كشفت تركيا عن خططها فيما يتعلق بشن عملية عسكرية خامسة على طول الحدود الشمالية في سوريا، في حين حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تأزم الأوضاع في المنطقة.
ضرورة للأمن القومي التركي
وقال مجلس الأمن القومي التركي في بيان اليوم الخميس، إن العمليات العسكرية الجارية وتلك التي ستُنفذ على الحدود الجنوبية للبلاد، ضرورة للأمن القومي وأنها لا تستهدف سيادة دول الجوار.
وأضاف المجلس عقب اجتماعه برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أن تركيا التزمت دائما بروح وقانون التحالفات الدولية، وأنها تنتظر نفس المسؤولية والصدق من حلفائها.
وأضاف: "وجهنا دعوة للدول التي تنتهك القانون الدولي بدعم الإرهاب للتخلي عن موقفها والأخذ بعين الاعتبار مخاوف تركيا الأمنية". في إشارة لأمريكا ودعوة مبطنة لها للتخلي عن ميليشيات قسد و ب ي د التي تصنفها أنقرة إرهابية.
لافروف يحذّر
من جهته، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من مغبّة تأزّم الأوضاع في سوريا ملقيّا باللوم على الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية هاجم لافروف أمريكا بقوله: إن الجيش الأمريكي لا يزال يحتل جزءاً كبيراً من الضفة الشرقية لنهر الفرات، وينشئ بشكل علني شبه دولة هناك".
وأشار إلى أن واشنطن تحاول إبقاء الوضع في سوريا متأزماً، وتحفز استئناف الأعمال القتالية، لافتاً إلى أن بلاده ستواصل دعم ميليشيات أسد في ما أسماه "مسألة الاستعادة الكاملة لوحدة أراضي البلاد"، على حد تعبيره.
عملية عسكرية تركية خامسة
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن الإثنين، أن بلاده ستشنّ قريباً عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا لإنشاء "منطقة آمنة" بعمق 30 كيلومتراً على طول حدودها مع سوريا.
وأفاد بأن العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن.
وكانت تركيا بالتعاون مع فصائل المعارضة شنت خلال الأعوام الماضية عدة عمليات عسكرية، آخرها درع الربيع في إدلب 2020، ضد ميليشيات أسد، وقبلها بعام عملية نبع السلام شمال شرق سوريا، ضد قسد.
وأثار الهجوم التركي ضد قسد يومها غضباً شديداً في الولايات المتحدة، حتى في أوساط حلفاء الرئيس الجمهوري، ما دفع بنائبه مايك بنس إلى زيارة تركيا حيث أبرم اتفاقاً مع أردوغان لوقف القتال.
وتتباين التقديرات حول الأهداف الحقيقية لعودة تركيا إلى التهديد بشن عملية عسكرية جديدة في سوريا، ورغم أن هذه التهديدات مكررة إلا أن صدورها عن أردوغان وفي هذا التوقيت الدولي المعقد يمنح التهديدات جِدّية أكبر، خاصة أنها جاءت بالتزامن مع مفاوضات بين أنقرة والغرب حول ملف حزب العمال الكردستاني والمنطقة الآمنة التي تطالب بها تركيا في سوريا بما يسمح بعودة قسم من اللاجئين المقيمين على أراضيها .
التعليقات (1)