تصاعد القتال شرق أوكرانيا وصواريخ "هاربون" الفتاكة بدأت تتدفق إلى كييف

تصاعد القتال شرق أوكرانيا وصواريخ "هاربون" الفتاكة بدأت تتدفق إلى كييف

ما زال القتال مستمراً في مدينة سيفيرودونتسك الواقعة شرق أوكرانيا مع قيام القوات الروسية بعمليات هجومية، بحسب هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية.

وقالت الهيئة في بيان على صفحتها في فيسبوك، اليوم الأحد، إن “القوات الروسية شنّت عمليات هجومية في منطقة مدينة سيفيرودونتسك باستخدام المدفعية”، وكان حاكم منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا قال إن القوات الروسية دخلت سيفيرودونتسك، أكبر مدينة تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونباس الشرقية بعد محاولة مستمرة منذ أيام لمحاصرة القوات الأوكرانية في المدينة.

وتشتدّ المعارك في إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، حيث أكدت موسكو أنّ الانفصاليين الموالين لها سيطروا على بلدة ليمان الإستراتيجيّة التي تشكّل معبراً نحو مدينتَي سلوفيانسك وكراماتورسك الكُبريين.

وقالت وزارة الدفاع الروسيّة في بيان: "عقب العمليات المشتركة لوحدات ميليشيا جمهورية دونيتسك الشعبية والقوات المسلحة الروسية، حررت بلدة ليمان تماماً من القوميين الأوكرانيين" مؤكدة بذلك ما سبق أن أعلنه الانفصاليون الموالون لموسكو يوم الجمعة.

وكان زيلينسكي أقرّ في خطاب بالفيديو بأن "الوضع في دونباس صعب جداً"، لكنه أضاف: "إذا كان المحتلون يعتقدون أن ليمان وسيفيرودونيتسك ستصبحان لهم فهم مخطئون.. دونباس ستكون أوكرانية".

تعذيب الأسرى الأوكران

من جانب آخر، قال جنود أوكرانيون كانوا أسرى سابقين لدى الروس، وأُفرج عنهم مؤخراً، إنهم تعرضوا لسوء معاملة من قبل القوات الروسية.

وذكرت وكالة "إنترفاكس" الأوكرانية أن الجنود الذين تم إطلاق سراحهم من الأسر، تعرّضوا للتعذيب ولأعمال بشعة أخرى من قبل الغزاة الروس.

ونَقلت الوكالة عن مفوّضة البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان، ليودميلا دينيسوفا، قولها إن الأسرى الأوكرانيين السابقين "أُجبروا على ممارسة الجماع الجنسي، وتم استخدام التعذيب بقسوة، خاصة ضد ضباط القوات المسلحة، ومقاتلي آزوف".

وذكرت دينيسوفا في منشور على فيسبوك، أنه "خلال زيارة رصد لمؤسسة للرعاية الصحية، حيث يوجد جنود الجيش الأوكراني الذين تم إطلاق سراحهم من الأسر، أُبلغوا عن وقائع التعذيب وسوء المعاملة من قبل المحتلين".

وأضافت: "لقد أسر المحتلون معظم أفراد الجيش الأوكراني بالقرب من ماريوبول، ووضعوهم في الأقبية والمباني الملحقة، ثم نُقلوا إلى مركز احتجاز في دونيتسك".

وتم في وقت لاحق، نقل أسرى الجيش الأوكراني إلى مركزي احتجاز في تاغانروغ وفورونيغ. وفي هذا الوقت، قام الروس بإغلاق أعينهم بشريط لاصق، ووضعوا كيساً على رؤوسهم، وربطوا أيديهم بالحبال.

وأكدت مفوّضة البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان أنه فيما يخص الأسيرات الأوكرانيات، فقد "كُنّ بمركز احتجاز في دونيتسك، وكان هناك ما لا يقل عن 17-20 منهن في زنازين مصممة لـ 2-3 أشخاص. وبدلاً من الحمام، كان هناك دلو فقط".

وعن وقائع سوء المعاملة الأخرى، قالت إن "الأسرى الأوكرانيين لم يحصلوا على الماء، فقط 1.5 لتر لكل 30-40 شخصاً، لقد كانت التغذية محدودة، وكانت الحصة اليومية تتكون من قطعة خبز وصالو (قطعة دهنية)".

وبالإضافة إلى ذلك، "حُرم العسكريون الأوكرانيون من فرصة الاتصال بأقاربهم، ولم تُملأ البطاقات الخاصة بالوكالة المركزية للبحث عن المفقودين التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر لإبلاغ عائلاتهم، على النحو المطلوب بموجب المادة 70 من اتفاقية جنيف لعام 1949، والتي من المفترض إرسالها فور القبض على الأسير، إلا قبل التبادل مباشرة"، وفقاً للمسؤولة الأوكرانية.

وناشدت "لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان أثناء الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا لأن تأخذ بعين الاعتبار هذه الحقائق الخاصة بالانتهاكات الروسية لحقوق الأسرى".

مفاوضات جِدّية

في غضون ذلك، أفاد مكتب المستشار الألماني بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز طلبا من بوتين إجراء مفاوضات جِدّية ومباشرة مع الرئيس الأوكراني، وأن بوتين أكد لشولتز وماكرون رغبته في السماح باستئناف تصدير القمح من أوكرانيا.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون وشولتز حثّا بوتين على الإفراج عن 2500 من المقاتلين الذين احتجزتهم روسيا في مجمع آزوفستال.

أوكرانيا تحصل على صواريخ هاربون

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أن أوكرانيا بدأت بتلقّي صواريخ هاربون المضادة للسفن من الدانمارك ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من الولايات المتحدة، مضيفاً أن الأسلحة ستدعم القوات التي تتصدى للغزو الروسي.

وكتب ريزنيكوف، على صفحته على فيسبوك، أن "صواريخ هاربون لن تعزز الدفاع عن سواحل بلادنا فحسب بل ستستخدمها أيضاً فرق أوكرانية مدرّبة".

وقال إن صواريخ هاربون المضادة للسفن سيتم تشغيلها إلى جانب صواريخ نبتون الأوكرانية للدفاع عن سواحل البلاد بما في ذلك ميناء أوديسا الجنوبي، مضيفاً أن إمدادات صواريخ هاربون جاءت نتيجة تعاون بين عدة دول، مشيراً إلى أن الشحنات من الدانمارك تمت "بمشاركة أصدقائنا البريطانيين".

وتقول أوكرانيا إنها تريد الحصول على شحنات قاذفات صواريخ متعددة بعيدة المدى من طراز "إم 270" أمريكية الصنع واستخدامها لصد القوات الروسية في شرق البلاد.

وكانت روسيا قد فرضت بعد بدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، حصاراً بحرياً على الموانئ الأوكرانية، ما أعاق صادرات الحبوب الحيوية، كما استخدمت أسطولها في البحر الأسود لشن هجمات صاروخية على أوكرانيا، التي بدأت منذ ذلك الحين بتلقي المساعدات العسكرية الغربية.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات