حاول التستر على الفضيحة.. مسؤول يقدم أغبى تبرير عن انتشار المخدرات بمناطق أسد

حاول التستر على الفضيحة.. مسؤول يقدم أغبى تبرير عن انتشار المخدرات بمناطق أسد

في محاولة للتستر على تورط ميليشيات أسد وحزب الله بتجارة المخدرات زعم المحامي العام بدمشق القاضي خالد معربوني، أن تزايد الحديث عن هذه الظاهرة جاء نتيجة تسليط الضوء والاهتمام الإعلامي بها، متناسياً عشرات الشحنات التي ضُبطت وهي في طريقها من مناطق سيطرة أسد إلى العديد من الدول في المنطقة والعالم.

وقلل معربوني، بحسب جريدة "البعث" الموالية من حجم انتشار المخدرات في سوريا معتبراً أنه "لا يمكن اعتبار سوريا دولة إنتاج للمواد المخدرة، كما يشيع البعض".

تبرير ولا أغبى!

وبدلاً من أن يعترف المسؤول بتنامي ظاهرة انتشار المخدرات وترويجها قدّم تبريراً غريباً زاعماً أن الأمر طبيعي وأن الإعلام هو من يهوّل الموضوع، حيث قال إن الحديث عن انتشار واسع ومتزايد للمخدرات جاء نتيجة تسليط الضوء على هذه القضايا والاهتمام الإعلامي بها.

وزعم أن "الإنتاج يحتاج مساحات شاسعة للزراعة والمعامل، وهي غير متاحة، حيث لا توجد أية حالة زراعة أو صناعة للمواد المخدرة في المناطق التي تسيطر عليها الدولة"، في حين تنافي تصريحاته البيانات الرسمية التي تصدر عن دول الجوار خاصة الأردن الذي أعلن النفير العام لمواجهة تهريب المخدرات من مناطقه.

إلا أن معربوني حاول التستر على اتجار أسد بالمخدرات من خلال القول إن "سوريا دولة عبور للمخدر من تركيا والعراق ولبنان، وهي ظاهرة قديمة جديدة، ودائماً تبتكر الشبكات وسائل جديدة للتهريب".

وفي حين أصبحت المخدرات تباع على أبواب المدارس في مناطق أسد، أقرّ معربوني أن 150-200 دعوى شهرياً ترد إلى محاكم دمشق أغلبها بتهمة تعاطي المخدرات.

وأوضح أن مادة الحشيش “القنب الهندي” هي الأكثر تعاطياً واتجاراً لرخص ثمنها، تليها حبوب الكبتاغون، ثم الهيروئين، والكوكائين، والكريستال، فيما تعود 88% من حالات التعاطي للذكور البالغين، و8% لأحداث، و6% لنساء، وهو ما ينافي تصريحاته عن التهويل الإعلامي حول المخدرات.

سجل حافل لميليشيا أسد

وسبق أن صادرت العديد من الدول شحنات مخدرات مصدرها أسد، وكان آخرها محاولة تهريب كمية "ضخمة" من مخدرات (الكبتاغون) إلى دولة الكويت بأسلوب ملتوٍ، حيث انطلقت الشحنة من سوريا إلى باكستان ثم إلى الدول الخليجية.

ونقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصدر أمني في وزارة الداخلية الكويتية قبل أيام، أن "ضبطية الكبتي" التي أحبطها الأمن الكويتي، وصلت إلى 7 ملايين حبة (كبتاغون) أخفيت بين أكياس البهارات، و"تقدر قيمتها السوقية بقرابة 11 مليون دينار".

فيما ضبطت السلطات السعودية شحنة مخدرات مخبَّأة داخل حبوب "الفول" البلاستيكية في 25 من الشهر الفائت، وقال المتحدث الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات، الرائد محمد النجيدي، حينها، إن "المتابعة الأمنية لشبكات تهريب وترويج المخدرات التي تستهدف أمن المملكة وشبابها؛ أسفرت عن إحباط محاولة تهريب (403.000) قرص إمفيتامين مخدِّر".

وأضاف المتحدث أن الشحنة تم ضبطها "بحوزة مقيم من الجنسية السورية ومواطن بمحافظة جدّة، مخبّأة داخل شحنة فول في قوالب بلاستيكية على هيئة حبات الفول، وتم إيقاف المتهمَيْن واتخاذ الإجراءات النظامية الأولية بحقهما وإحالتهما إلى النيابة العامة".

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية حذّرت في أيار الماضي من أن صناعة الحبوب المخدرة باتت بمثابة شريان اقتصادي لميليشيات أسد، مشيرة إلى دور عائلة رأس النظام وأجهزته الأمنية في تلك الأنشطة غير الشرعية، وبحسب دراسة لمركز تحليل وبحوث العمليات (COAR) وصلت صادرات المواد المخدرة والكبتاغون من سوريا عام 2020 إلى قيمة سوقية لا تقل عن 3.46 مليار دولار.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أكدت في تقرير لها في كانون الأول الماضي، حول ازدهار تجارة المخدرات في مناطق سيطرة ميليشيا أسد في سوريا، وأن صناعة المخدرات، خاصة أقراص الكبتاغون، يديرها أقارب بشار الأسد مع شركاء أقوياء، وأن قيمتها بلغت مليارات الدولارات، متجاوزة الصادرات القانونية لسوريا.

وقال التقرير الأمريكي إن الحرب التي شنّها نظام أسد منذ عام 2011، والتي دمّرت الاقتصاد وجعلت معظم السوريين فقراء، تركت النخب العسكرية والسياسية تبحث عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والالتفاف على العقوبات الأمريكية، بالإشارة إلى أن قسطاً كبيراً من الإنتاج والتوزيع لحبوب الكبتاغون تُشرف عليه ميليشيا "الفرقة الرابعة" في قوات النظام، وهي وحدة النخبة التي يقودها ماهر الأسد، الأخ الأصغر لبشار أسد، وأحد أقوى رجاله في سوريا.

المخدرات وسيلة لتمويل أسد وميليشياته

وتكررت محاولات تهريب المخدرات بجميع أنواعها من مناطق سيطرة ميليشيا أسد في سوريا إلى معظم الدول العربية، ولاسيما مصر، حيث ضبطت السلطات المصرية العام الماضي شحنة مخدرات وقبضت على طاقم سفينة الشحن التي تحمل اسم “عبير”، بتهمة الترويج والنقل.

وفي نفس الفترة أيضاً، أعلنت مديرية الجمارك في الإسكندرية اعتقال صاحب شركة استيراد وتصدير سوري الجنسية (م، ع، م) بتهمة إدخال 2500 كغ من الحبوب المخدرة عبر ميناء الإسكندرية، ضمن ثلاث حاويات من شحنة ورق غار لصالح إحدى الشركات في محافظة الشرقية.

ويعدُّ نظام أسد وحليفته إيران وميليشياتها، وعلى رأسها حزب الله اللبناني، من أبرز المصدّرين للمخدرات على مستوى الشرق الأوسط، حيث يعتمد أسد على تهريب تلك المواد للدول العربية بشكل مكثّف وبوسائل مختلفة ضمن القوافل الغذائية والتجارية، بهدف تمويل ميليشياته ومؤسساته الأمنية في ظل الحصار والمقاطعة الدولية المفروضة على مناطق سيطرته بسوريا.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات