موقع بريطاني: سوء المعاملة يدفع السوريين لمغادرة تركيا وأكبر حزب معارض متورط

موقع بريطاني: سوء المعاملة يدفع السوريين لمغادرة تركيا وأكبر حزب معارض متورط

أصبحت الحياة في تركيا لا تُطاق بشكل متزايد بالنسبة لأكثر من 3 مليون سوري يعيشون في البلاد، حيث يختار البعض منهم المغادرة بدلاً من الاستمرار في تحمّل العنصرية والبطالة والاستغلال، خاصة مع تزايد حملات كراهية الأجانب التي حصلت مؤخراً.

وسلّط تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني الضوء على واقع اللاجئين السوريين في تركيا حيث بات العديد منهم يرغب في الهجرة إلى أوروبا بدلاً من العودة إلى سوريا، وذلك بعد أن أجرى مقابلات مع العديد من السوريين المقيمين في تركيا.

تزايد كراهية الأجانب

وقال الموقع: "يختار السوريون بشكل متزايد مغادرة تركيا مع تزايد كراهية الأجانب، حيث يدفع الافتقار إلى الوظائف وسوء المعاملة والعنصرية بعض السوريين للبحث عن مكان جديد للعيش فيه".

ونقل التقرير عن سوري غادر إلى فرنسا مؤخراً ويدعى عباس (34 عاماً)  قوله: "لم أسرق الوظائف التركية، لم أضايق أي شخص، لدي أخواتي.. لكنني اتُّهمت بهذه الأشياء وتعرّضت للهجوم.. لكنني لم أذهب حتى إلى الشرطة لأنها لن تُحدِث فرقاً".

وقال محمد (33 عاماً)، وهو مهندس سوري غادر تركيا في فبراير/شباط الماضي، إنه أصبح من المستحيل عليه البقاء في ولاية هاتاي الحدودية التركية بسبب تغيّر المشاعر الاجتماعية، مضيفاً أن "التصريحات والمشاعر المعادية للاجئين في المجتمع التركي جعلت من الصعب علينا تلبية احتياجاتنا الأساسية. اضطررت للمغادرة من أجل عائلتي وأولادي".

وأوضح محمد للموقع أنه كان يفضل البقاء في تركيا، لكنه قلق من إمكانية العودة القسرية إلى سوريا حيث يوجد على قائمة الإرهاب بسبب معارضته لميليشيا حكومة بشار أسد.

ضحية سياسية

ونوّه التقرير إلى أن أحزاب المعارضة التركية سعت إلى الاستفادة من قضية اللاجئين السوريين، في أعقاب حملة شنّها حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي وعد بإعادة السوريين بمجرد انتخابه، حيث شهدت تركيا العديد من أعمال العنف والقتل التي طالت سوريين.

لكن الحزب وفق التقرير خفّف من لهجته، حيث التقى رئيسه كمال كليجدار أوغلو بممثلين سوريين لإيجاد طريقة لإعادة السوريين بسلام إلى بلادهم.

يأتي ذلك في وقت سعى فيه آخرون أيضاً إلى الاستفادة من هذه القضية، مثل أوميت أوزداغ، الذي أثار ضجة إعلامية في الأشهر الأخيرة من خلال وعده بإرسال ملايين السوريين والأفغان والباكستانيين إلى بلدانهم.

ونقل التقرير عن شامل، البالغ من العمر 47 عاماً، وهو لاجئ سوري آخر عاش في أورفا وكيليس بتركيا على مدى السنوات السبع الماضية، إن وجهة النظر التركية تجاه السوريين قد تغيّرت بشكل كبير.

وقال شامل، الذي كانت مهنته الفعلية هي تدريس اللغة الإنكليزية: "لم أحصل على وظيفة خلال السنوات الثلاث الماضية، باستثناء الأعمال الشاقة اليومية مثل النقل.. ومديري كان ينظر إليّ بغضب".

بعد مغادرته تركيا في أواخر السنة الماضية وصل إلى ألمانيا، ويفيد شامل بأنه يوافق على أن بعض السوريين قد ارتكبوا جرائم في تركيا، وقال: "لكننا لسنا المسؤولين عن كل شيء سيّئ يحدث في تركيا. الآن كل جريمة فردية تقع علينا".

حتى التركمان لم ينجوا

ولفت التقرير إلى أن التركمان أيضاً لم ينجوا من العنصرية في تركيا، وأشار إلى أن جزءاً كبيراً من العداء تجاه السوريين يستند إلى اختلافات مفترَضة في نمط الحياة والقومية العرقية من جانب بعض الأتراك، إلا أنه ومع ذلك فقد واجه التركمان، وهم أقلية عرقية تركية في سوريا والذين هربوا إلى تركيا، بعض الانتهاكات.

وقال أحمد (35 عاماً)، وهو سوري تركماني كان يعيش في تركيا حتى مغادرته إلى هولندا في فبراير/شباط، إنه تعرض لمعاملة عنصرية من قبل أولئك الذين كانوا اسمياً أتراكاً.

وأضاف: "لقد تعرضت للمضايقة لكوني سورياً، رغم أنني تركماني وأتحدث التركية".

وتابع: "لم يكن من الممكن العثور على وظيفة في العامين الماضيين لأن أصحاب العمل بدؤوا يشيرون إلى أنني لا أستحقّ وظيفة لمجرد أنني من سوريا".

بدوره أفاد "عادل"، وهو مترجم سوري (30 عاماً)، للموقع بأنه على الرغم من كونه تركمانياً، إلا أنه تعرض لمضايقات. 

وقال: "ليس من الواقعي العيش في تركيا بعد الآن. عندما يتدهور الاقتصاد يستهدفنا بعض الأشخاص"، مضيفاً: "لقد أصبحنا كبش فداء لكل شيء سيّئ في البلاد".

وعود وخطط لإعادة السوريين

والشهر الماضي، كشف الرئيس التركي عن مشروع جديد يضمن عودة مليون لاجئ سوري من المقيمين في تركيا إلى الداخل السوري، مشدداً على أن تركيا تعمل على دعم إستراتيجية السيطرة على الهجرة عبر الحدود بمشاريع العودة الطوعية.

وتتزامن الخطة مع تزايد الضغوط خلال الآونة الأخيرة على ملف اللاجئين السوريين في تركيا، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المزمع إجراؤها عام 2023.

التعليقات (2)

    شي واحد

    ·منذ سنة 10 أشهر
    سبب كل مشاكل السوريين هو هذا الخنزير النصيري بشار بن الفاطس حافر الجحش!!

    عبيد حمد

    ·منذ سنة 10 أشهر
    ما ننسا ان اردوغان من بادية الثورة السورية خاين سلم حسين هرموش و غيره من الضباط الاحرار سلمهم للنظام النصيري و شارك بتسليم الغوطة و حلب و ريفي ادلب و حماة و قام بتشتيت الفصائل و اضعافهم بفلوس خنازير قطر و جعل الجيش الحر مليشيا مرتزقة اختصر الكلام و اقول تركيا و قطر خنجر ايراني مسموم بخاصرة الشعب السوري
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات