كشفت تعليقات الموالين على القصف الإسرائيلي لمطار دمشق الدولي مؤخراً نفاقهم الأعمى وازدواجية المعايير لديهم لما يجري في سوريا، حيث اتهموا المعارضة بالخيانة لموقفها من استهداف المطار، محاولين كالعادة العزف على وتر الوطنية والانتماء وتراب الوطن وغيرها من الكلمات والعبارات التي لا علاقة لنظام أسد ومواليه بها لا من قريب ولا من بعيد.
وكتب الممثل الموالي بشار إسماعيل على صفحته الرسمية في "فيسبوك" منشوراً اتهم فيه المعارضة بالشماتة والفرح من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مطار دمشق لمنع وصول المزيد من الأسلحة الإيرانية إلى ميليشياتها في سوريا.
وقال إسماعيل: "إن أكثر ما يدمي القلب هو أن ترى بعضاً من أشقائك وإخوتك في الوطن يهللون ويكبرون فرحين مسرورين شامتين بالاعتداءات الإسرائيلية على سوريتنا الحبيبة! فهل هناك صاحب نخوة ومروءة وكبرياء يفرح باغتصاب أمه".
منشور إسماعيل فتح شهية الموالين لإطلاق عبارات التخوين والحقد واتهام البعض للسوريين الذي انتفضوا بوجه الأسد بأنهم صهاينة ومتآمرين وآكلي لحوم البشر.
تعليقات واتهامات
ومن أبرز تعليقات الموالين التي رصدها موقع "أورينت نت" على مواقع التواصل الاجتماعي: "يلي بيفرح لضرب مطار متل اللي بيفرح بأكل لحم ابنو.. لذلك صعب تقنعه بأنه كل هالشي غلط وإذا ما عندك وطن ما عندك عرض بمعزل مين موجود ومين لا"، "للأسف الخيانة صارت وجهة نظر.. الوطن غالي الوطن هو الأم"، "من (يشمت) قليل عليه كلمة خائن أصلا.. هو ليس بإنسان أصلا"، "كم هو محزن ومؤلم ما نراه ونسمعه من تشفي وشماتة ممن يفترض أنهم أشقاء وشركاء في الوطن"، "من قال لك يا أستاذنا بأنهم إخوة أو حتى أبناء هذا الوطن إنهم صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم"، "لا تستغرب يا صديقي من باع نفسه للشيطان يفعل كل شيء.. الوطن كرامة وعز وفخر لكل إنسان غيور شريف ابن هذه الأرض".
مجزرة التضامن
وتعكس تعليقات الموالين على القصف الإسرائيلي اتباعهم أسلوب الكيل بمكيالين، فلم تهتز للممثل إسماعيل الذي يتغنى بإخوة الوطن ولا للموالين جميعاً، شعرة أو يصدر عنهم أي ردة فعل جراء مجزرة التضامن التي ارتكبها عناصر ميليشيا أسد بحق عشرات المدنيين الأبرياء على الرغم من أنه تم كشف هوية القتلة، بل على العكس هناك من حاول تبرير المجزرة بأن من تم قتلهم إرهابيون ويستحقون القتل، حتى إنهم لم يطالبوا بمحاسبة القاتل على أقل تقدير، بل إن المدرّسة في كلية الإعلام المعروفة بتشبيحها نهلة عيسى بررت للقاتل فعلته.
وتساءل بعض رواد مواقع التواصل عن صمت الموالين (أصحاب صكوك الوطنية) حول قتل مئات السوريين بالكيماوي واعتقال آلاف الأبرياء وتعذيبهم حتى الموت بمعتقلات أسد، وعن موقفهم من قصف الطيران الروسي للمدنيين بالعديد من المحافظات وتدميرهم للمعامل والمنشآت والمشافي (العائدة ملكيتها للوطن الحبيب الذي يتباكون عليه) وتهليلهم لهذا العدوان من خلال رفع أعلام روسيا وصور بوتين.
أين إسماعيل والموالون من تهديم المدن والمساجد؟
وفي منشور طويل عرى الكاتب والناقد الصحفي محمد منصور بجاحة ووقاحة الممثل إسماعيل وغيره من الموالين الذين يتباكون على قصف منشآت ومرافق الدولة والوطن المزعوم.
وقال: أحرق نظام الأسد بالقصف الجوي والمدفعي والبراميل أسواق حلب القديمة ذات القيمة التاريخية الأثرية ودمرها لأنها الثوار تمكنوا من السيطرة عليها.. ولم يوفر الجامع الأموي بحلب بقيمته الأثرية الكبرى(…)، مستعيداً سيرة الحكم الطائفي لسورية الذي لم يحترم يوماً أي أثر أو مرفق هام من مرافق الدولة، وما تهديمه لثلثي حماة ولحي الكيلانية الأثري المسجل على لائحة التراث العالمي في مجزرة 1982 غائب عن الأذهان(…) فقبل أن تدين الشماتة بقصف مطار دمشق وإخراجه عن الخدمة من قبل إسرائيل.. تذكر كم فعلها نظام الطائفة المتوحش الذي تنتمي إليه، وكم أخرج مدنا بأكملها عن الخدمة وعن الحياة بالنيابة عن إسرائيل التي لولاها ما كان في شي اسمه حافظ الأسد بالتاريخ.
كما رد كثيرون على الموالي بشار إسماعيل طالبين منه عدم الاستغراب من شماتة السوريين الذين قُتلوا وهجّروا من بلادهم على يد شبيحة أسد والمحتل الروسي والإيراني وميليشيا حزب الله، تجاه قصف المطار لأنه تحوّل إلى مستودع للأسلحة الإيرانية ومركز لاستيراد المرتزقة والميليشيات الشيعية التي مهمتها قتل السوريين والسيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها".
وكان الجيش الإسرائيلي استهدف فجر يوم الجمعة الماضي مطار دمشق الدولي بقصف صاروخي مركّز وكثيف، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة ومنع وصول طائرات شحن إيرانية محملة بأسلحة أو تقنيات عسكرية إلى سوريا عبر المطار، بحسب بعض مصادر.
وطال القصف برج المراقبة ورادار الملاحة في المطار، الأمر الذي لم يعد ممكناً معه استقبال أو انطلاق أي رحلة، وكشفت صورة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية للمطار من الداخل بعد هذا القصف عن استهداف المدرج الشمالي بثلاثة صواريخ، بينما استهدف المدرج الجنوبي الذي كان خارج الخدمة قبل هذه الضربة بعدد مماثل من الصواريخ أيضاً.
التعليقات (7)