الأسد يغرق مجدداً بأزمة نفطية وسببان وراء تأخر الإمداد الإيراني

الأسد يغرق مجدداً بأزمة نفطية وسببان وراء تأخر الإمداد الإيراني

تعيش مناطق ميليشيا أسد منذ عدة أيام أزمة محروقات خانقة، تسببت بشلل شبه كامل في حركة النقل بالإضافة إلى زيادة ساعات التقنين الكهربائي.

وكما درجت العادة عند اشتداد أي أزمة، صبّ إعلاميون موالون جام غضبهم على "حكومة ميليشيا أسد" وتحدثوا عن "البيروقراطية" التي أخّرت تفعيل اتفاقية الخط الائتماني مع إيران، التي تم الترويج لها على أنها المنقذ من الوضع المعيشي الصعب.

وبحلول مساء الإثنين بدأت وسائل إعلام موالية تتحدث عن وصول ناقلة نفط خام إلى ميناء بانياس، محملة بمليون ونصف المليون برميل، وهي الأنباء التي لم تعلق عليها ميليشيا أسد رسمياً.

وإن صحت الأنباء عن وصول الناقلة، فإن كميات النفط المحملة على متنها لا تغطي حاجة السوق إلا لشهر واحد على أبعد تقدير، حيث تبلغ الحاجة اليومية لميليشيا أسد من النفط عند حدود 70 ألف برميل.

ونتيجة الاحتقان، بدأت بعض الأصوات الموالية تتحدث عن "عبثية" كل الطروح، وحتى المتعلقة باتفاقية الخط الائتماني الإيراني، الذي تم الاحتفاء بالتوصل إليها أثناء استدعاء إيران لأسد في أيار الماضي.

ملالي إيران تخشى المجازفة

وفي تصريحه لـ"أورينت نت" يُرجع المهندس الكيميائي العامل في مجال النفط سابقاً (مهند الكاطع) عدم إمداد ميليشيا أسد بالنفط الإيراني، أو تأخر عمليات الإمداد إلى صعوبة حركة شحنات النفط الإيرانية من الخليج العربي باتجاه البحر المتوسط، نظراً للعقوبات المفروضة على إيران، خاصة بعد أن قامت الولايات المتحدة مؤخراً بمصادرة شحنة نفط إيرانية في المياه اليونانية، وإفراغ حمولتها في باخرة أخرى ونقلها إلى أمريكا.

ويضيف الكاطع أن إيران لن تخاطر بإرسال شحنات جديدة في البحر المتوسط وجميع المياه خارج حدودها الإقليمية على الأقل، قبل حل المشاكل المستجدة مع اليونان والولايات المتحدة.

وتتقاطع معلومات "الكاطع" مع الأنباء الواردة عن انقطاع النفط الإيراني وعدم وصول أي باخرة منذ منتصف نيسان الماضي، وفشل ميليشيا أسد في تأمين أي شحنات بديلة من أطراف عربية، بعد انقطاع الشحنات الروسية منذ فترة طويلة.

كما تؤكد أزمة المشتقات النفطية أن إيران غير مستعدة لتزويد ميليشيا أسد بالمحروقات بالمجان، في الوقت الذي لا تمتلك فيه الأخيرة الثمن المطلوب نقداً للشحنات، وخاصة بعد ارتفاع تكاليف نقل النفط إلى الموانئ السورية، الأمر الذي أكده المدير التنفيذي لمنصة "اقتصادي" يونس الكريم، الذي اعتبر أن ارتفاع سعر النفط عالمياً، وانتهاء الاعتمادات في الموازنة المالية للعام 2022، يجعل حكومة ميليشيا أسد غير قادرة على السداد، في الوقت الذي تطالب فيه إيران بالثمن.

ولفت "الكريم" إلى انخفاض القدرة الشرائية لغالبية السوريين، وهو الأمر الذي لا يساعد ميليشيا أسد على سداد ثمن الشحنات لإيران بعد بيعها المشتقات النفطية بالسعر الحر في الأسواق.

نقص الإمداد من مناطق "قسد"

من جهة أخرى، نبّه "الكريم" إلى تراجع كميات النفط التي تصل لمناطق أسد، من شرق سوريا، أي من المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا "قسد"، لافتاً إلى ما يبدو تشدداً أمريكياً في مسألة إمداد أسد بالنفط، لحسابات متعلقة بالحد من حركة ميليشيات إيران في سوريا مشيراً إلى التنافس بين ميليشيا "قاطرجي" و"محمد حمشو" على تسلم ملف المتاجرة بالنفط، حيث إن هذا التنافس أعاق تدفق النفط إلى مناطق أسد.

وكانت أنباء قد سرَت قبل أيام عن اعتزام مليشيا أسد تحجيم ميلشيا "قاطرجي" وسحب ملف النفط منها، وتسليمه إلى "الفرقة الرابعة"، التي تريد السيطرة على هذه التجارة التي تدرّ أرباحاً طائلة.

ومهما كان الحال فالصعوبات الاقتصادية التي تواجه ميليشيا أسد تبدو في طريقها للزيادة في ظل انشغال روسيا بغزو أوكرانيا، والصعوبات السياسية والاقتصادية التي تواجه إيران التي لم تفلح في التوصل إلى إعادة إحياء اتفاق ملفها النووي.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات