحد عناصر الشبيحة في حيهم (كرم الجبل) في حلب، والسبب أن ابنه منع الشبيح من التطاول والاعتداء على شقيقه الأصغر وقام بصفعه، فقام بالإبلاغ عنه بأنه يتعامل مع خلايا تابعة لتنظيم (داعش)".
وأضاف أنه في شهر أيار من العام 2019، داهمت دورية تابعة للمخابرات الجوية منزله في حي كرم الجبل بحلب، واعتقلوا ابنه (محمد) بعد أن أهانوا العائلة وشتموا الجميع بما في ذلك النساء، فيما لم تفلح محاولات الأب اللاحقة لإخراج ولده من المعتقل واصطدمت بالمبالغ الطائلة التي كان يطلبها الوسطاء دون أي ضمانات.
اعتقلوا الأب بتهمة الدعم
بعد نحو أقل من شهر، اعتُقل الأب على حاجز لفرع الأمن الجوي قرب منطقة حلب الجديدة، بينما كان ذاهباً إلى عمله في قسم البريد هناك، وللمفارقة تم نقله إلى الفرع في حي جمعية الزهراء، حيث التقى بولده في الداخل ومن خلال تطابق الكُنى عرفوا أنهما من ذات العائلة.
يقول ياسين "هنا بدأ فصل جديد من فصول التعذيب، حيث تعمدوا ضربي أمامه وضربه أمامي"، مشيراً إلى أنه وبعد نحو أسبوع تم تحويل الجميع إلى صيدنايا بدمشق".
كسّروا عظام ابني أمامي
وتابع: "بعد وصولنا إلى صيدنايا، تم فرزنا في مهجع واحد، وكأن الأمر كان خطة ممنهجة لقتلنا ونحن على قيد الحياة دون الحاجة للتعذيب، لقد كانوا يخرجوننا معاً ضمن دفعة يأخذونها للتحقيق، كان ما يجري لا يستطيع عقل بشري تحمله، لقد رأيت اثنين من السجانين وهم ينهالون على ابني بالجلد بواسطة كابلات كهربائية ومواسير معدنية وهو يصرخ (بابا خلصني)، كان الموت في تلك اللحظات أكثر رحمة من صوت ابني، الذي بدوره شاهد فصول تعذيبي كاملة".
مصير مجهول
وعن مصير الابن، قال ياسين: "بقينا معاً نحو خمسة أشهر، قبل أن يأتوا في شهر تشرين الثاني من العام نفسه ويخرجوه من الزنزانة إلى مكان مجهول واختفى أثره منذ ذلك الحين، أما أنا فقد تم إخراجي أواخر العام 2019 مرغماً، فقد كانت أمنيته البقاء رغم التعذيب قائلا: لأول مرة شعرت بأن السجن هو آخر أمل لي في العثور على ابني، الذي أخبروني أنه ربما قد تمت تصفيته".
التعليقات (15)