"نظام أمني متهالك".. إيران تفشل بحماية قادتها وعلمائها النوويّين وتخسر 9 في بضع سنوات

"نظام أمني متهالك".. إيران تفشل بحماية قادتها وعلمائها النوويّين وتخسر 9 في بضع سنوات

على خلاف التهديدات التي يرددها المسؤولون الإيرانيون ليلاً ونهاراً على المستويين الإقليمي والدولي حول مدى قوة إيران العسكرية والاستخباراتية، إلا أن العديد من حوادث الاغتيال التي طالت علماء وشخصيات حساسة في النظام الإيراني خلال السنوات الماضية، تكشف مدى حالة الفلتان الأمني وعجز إيران عن حماية علمائها ومسؤوليها، حيث تحوّلت إلى ملعب لوكالات الاستخبارات الدولية.

فشل أمني ذريع

ومن بين عمليات استخباراتية "نوعية وغامضة"، تلقتها إيران منذ عام 2010، كانت الاغتيالات التي شملت كبار القادة الإيرانيين وأبرز علمائها النوويين، الذين اعتُبروا "عقل برنامجها النووي والباليستي"، مؤشراً إلى مدى الانكشاف الداخلي و"الوضع الأمني"، ومن بين هؤلاء كان مسعود علي محمدي ومجيد شهرياري ودارويش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن، وآخرهم اغتيال العقيد في ميليشيا الحرس الثوري "حسن صياد خدائي" الذي قاتل في سوريا إلى جانب رأس الإجرام بشار الأسد.

وكانت القواسم المشتركة بين تلك العمليات هي "الفشل الاستخباراتي الإيراني" و"هشاشة النظام الأمني" في حماية أولئك القادة. في حين كشفت الجاسوسة الإسرائيلية كاثرين بيرز شكدم قبل أشهر عن فضائح بعض المسؤولين الإيرانيين خلال فترة عملها في وسائل إعلام حكومية إيرانية، ومنها وكالة أنباء “تسنيم” التابعة للحرس الثوري وموقع المرشد الأعلى علي خامنئي، حيث "أوقعت بشباكها عبر الجنس 100 مسؤول إيراني" في نظام ولاية الفقيه، بحسب ما أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

9 علماء ومسؤولين

وبحسب بيانات جمعتها "أورينت نت"، بدأت سلسلة الاغتيالات لعلماء إيرانيين يعملون في المجال النووي بمقتل مسعود علي محمدي، وكان آخر ما كشف منها اغتيال العقيد في ميليشيا الحرس الثوري "حسن صياد خدائي"، وفي أغلبها وجّهت إيران أصابع الاتهام إلى إسرائيل والولايات المتحدة، وهذه قائمة بأبرز تلك الاغتيالات:

مسعود علي محمدي

في 12 يناير/كانون الثاني 2010، قُتل مسعود علي محمدي، أستاذ مادة فيزياء الجسيمات في جامعة طهران، في انفجار دراجة نارية مفخخة عند خروجه من منزله في طهران.

وسارع كثير من المسؤولين ووسائل الإعلام الرسمية في إيران إلى تحميل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية مسؤولية عملية الاغتيال.

مجيد شهرياري

قُتل وأصيبت زوجته في انفجار سيارة ملغومة في طهران يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، وقال مسؤولون إيرانيون إن الحادث "هجوم برعاية إسرائيلية أو أمريكية على برنامج البلاد النووي".

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قوله وقتها إن شهرياري كان له دور في أحد أكبر المشروعات النووية في البلاد، دون أن يفصح عن المزيد، وكان القتيل محاضراً في جامعة شهيد بهشتي.

فريدون عباسي دواني

أصيب العالم هو وزوجته في انفجار سيارة ملغومة في اليوم نفسه الذي قتل فيه مجيد شهرياري. وقال وزير المخابرات الإيراني آنذاك حيدر مصلحي "هذا العمل الإرهابي نفذته أجهزة مخابرات مثل المخابرات المركزية الأمريكية -"سي آي إيه" (CIA)- والموساد و"إم آي6″ (MI6)"، وهو اسم المخابرات البريطانية.

داريوش رضائي نجاد

في 23 يوليو/تموز 2011، قتل العالم داريوش رضائي نجاد برصاص أطلقه مجهولان كانا على دراجة نارية في طهران.

واتهمت إيران كالعادة الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الاغتيال.

وقدمت وسائل الإعلام الإيرانية رضائي نجاد في البداية على أنه مختص بالفيزياء النووية يعمل خصوصاً للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية ووزارة الدفاع، لتعود بعد ذلك وتقول إنه كان يعدّ "ماجستير في الكهرباء".

حسن مقدم

في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، أدى انفجار في مستودع ذخيرة تابع للحرس الثوري في إحدى ضواحي طهران إلى مقتل ما لا يقل عن 36 شخصاً بينهم الجنرال في الحرس الثوري حسن طهراني مقدم.

وذكرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية أن عملاء سابقين في الاستخبارات الأمريكية اعتبروا أن الانفجار ناجم عن عملية نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل.

مصطفى أحمدي روشن

لقي المهندس الكيميائي روشن (32 عاماً) مصرعه في انفجار قنبلة لاصقة في سيارته، وضعها راكب دراجة نارية في طهران في يناير/كانون الثاني 2012، وقالت إيران إن القتيل كان عالماً نووياً أشرف على قسم في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وألقت طهران بمسؤولية الهجوم على إسرائيل والولايات المتحدة.

قاسم سليماني

في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020، قُتل قاسم سليماني، قائد ميليشيا فيلق القدس في الحرس الثوري، في ضربة أمريكية نفذتها طائرة مسيرة في بغداد. وشكل قتله ضربة لإيران وميليشياتها في المنطقة خاصة أنه كان مسؤولاً عن أغلب عمليات القتل والمجازر التي نفذتها إيران بحق المدنيين في سوريا.

محسن فخري زاده

قتل العالم النووي محسن فخري زاده قرب طهران، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وقُدّم فخري زاده بعد مقتله على أنه نائب وزير الدفاع ورئيس إدارة منظمة الأبحاث والإبداع في الوزارة، وشارك خصوصاً في "الدفاع الذري" للبلاد.

حسن صياد خدائي

في 22 مايو 2022، قُتل العقيد في الحرس الثوري صياد خدائي برصاص أطلقه شخصان كانا على دراجة نارية في طهران لدى عودته إلى منزله، حسب ما ذكرت وسائل الاعلام الرسمية.

وقال قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي إن صياد خدائي قضى "على يد أشقى الأشقياء، أي الصهاينة، وإن شاء الله سوف نثأر لدماء الشهيد". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أوردت قبل أيام أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أنها مسؤولة عن اغتيال صياد خدائي.

نقاط ضعف قاتلة

وتكشف تعدد حالات استهداف العلماء النوويين وتكرار الاختراقات الأمنية والاستخبارية عن مدى ضعف النظام الإيراني واختراق قوات الأمن، وفق العديد من التقارير الغربية.

ويبحث مراقبون غربيون إذا ما أصبحت إيران عاجزة عن حماية نفسها من "الاختراق" والاستهداف "السهل" ما يجعل مصداقيتها وتهديداتها مجرد كلام لا قيمة له، خاصة أن إيران ونظامها السياسي بات ملعباً تمرح فيه أجهزة الاستخبارات الأجنبية مرة تلو المرة.

كما تشير عمليات الاغتيال المتواصلة إلى أن لدى إيران خصوماً في الداخل وفرقاً متعددة تتجاوز قدرتها جهازي الاستخبارات وميليشيا الحرس الثوري، فضلاً عن أنها تشكل ضربة لحلفائها من المرتزقة والميليشيات إذ لم تستطع حماية عمق أراضيها فكيف يمكنها توفير الأمن والحماية لهم؟

التعليقات (1)

    SOMEONE

    ·منذ سنة 9 أشهر
    علماء نوويون لكنهم كانوا يعملون لصالح الحكم الشيعي المجوسي الذي ينشر عقيدته الباطلة الشيطانية في كل مكان وماتوا فطيسة إلى جهنم و بئس المصير.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات