روسيا تهدد بإجراء يحرم ملايين السوريين من المساعدات بإدلب ومسؤول أممي يحذر

روسيا تهدد بإجراء يحرم ملايين السوريين من المساعدات بإدلب ومسؤول أممي يحذر

هدد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة "دميتري بوليانسكي" خلال اجتماع لمجلس الأمن بإيقاف آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود الموجهة إلى شمال غرب سوريا، زاعماً أن بلاده لا ترى سبباً لمواصلتها لأنها تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

وادعى "بوليانسكي" أن المساعدات ستدخل إلى الجماعات التي تعارض نظام أسد في شمال غرب (إدلب) عبر معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا منتقداً الدول الغربية لرفضها مشاركة حكومة ميليشيا أسد بسبب ما سماها فرض شروط سياسية على المشاركة المالية في مشاريع إعادة الإعمار بسوريا.

غريفيث: مساعدات الغرب لا تمثل 50% من تعهداتهم

من جهته طالب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية "مارتن غريفيث" بأن تتحول تعهدات المانحين في مؤتمر بروكسل السادس حول سوريا إلى مساعدات على أرض الواقع، داعياً إلى تجديد تفويض مجلس الأمن الدولي حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

وبيّن "غريفيث" أن المؤتمر الذي انعقد قبل عشرة أيام كان فرصة سانحة للأسرة الدولية لكي تبين التزامها المستمر إزاء السوريين وأن المانحين الدوليين تعهدوا بتقديم 6.7 مليارات دولار أمريكي للعام 2022 وما بعده، لكن رغم هذه التعهدات إلا أنها ما زالت تمثل أقل من خمسين بالمئة من إجمالي التمويل المطلوب.

كما حذّر من أن عدم تجديد التفويض الذي ينتهي في العاشر من شهر تموز القادم سيعطل المساعدات المنقذة لحياة أشخاص يعيشون في الشمال الغربي بينهم أكثر من مليون طفل، وأن عمليات المساعدة عبر نظام أسد لا يمكن في ظل الظروف الحالية أن تعوّض حجم أو نطاق عملية الأمم المتحدة الكبيرة عبر الحدود.

 

شهادة صادمة

وحول جرائم الأسد أدلت طبيبة الأمراض النسائية وعضو الجمعية الطبية السورية الأمريكية "فريدة المسلم" بشهادة صادمة خلال جلسة مجلس الأمن، حيث تحدثت عن تجربتها في العمل بمستشفيات حلب التي تعرضت لقصف بالكلور من قبل نظام أسد، معربة عن أسفها لعدم وجود عقوبات بحق المسؤولين عن تلك الهجمات.

وأكدت "المسلم" أن المساعدات الإنسانية تتضاءل في وقت تزداد فيه الاحتياجات المعيشية للمدنيين في إدلب ولا سيما مع وجود أكثر من أربعة ملايين شخص في الشمال يحتاجون إلى المساعدة، بزيادة كبيرة عن العام السابق، مضيفة أن ما يتم تقديمه من مساعدات عبر خطوط الجبهة الآتية من دمشق ظل ضئيلاً.

 

المسلم: المدنيون تحت رحمة البراميل المتفجرة 

ولفتت الطبيبة السورية إلى أنها لن تنسى أبداً دموع سيدة في الأربعينات من عمرها كانت تتوسل إليها لمساعدتها على الحمل مرة أخرى، بعد أن فقدت أطفالها الأربعة في لحظة واحدة بسبب انفجار برميل متفجر (في إشارة إلى قصف ميليشيات أسد المدن الثائرة).

وطالبت “المسلم” أعضاء مجلس الأمن بحماية المدنيين والكادر الطبي ودعمه، والتأكد من أنهم قادرون على أداء عملهم بحرية دون تهديد بالاعتقال أو التعذيب أو القصف الجوي الذي يتبعه الأسد في العديد من المناطق.

آلية المساعدات

يذكر أن آلية إيصال المساعدات عبر الحدود تسري منذ عام 2014 ويستفيد منها حالياً أكثر من ثلاثة ملايين شخص في شمال غرب سوريا الذي لا يزال خارج سيطرة دمشق، وصارت الآلية اعتباراً من عام 2020 تنفذ فقط عبر معبر باب الهوى بعد إسقاطها من ثلاثة معابر أخرى بضغط من روسياـ كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وسبق أن استخدمت روسيا والصين الفيتو مراراً لخفض عدد نقاط العبور الحدوديّة المسموح بها، من أربع نقاط إلى نقطة واحدة في محاولة لخنق الشمال السوري، كما تحاول روسيا الضغط سياسياً بمجلس الأمن من أجل إنهاء الآلية، وتطالب بدلاً من ذلك أن تصل المساعدات الأممية إلى حكومة ميليشيا أسد لتشرف على نقلها إلى مناطق سيطرة المعارضة.

 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات