مجزرة التضامن: شقيقة أحد الضحايا تكشف معلومات جديدة.. ومعدّ التحقيق يعلّق

مجزرة التضامن: شقيقة أحد الضحايا تكشف معلومات جديدة.. ومعدّ التحقيق يعلّق

كشف موقع ألماني كواليس جديدة حول مجزرة التضامن التي نفّذها عناصر تابعون لميليشيا أسد حيث قاموا بعمليات إعدام جماعية طالت عشرات المدنيين في حي "التضامن" جنوب دمشق.

ونشر موقع "DW" الألماني تفاصيل جديدة حول المجزرة، وذلك بالاستناد إلى شهادات من شقيقة أحد الضحايا، إضافة إلى شهادة من أوغور أونغور، الباحث في المعهد الهولندي لأبحاث الإبادة الجماعية، وهو من أوائل الذين حصلوا على نسخة من الفيديو في عام 2019 ونشره بالتعاون مع صحيفة “الغارديان”.

وأجرى الموقع لقاء مع شقيقة أحد الضحايا، وتدعى تسنيم صيام، حيث كشفت معلومات جديدة حول المجزرة، وقالت إن شقيقها وسيم الذي قُتل في المجزرة كان في طريقه لنقل طحين بتكليف من "الدولة" في منطقة التضامن بدمشق، لكنه لم يعد منذ حينها.

وأوضحت صيام التي تعيش في ألمانيا مع أسرتها أنهم كانوا يأملون منذ تسعة أعوام في بقاء وسيم على قيد الحياة، معربة عن اعتقادها أن أخاها ربما اعتُقل عند نقطة تفتيش ونُقل إلى أحد سجون ميليشيات أسد، إلا أن الفيديو كشف عن مصير مأساوي لأخيها الشاب.

وكان وسيم صيام ظهر في الفيديو وهو يرتدي قميصاً أبيض وبنطلون جينز وهو معصوب العينين، في حين قاده أحد مجرمي المجزرة الذي كان يحمل سلاحاً بيده إلى الحفرة الشهيرة التي فضحت ممارسات أسد وإجرامه بحق المدنيين في سوريا.

وعلّقت شقيقته بالقول: "فقط أبي عرفه منذ البداية"، مضيفة: "بدا شقيقي مختلفاً، بدا وكأنه قد ضرب، وربما كان الخوف بادياً عليه، الأمر أشبه بالحلم، كيف يمكنني قبول أن هذا الشخص القتيل في الفيديو هو شقيقي؟".

معد التحقيق يروي التفاصيل

من جهته، أكد أوغور أونغور، معد التحقيق الذي ساهم في إيصال الفيديو إلى “الغارديان” واكتشف مع زميلته الباحثة أنصار شحود أن المجرمين بما لاشك فيه عملوا لصالح بشار أسد.

وأضاف أونغور لـDW: “العامان الماضيان كانا بمثابة الجحيم لنا”، وتابع "تخيل أنك تشاهد مذبحة مروعة مراراً وتكراراً ولا أحد يعرف عنها.. إنه ليس بالبحث العادي". 

ويهدف الأكاديميان أوغور أونغور وزميلته أنصار شحود، حسب DW إلى تعقّب الجناة والقيام بما نجح فيه قلائل فقط منذ انطلاق الثورة، خاصة أن الفيديو يثبت مسؤولية أسد المباشرة عن واحدة من أسوأ المجازر في القرن الـ21.

محادثة عبر الإنترنت

وفي السياق، ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن شحود التي لُقبت بالاسم المستعار "آنا ش" وهي فتاة علوية من مدينة حمص وموالية لأسد، تواصلت وتبادلت الأفكار مع مئات المسؤولين في حكومة ميليشيا أسد على مدى عامين وكسبت ثقتهم مع مرور الوقت.

كما إنها نجحت في مارس/آذار 2021 في التواصل مع أمجد يوسف الذي ظهر في الفيديو مرتدياً قبعة الصيادين، حيث أصبحت وأمجد أصدقاء وتحدّثا كثيراً خلال الهاتف، بينما كان زميلها أونغور يستمع إلى الحوار.

ووفق الموقع فإن أمجد يوسف كان يشعر بالوحدة ويشكو من شدة الضغوط التي يعاني منها، في حين كانت آنا تستمع إليه، ويوماً ما قال لها "لقد قتلت الكثيرين"، ليحقق المحققان هدفهما بالوصول إلى أحد الجناة.

بعد ذلك، أرسل شحود وأونغور سجلاتهما إلى القضاء الهولندي والألماني، كما نشر الباحثان النتائج التي توصلا إليها في مقال مطول في مجلة New Lines الأمريكية،. 

ويقول أونغور: "لا يمكننا أن نقول فقط: نحن أكاديميان، نجري هذا البحث، ثم نتركه ينفجر مثل قنبلة على وسائل التواصل الاجتماعي من ثم نتراجع"، بل "علينا أن نتحمل المسؤولية عن ذلك".

جرائم ممنهجة

يؤكد الموقع أن للفيديو قيمة فريدة بالنسبة للمحققين في الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب، لأنه يظهر الجناة والضحايا معاً، كما يظهر أن هذه المجزرة لم تحدث فجأة، فالحفرة كانت معدة، والروتين الذي يبدو على الجناة في جريمتهم ومحاولة إخفاء هويات الضحايا كان واضحاً.

وينقل الموقع عن ألكسندر شفارتز، الخبير في القانون الجنائي الدولي في منظمة العفو الدولية، قوله إن هذه مؤشرات على ارتكاب الجرائم بشكل ممنهج، ويضيف: "الهجوم الممنهج على السكان المدنيين، كما يتضح من الفيديو، هو شرط أساسي لتصنيف جريمة على أنها جريمة ضد الإنسانية".

288 ضحية

وفي 27 نيسان الماضي، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، تسجيلاً يوثّق قيام ضابط صف في أجهزة ميليشيا أسد الأمنية يدعى "أمجد يوسف" بعمليات إعدام جماعية في حي "التضامن" جنوب دمشق، كما قام عناصر الميليشيا بتكويم الجثث فوق بعضها وحرقها.

ووفقاً للصحيفة البريطانية يعود تاريخ الجريمة إلى نيسان/أبريل 2013، وارتكبها عناصر يتبعون للفرع 227 (يُعرف بفرع المنطقة) من جهاز المخابرات العسكرية".

وكان موقع newlines أفاد أن عدد الضحايا الموثقين في 27 تسجيلاً بحوزة معدّي التحقيق الذي نشرته الغارديان بلغ 288 شخصاً معظمهم من فئة من الشباب وكبار السن وعدد من النساء والأطفال.

التعليقات (2)

    Asyrian

    ·منذ سنة 10 أشهر
    بس بدي افهم ابن العاهرة اللي حاط دسلايك عالخبر... ايمتا يا ابن العاهرة ضمائركم تصحى؟؟ يلعن**** الأسد انتم واسدكم النعامة قدام أمكم اسرائيل يا أقذر وانجس واحقر مخلوقات على وجه الارض...

    رضوان

    ·منذ سنة 10 أشهر
    كل التقدير للذبن عملوا على الكشف عن هذه المجزرة وان شاء الله يتم الكشف على الكثير غيرها وبتم محاكمة المجرمين واصدار العقوبات بحقهم، لان العدالة فقط هي الطريق الصحيح للخروج من الاجرام والاجرام المضاد في بعض الاحيان كالذي يفعلونه في تنظيم الدولة الاسلامية والذي يجعل النفق اطول واظلم!
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات