اعترف بشار الأسد بهزيمته وعجزه عن صد العملية العسكرية التركية المرتقبة شمال سوريا، وظهر بمظهر الجبان والخائف رافضاً مواجهة ميليشياته للعملية لتشكل تصريحاته خذلانا كبيرا لميليشيا قسد التي عوّلت عليه في صد العملية.
وفي مقابلة أجراها مع قناة "RT" الروسية تنصّل بشار الأسد من مسؤوليته في الدفاع عن المناطق التي ستستهدفها العملية التركية المرتقبة ضد ميليشيا قسد، رامياً بتلك المسؤولية على من أسماها بـ "المقاومة الشعبية" في مؤشر على رغبته باستعمال موالين له من أبناء المنطقة ليضعهم في وجه المدفع دون أن يحرك قواته التي لا تعرف سوى بقتل السوريين والتنكيل بهم ونهبهم.
ورغم تقارب أسد مع قسد وصف بشار تلك الميليشيا بأنها "عميلة للغزاة الأمريكان”، الأمر الذي يشكل خذلاناً للميليشيا التي دعا قائدها "مظلوم عبدي" قبل أيام ميليشيات أسد إلى مساعدته في مواجهة القوات التركية، معتبرا ذلك "واجباً عليها".
كذبة من العيار الثقيل
وفي رد على سؤال حول مرسوم العفو المزعوم الذي أعلن عنه قبل فترة، ادعى أسد أنه لا يعامل معارضيه كخونة للوطن لكنه وفي نفس الوقت اتهمهم بالعمالة لإسرائيل.
كما أطلق بشار كذبة من العيار الثقيل قائلاً: “في سورية لدينا قوانين، ولا يوجد لدينا ما يسمى معتقلا سياسيا، كلمة معتقل سياسي غير موجودة” رغم اعتقال ميليشياته لأكثر من مليون سوري خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
ولم ينس كعادته العزف على نظرية المؤامرة وربط الوطنية بمواليه وشبيحته والخيانة بالمعارضين، متهماً وفد المعارضة إلى اللجنة الدستورية بالعمالة لتركيا.
وحول عجز حكومته عن توفير أدنى الاحتياجات الأساسية للسوريين في مناطق سيطرته والفساد المنتشر في جميع مفاصل مؤسساته، ألقى أسد بالمسؤولية على الكهرباء التي اعتبرها العائق الأساسي في الإنتاج، زاعماً أن لديه في جعبته خططاً لحل مشكلتها، في حين أصبحت حلماً يكاد لا يجده السوريون في مناطق سيطرته ما يؤكد كذب تصريحاته بتحسن حاضنته الشعبية وفق ما ادعى.
وكانت ميليشيا قسد دعت روسيا للضغط على النظام من أجل مساعدتها في التصدي لأي عملية عسكرية مرتقبة، في حين أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من أنقرة أن بلاده ستعمل مع تركيا بشكل مشترك على إخراج أولئك الإرهابيين من المنطقة في إشارة إلى ميليشيا قسد.
والأسبوع الماضي، قال أردوغان أمام البرلمان التركي: "ننتقل إلى مرحلة جديدة في عملية إقامة منطقة آمنة من 30 كيلومتراً عند حدودنا الجنوبية؛ سننظّف منبج وتل رفعت"، متوعداً بالتقدم خطوة خطوة في مناطق أخرى.
وأضاف: "سنرى من سيدعم العمليات الأمنية المشروعة التي تنفّذها تركيا ومن سيقف ضدها".
وجاءت تصريحات أردوغان بالتزامن مع مفاوضات بين أنقرة والغرب حول ملف حزب العمال الكردستاني والمنطقة الآمنة التي تطالب بها تركيا في سوريا بما يسمح بعودة قسم من اللاجئين المقيمين على أراضيها .
التعليقات (6)