سيطرت "هيئة تحرير الشام" (ميليشيا الجولاني) على قرى كانت خاضعة سابقاً لسيطرة "فيلق الشام" بمنطقة عفرين (غصن الزيتون) شمال حلب، في تغيير واضح بالتوزع العسكري بعد اشتباكات وتوترات عنيفة بين الفصائل شهدتها مناطق الشمال السوري وانتهت باتفاق مبدئي برعاية تركية.
وأفاد مراسل أورينت نت مناف هاشم، اليوم، أن عناصر "تحرير الشام" سيطروا بشكل مفاجئ على حواجز عسكرية في قرى (باصوفان وفافرتين وكباشين) بمنطقة عفرين، وذلك بعد انسحاب عناصر "فليق الشام" منها على إثر التوترات المحلية في المنطقة.
وأوضح المراسل نقلاً عن مصادر محلية أن سيطرة عناصر “الجولاني” على تلك القرى بمنطقة عفرين (غصن الزيتون) تعني تمدد "هيئة تحرير الشام" باتجاه مناطق ريف حلب الشمالي، وبالتالي ستكون "الهيئة" على تماسٍّ مباشر مع مناطق سيطرة ميليشيا قسد (PYD).
وبرّرت “تحرير الشام” عملية انتشارها العسكري في عفرين بسبب عدم تنفيذ فصائل الجيش الوطني (الجبهة الشامية) و(جيش الإسلام) للاتفاق الموقّع بين الفصائل يوم أمس برعاية الجانب التركي، ولا سيما إطلاق سراح معتقلي فصيل “حركة أحرار الشام” (حليف الجولاني)، حيث اعتبرت “تحرير الشام” أن نشر حواجزها في المنطقة جاء بهدف الضغط على الفصائل لتنفيذ الاتفاق وإطلاق سراح الأسرى العسكريين.
مصادر عسكرية اتهمت فصيل "حركة أحرار الشام" بتسهيل سيطرة "تحرير الشام" على القرى بمنطقة عفرين وانتشارها العسكري وتثبيت حواجز عسكرية فيها، فيما لم تعلق فصائل الجيش الوطني على التطورات الأخيرة وخاصة فصيل “فيلق الشام”.
وتأتي التطورات والتغيرات الميدانية الجديدة بعد يوم على توقف الاشتباكات بين الفصائل المحلية في الشمال السوري بموجب اتفاق مبدئي يقضي بانسحاب “هيئة تحرير الشام” (الجولاني) من منطقة عفرين شمال حلب إلى مقراتها في إدلب، مقابل تسليم المقرات لهيئة "ثائرون" التي تضمّ فصائل من الجيش الوطني، بعد اشتباكات عنيفة شملت معظم مناطق ريف حلب قبل يومين، بسبب اقتتال داخلي بين “أحرار الشام” و"الفليق الثالث".
ونصّ الاتفاق على انسحاب فصيل "الفيلق الثالث" التابع للجيش الوطني، من مقرّات فصيل "حركة أحرار الشام" بريف حلب، مقابل تسليم تلك المقرات لفصائل "هيئة ثائرون"، إضافة لبدء انسحاب أرتال "هيئة الجولاني" من منطقة عفرين إلى مواقعها في إدلب.
ونقل مراسلنا عن مصادر محلية أن "أحرار الشام" بدأت تعود لمقراتها، في عولان وعبلة وتل بطال، تنفيذاً للاتفاق المُبرم بين الأطراف المتصارعة، فيما انسحب فصيل "الجبهة الشامية" بعد حرقه وتخريبه عدداً من مقرات الأولى، في ظل هدوء حذر بالمنطقة.
وأسفرت الاشتباكات الليلية عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، ولا سيما النازحون في المخيمات القريبة من الاشتباكات في منطقة عفرين، خاصة مع محاولة "تحرير الشام" اقتحام قرية قرزيحل التي يسيطر عليها فصيل "الحمزات" جنوب عفرين، إضافة لاشتباكات على محور جنديرس بالقرب منها.
وكانت أرتال عسكرية ضخمة تابعة لـ "هيئة تحرير الشام" (الجولاني) وتضمّ مئات الآليات المدجّجة بالسلاح والعناصر دخلت إلى مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني بدير بلوط وجنديرس بمنطقة عفرين لمساندة حليفها "أحرار الشام"، الأمر الذي زاد حدّة التوتر وفوضى السلاح بالمنطقة.
سبق ذلك مواجهات عنيفة جرت بين "الفليق الثالث" الذي يضم فصائل (الجبهة الشامية وجيش الإسلام) وبين "أحرار الشام القطاع الشرقي" المعروفة باسم "الفرقة 32"، وذلك لخلافات قديمة تمثّلت بانشقاق الأخيرة عن فصيل الفيلق الثالث، ما دفع الأخير بضوء أخضر رسمي لمهاجمة الحركة للقضاء على حركة "التمرد" في صفوفها.
وبدأت الاشتباكات العسكرية في مدينة الباب شرق حلب، وامتدت إلى جرابلس في ظل استخدام أسلحة ثقيلة ومتوسطة وعمليات أسر متبادلة بين الطرفين، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص بينهم عناصر من الفصائل ومدنيون، إضافة لإغلاق المعابر بين ريف حلب وإدلب وخسائر عسكرية وتدمير بعض المقرات العائدة للفصائل.
التعليقات (5)