حذّر الملك الأردني عبد الله الثاني، من تصعيد محتمل على حدود بلاده مع سوريا، بسبب التوسع الإيراني المتزايد على حساب الانسحاب الروسي في المنطقة الجنوبية، وذلك رغم الدور الأردني الواضح في دعم نظام بشار أسد وحلفائه الإيرانيين ونكث الاتفاقيات السابقة المتعلقة بالثورة السورية وفصائل المعارضة التي حلّت مكانها ميليشيات إيران.
وقال الملك في مقابلة مع معهد (هوفر) في جامعة "ستانفورد" الأمريكية ونقلتها وكالة "بترا" الأردنية، أمس، إن “الوجود الروسي في جنوب سوريا، كان يشكل مصدراً للتهدئة”، مضيفاً: "هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا".
التصريحات الأردنية تأتي بعد تغلغل واضح لميليشيات إيران في المنطقة الجنوبية لسوريا، (درعا والسويداء)، وبالقرب من الحدود الأردنية، وخاصة بعد انتهاء دور فصائل المعارضة وسيطرة ميليشيا أسد وروسيا على المنطقة، حيث كان لعمّان دور واضح في تلك الاتفاقيات التي انعكست سلباً عليها ولا سيما عمليات تهريب المخدرات التي أرهقت الجيش الأردني بشكل لافت في الآونة الأخيرة.
وكان للأردن دور بارز في وصول إيران وتوسعها في مناطق جنوب سوريا خلال العامين الماضيين، ولا سيما تخلّيها عن فصائل المعارضة في الجنوب السوري من جهة، والمساعي الدبلوماسية والسياسية التي ساهمت بشرعنة نظام أسد في المنطقة العربية مقابل بعض الاتفاقيات الاقتصادية التي تهم عمّان، وعلى رأسها اتفاقية “خط الغاز العربي” من جهة أخرى.
بدأت تلك المساعي، العام الماضي، بمطالبة الجانب الأردني بفتح معابره مع مناطق سيطرة ميليشيا أسد لإنعاش اقتصاده ومن ثم اتصالات رسمية جرت بين الطرفين، وعلى رأسها الاتصال الأول لبشار الأسد بالعاهل الأردني في تشرين الأول الماضي، بعد قطيعة استمرت نحو عشرة أعوام، في تبدّل واضح ومفاجئ في الموقف الرسمي من الثورة السورية وانعكاساتها.
وأعقب ذلك، زيارات رسمية متبادلة بين الحكومة الأردنية وحكومة ميليشيا أسد، بهدف بحث الاتفاقيات المشتركة وإعادة العلاقات بشكل كامل بين الطرفين اللذين اتفقا على "استئناف رحلات طيران (الملكية الأردنية) لنقل الركاب بين الأردن وسورية، كما تم التوافق على آليات عمل مشتركة وتفاهمات وجداول زمنية لـ "تعزيز التعاون في مجالات التجارة والطاقة والزراعة والمياه والنقل بما يعود بالفائدة على البلدين".
وشكل الموقف الأردني دعماً واضحاً لنظام أسد وميليشياته من خلال دعمه اقتصادياً وسياسياً مقابل نكث الاتفاقات السابقة المتعلقة بالثورة السورية التي دعمتها عمان منذ عام 2011، خاصة أن تبدّل السياسة الأردنية تزامن مع تغيرات دولية غير مسبوقة في الجنوب السوري، سمحت تلك المتغيرات لميليشيا أسد باستعادة السيطرة على المنطقة وإعادة الانتشار على حدود الأردن وإسرائيل.
التعليقات (5)