رغم كل ما حل بالقطاع التعليمي من انهيار وتراجع إلا أن حكومة ميليشيا أسد مصرة على تدمير ما تبقى من سمعة شهادات التعليم السورية كرمى لعيون حاضنتها الشعبية إذ ومع بدء الامتحانات الثانوية في مناطق أسد طفت إلى السطح مجدداً مشكلة الغش لكن بشكل أكثر تمايزاً بين منطقة وأخرى وفئة وأخرى.
فلتان بالريف الغربي
وقال مصدر خاص في تربية حماة لأورينت نت إن العملية الامتحانية في حماة تشهد تبايناً واضحاً، إذ بينما تفرض مديرية التربية الانضباط في المدينة ومعظم الأرياف الجنوبية والشمالية تشهد المراكز الامتحانية في الريف الغربي أحد معاقل شبيحة أسد فوضى عارمة وعمليات غش بالجملة.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن المراكز الامتحانية في مدينتي سلحب ومصياف في حماة سجلت حالات غش جماعي وسط عجز مديرية التربية عن ضبطها خوفاً من عصابات الشبيحة التي تتولى إدارة عمليات الغش على مرأى الجميع.
كما شهدت مدينة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية التي تلقى اهتماماً روسياً خاصاً حالات تسيّب مشابهة، ولكن بدرجة أقل نوعاً ما، مشيراً إلى أن طلاب العديد من القرى الموالية يؤدون امتحاناتهم فيها وفقاً للتنظيم المتبع.
وبحسب المصدر، فإن معظم المراقبين في تلك المناطق يتعاونون مع الطلاب في عمليات النقل والغش والقلة القليلة الأخرى مجبرة على الصمت ومسايرة الأوضاع خوفاً من انتقام الشبيحة في حال مضايقة الطلاب.
وعن إعلان وزارة التربية تركيب كاميرات مراقبة لضبط الغش، أوضح المصدر أن عدداً محدوداً جداً من المدارس تم تجهيزها بالكاميرات في المحافظة، مؤكداً فشل التجربة نتيجة غياب الكهرباء وانقطاعها لساعات طويلة.
تدقيق مبالغ به في المدينة
فيما تحدث أحد الطلاب المتقدمين إلى الشهادة الثانوية في مدينة حماة عن إجراءات مشددة شهدتها المراكز الامتحانية.
وقال الطالب الذي يتقدم بامتحان في مركز ثانوية ابن رشد، أن المراقبين أثاروا قلق الطلاب في المدرسة في بعض الأحيان بسبب التشديد المبالغ فيه ولاسيما مع قدوم مفتشين من التربية.
وأوضح أن المراقبين خلال الامتحان يتعمدون مباغته وتفتيش أي طالب يشكون به وغالباً ما يتطور الأمر للصراخ، ما يشتت تركيز الطلبة ويزيد من توترهم.
النجاح بمليونين والشبيحة خارج نطاق السيطرة
ويوم أمس استعملت صفحة موالية تعبير "حارة كل مين إيدو إلو" لوصف الفوضى بالامتحانات في دمشق وحمص ودرعا واللاذقية وغيرها.
وقالت إن مسؤولي التربية في تلك المحافظات يتعهدون بنجاح الطالب مقابل 2 مليون ليرة، حتى وإن كان خارج البلد وذلك عبر تأمين طالب ينتحل شخصيته، مضيفة أن تلك الخروقات تحدث عادة في قاعات خاصة أمام مراقبين تم اختيارهم من قبل مديرية تربية.
وأقرت الصفحة الموالية بدور ميليشيا أسد بتلك الانتهاكات، وقالت إنه في مراكز الطلاب الأحرار يدخل الطلاب باللباس العسكري وببطاقات عسكرية ويقومون بالغش علناً وبالإجبار وفي بعض الأحيان يقومون بتهديد المراقب.
وأكدت أن هؤلاء الشبيحة ليس لديهم بالأصل فكرة عن المنهاج أو الكتب، مشيرة إلى أن تلك الظاهرة ذات طتبع عام لدرجة أنه لا يمكن تسمية مراكز بعينها لأن الفساد شامل لجميع المراكز.
وكانت حكومة وزارة تربية أسد أعلنت في شباط الماضي تزويد العديد من المدارس بكاميرات مراقبة، ضمن ما وصفته بـ "تحسين العملية التعليمية"، في وقت تغرق فيه البلاد بالظلام، وهو ما استفزّ الموالين الذين طالبوا بمعرفة الطريقة التي سيتم فيها تشغيل الكاميرات في ظل غياب الكهرباء، وتعليل سبب تركيبها في المدارس بدلاً من مكاتب (الفاسدين).
التعليقات (3)