أعلن الجانب الأردني إحباط عملية تهريب جديدة للأسلحة والمخدرات من مناطق سيطرة ميليشيات أسد وإيران في سوريا إلى أراضيه، في إصرار واضح من عصابات أسد وخامنئي على إغراق الدول العربية بآفة المخدرات والفوضى الأمنية، رغم إعلان الجيش الأردني النفير العام لحماية بلاده من خطر الوجود الإيراني في سوريا.
وقال مصدر عسكري في الجيش الأردني في بيان، اليوم، إنه جرى تطبيق قواعد الاشتباك على إحدى واجهات المنطقة العسكرية الشمالية، "ما أدى إلى إصابة أحد المتسللين وضبط آخرين كان بحوزتهم كمية من الأسلحة والذخيرة، وتم تحويل المتسللين والمضبوطات إلى الجهات المختصة."
وعرض البيان صوراً تُظهر أسلحة حربية (بنادق ومسدسات) وذخائر صادرها من الميليشيات الإيرانية خلال إحباط عملية التهريب الأخيرة، وشدد الجيش على أنه "سيتعامل بكل قوة وحزم لحماية الحدود ومنع أي عملية تسلل أو محاولة تهريب ولكل من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني الأردني".
وكان الجيش الأردني أعلن الأسبوع الماضي أن القوات المسلحة الأردنية تواجه خطر تنظيمات إيرانية تأتمر بأجندات خارجية، من خلال "حرب مخدرات" تستهدف الأمن الوطني الأردني من جهة الحدود الشمالية مع سوريا.
وقال مدير الإعلام العسكري، مصطفى الحياري، حينها: إن “المجموعات المُهربة تتلقى دعماً أحياناً من مجموعات غير منضبطة من حرس الحدود السوري، ومن مجموعات أخرى، وبالتالي هي عمليات ممنهجة”، مشيراً إلى أن الحدود الأردنية "تشهد يومياً عمليات تهريب من قبل ثلاث أو أربع مجموعات، وكل مجموعة تتألف من عشرة إلى 20 شخصاً، وتقسم المجموعات إلى فئة استطلاعية، وفئة تعمل على تشتيت القوات المسلحة، وفئة أخرى تنتظر الفرصة المناسبة لتقوم بعمليات التهريب".
سبق ذلك تحذير الملك الأردني عبد الله الثاني، من تصعيد محتمل على حدود بلاده مع سوريا، بسبب التوسع الإيراني المتزايد على حساب الانسحاب الروسي في المنطقة الجنوبية، وقال الملك في مقابلة مع معهد (هوفر) في جامعة "ستانفورد" الأمريكية الأسبوع الماضي: إن “الوجود الروسي في جنوب سوريا، كان يشكل مصدراً للتهدئة”، مضيفاً: "هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا".
وجاءت التصريحات الأردنية بعد تغلغل واضح لميليشيات إيران في المنطقة الجنوبية لسوريا، (درعا والسويداء)، وبالقرب من الحدود الأردنية، وخاصة بعد انتهاء دور فصائل المعارضة وسيطرة ميليشيا أسد وروسيا على المنطقة، حيث كان لعمّان دور واضح في تلك الاتفاقيات التي انعكست سلباً عليها، ولا سيما عمليات تهريب المخدرات التي أرهقت الجيش الأردني بشكل لافت في الآونة الأخيرة.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أكدت في تقرير لها في كانون الأول الماضي، حول ازدهار تجارة المخدرات في مناطق سيطرة نظام أسد في سوريا، أن صناعة المخدرات، خاصة أقراص الكبتاغون، يديرها أقارب رأس النظام بشار الأسد مع شركاء أقوياء، وأن قيمتها بلغت مليارات الدولارات، متجاوزة الصادرات القانونية لسوريا.
التعليقات (3)