وسط سعيه المستمر لإخفاء جرائمه التي تجري في مسالخ بشرية يُطلق عليها مجازاً اسم (معتقلات)، حصل موقع أورينت نت على تصريحات ومعلومات خاصة تتعلق بالطرق المتبعة من قبل ميليشيات أسد في إخفاء هويات المعتقلين الذين في سجونها، خاصة أولئك الذين تتم تصفيتهم تحت التعذيب وبطرق لا يمكن للعقل البشري تصورها.
وبحسب روايات معتقلين سابقين لدى ميليشيات أسد، اتبعت ميليشيا أسد خمس طريق رئيسية في إخفاء هوية المعتقلين داخل مسالخها، سيما (أصحاب التُهم الثقيلة) كما يُطلق عليهم، وهذا المصطلح يشمل كل شخص خرج على حكم أسد.
النفي للحصول على المال
يقول (أحمد علايا) وهو عنصر منشق عن ميليشيا الأمن العسكري بمدينة حلب لـ أورينت نت: "أبرز الطرق المتبعة في عمليات إخفاء أسماء المعتقلين هي عبارة (ما عنا حدا بهالاسم)، وتكون هذه العبارة بعد (واسطة ضعيفة) يمكن من خلالها السؤال عن المعتقل (موجود أم لا؟)، وعادة يتم اتباع هذه الطريقة من أجل (جني المال من ذوي المعتقلين) والحصول على مبالغ مالية كبيرة لحين الإدلاء بأية معلومات عن المعتقل، وفي العادة تكون المبالغ الضخمة التي يتقاضاها الضباط هي صاحبة القرار بمصير المعتقل.
الاسم الوهمي
يضيف علايا: "في بعض الحالات كان يتم اعتقال الشخص وخاصة إن كان (من الجيش الحر أو متهم بانضمامه إليه أو لفصيل آخر)، وإدخاله للأفرع الأمنية بأسماء وهمية، وفي هذه الحالة يكون هناك إجراءات أخرى غير الاعتقال كـ (التصفية المباشرة) بعد أول جلسة تحقيق فقط أو تحويله إلى فرع آخر للتحقيق، وللأسف الشديد يبقى هذا المعتقل دون اسمه الحقيقي أبداً حتى وإن قُتِل تحت التعذيب".
محارق الجثث
تعدّ محارق الجثث من أبرز الأساليب التي استخدمتها ميليشيا أسد خلال سنوات الثورة السورية، وهذه الطريقة محصورة بسجنين فقط هما (صيدنايا وفرع فلسطين) سيئا الصيت، وقد كشف المعتقل السابق في فرع فلسطين (بدر الدين علي) المنحدر من ريف حلب جانباً من عمليات حرق الجثث قائلاً: "في فرع فلسطين الإعدامات لا تكاد تتوقف.
وأضاف: "خلال فترة اعتقالي سنة 2014 كان هناك عمليات تصفية يومية إما تحت التعذيب أو رمياً بالرصاص (رصاصة بالرأس) ومن بعدها إلى الفرن".
ووفقاً للمصدر، بعد قتل المعتقل تحت التعذيب يتم رميه في أفران (صهر) مخصصة لذلك أنشئت داخل فرع فلسطين كما تحرق مع الضحية جميع متعلقاته وثبوتياته (وكأنه لم يكن).
ولا يقتصر دور الفرن على التخلص من الجثث، بل يستخدم أحياناً في عمليات التحقيق، وروى الشاهد تجربته الشخصية أمام أحد الأفران قائلاً “في ذات يوم تم اقتيادي وآخرين للتحقيق، وبعد أن وضعونا أمام الفرن وبدؤوا برمي الأشخاص فيه وسط القهقهة والضحك والتهديد بمصير مشابه لنا (إن لم نعترف)”.
مكبّات نجها
أما (عبد الرحمن الشيخ) المنحدر من ريف حماة والمعتقل السابق في سجن صيدنايا، فقد تحدث لـ أورينت نت عن المقابر الجماعية في منطقة نجها بريف دمشق قائلاً: "كانوا يجمعون الجثث وينقلونها كل 24 ساعة إلى منطقة نجها (حيث مكبات النفايات هناك)، لقد كانوا يحفرون مقابر جماعية ويرمون جثث المعتقلين فيها، لافتاً إلى أنه وبهذه الطريقة أيضاً (يندثر أثر المعتقل نهائياً).
شهادات الوفاة المزورة
تعدّ شهادات الوفاة المزورة من الأساليب الحديثة التي اتبعتها ميليشيات أسد في السنوات الخمس الأخيرة، وقد ذكر (لؤي بشكول) وهو معتقل خرج قبل عامين من فرع فلسطين لـ أورينت نت، أنه كان أحد الأشخاص الذين أُبلغ ذووه بوفاته 2018 (بسبب جلطة قلبية)، ومن حينها أقامت عائلته له العزاء وكفّت عن انتظاره أو البحث عنه، مشيراً إلى أن هذه الطريقة تعدّ من أخبث الطرق المتبعة في إخفاء مصير المعتقلين.
وكان موقع صوت العاصمة قد نشر تقريراً أمس، تحدث فيه عن قيام ميليشيات أسد بحرق أعداد كبيرة من الأوراق الثبوتية والملفات الأمنية، في أرضٍ زراعية بالقرب من “مساكن الشرطة” على أطراف مدينة “معضمية الشام” في ريف دمشق الغربي، مرجحاً أن تكون الوثائق التي أُحرقت تتعلق بمعتقلين تمت تصفيتهم، أو قُتلوا تحت التعذيب في معتقلات وسجون الميليشيات.
التعليقات (0)