كشف تقرير غربي جديد أن نظام الملالي في إيران وميليشيات أسد وحزب الله في سوريا ولبنان يقودون هجرة جماعية قسرية للمسيحيين بهدف طردهم من المنطقة.
وبعنوان (الجهاد الخفي)، ذكر موقع "cns news" الأمريكي أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني دبرت لمخطط خطير يهدف للتأثير على المجتمعات المسيحية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، مضيفاً أنه بحسب (Philos) وهي منظمة مكرسة لحماية المسيحيين في الشرق الأدنى، فإن طهران تقوم بحملة تقليص ديموغرافي للمسيحيين من خلال الهجرة القسرية.
من جهته قال "فرهاد رضائي" الباحث في المنظمة ومعد التقرير: إن أنصار الخميني يزعمون أنهم يقومون بتطهير الإسلام وإيران من اليهودية والمسيحية، وإن المدعو آية الله "محمد تقي مصباح يزدي" أحد رجال الدين الإيرانيين المقربين من الخميني، عندما أدرك أن النظام لا يستطيع قتل المسيحيين بشكل جماعي، اختار سياسة بديلة للتخلص منهم عبر الهجرة القسرية.
وكان مصباح يزدي ترأس القضاء الإيراني من عام 1989 إلى عام 1999 وعمل في اثنتين من أكبر المؤسسات القانونية الدينية في إيران، وهما مجلس الأوصياء ومجلس الخبراء قبل أن يتوفى عام 2021.
وبيّن "رضائي" أن ميليشيا الحرس الثوري وجناح العمليات الخارجية التابع لها (فيلق القدس) هما اللذان ساعدا على إضفاء الطابع المؤسسي على هذه السياسة، موضحاً أن انكماش المجتمعات المسيحية في البلدان الأربعة عائد إلى حملة متعمدة تقودها ميليشيا الحرس الثوري لإجبار المسيحيين على المغادرة.
مسيحيّو سوريا
وفيما يتعلق بوضع مسيحيي سوريا، أكد التقرير الغربي أنه بعد 10 سنوات من الثورة السورية ضد الأسد، تقلص عدد المسيحيين بنسبة 70 في المئة، موضحاً أنه بعد الفحص الدقيق لتقارير الشهود تم التأكد أن ميليشيات أسد والميليشيات الموالية قتلوا وخطفوا المسيحيين على الرغم من الدعاية التي تصورهم على أنهم حلفاء.
ولفت التقرير إلى أن ميليشيا أسد والميليشيات الإيرانية المتحالفة معه تسببت بمقتل 118 مسيحياً سورياً واعتقال أكثر من 550 آخرين، إضافة الى 75 حادثة تعذيب والعديد من حوادث العنف والقصف طالت الكنائس وملحقاتها، مشيراً الى أن قصف هذه الكنائس ليس له قيمة تكتيكية بل فقط سياسة متعمدة لتخويف المسيحيين ودفعهم إلى الفرار.
واستشهد بتقرير صدر عام 2019 عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان والذي حمّل ميليشيا أسد مسؤولية 61 في المئة من الهجمات على أماكن العبادة المسيحية بين 2011-2019.
مسيحيو لبنان
وفي لبنان ذكر التقرير أن عدد السكان المسيحيين انخفض إلى أقل من 34 في المئة بحلول عام 2020، وبيّن "رضائي" أن ميليشيا حزب الله ساعدت في إرغام المسيحيين على الهجرة من خلال فرض قواعد اللباس الصارمة وتنسيق عمليات إخلاء وطردهم من ممتلكاتهم في المناطق الريفية والحضرية، وقيامها باستخدام موقعها في الحكومة اللبنانية لصالح الشيعة على حساب المسيحيين والسُنة.
مسيحيو العراق
أما العراق فتضاءل العدد إلى نحو 141 ألفاً بعد أن كان 1.5 مليون مسيحي مسجل في تعداد عام 1987، وأصبح المسيحيون بعد عام 2003 وعلى مدار الخمسة عشر عاماً التالية، تحت رحمة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران.
وأردف التقرير أن وكلاء إيران لعبوا دوراً "محورياً" في منع المسيحيين من العودة إلى أماكن في نينوى بالقرب من منطقة الحكم الذاتي الكردية مع تقارير عن عمليات إخلاء وطرد ومصادرة وعمليات شراء قسرية.
وأضاف أنه من بين القضايا الأخرى التي واجهها المسيحيون العراقيون على أيدي وكلاء إيران، التمييز في التعامل وصعوبات التوظيف وتوفير الخدمات وحرق المحاصيل وتخريب ممتلكات الكنيسة.
مسيحيو اليمن
وفي اليمن، قال التقرير إن ميليشيا الحوثي العميلة لإيران نفذت حملة قتل وخطف مسيحيين وتخريب ونهب لممتلكات الكنائس بهدف ترهيب المجتمع، كما أن تلك الميليشيات تعمدت مضايقة المسيحيين وحرمانهم من الخدمات الطبية وحظر الإنجيل والتشجيع على حرقه.
وتابع أن الحوثيين وضعوا مناهج دراسية تحرض على المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى وتغرس الكراهية ضدهم، مبيناً أن العدد انخفض إلى 3 آلاف مسيحي فقط بعد أن كان يبلغ عددهم 40 ألفاً.
التعليقات (5)