لا يزال العديد من من مجرمي الحرب في سوريا الموالين للأسد والضالعين في المجازر والقتل والتشريد لآلاف المدنيين الأبرياء، يواصلون محاولاتهم للفرار إلى الدول الأوروبية سراً واللجوء إليها هرباً مما وصفوه بالدمار والحرب، في حين لم يخطر على بال الكثيرين منهم أن أمرهم سيُكتشف، وأن القضاء هناك سيطولهم كما حدث مع الضابط أنور رسلان والطبيب علاء موسى وغيرهم.
وفي حلقة جديدة من مسلسل الكشف عن مجرمي أسد الذين ادعوا أنهم لاجئون وهربوا إلى أوروبا، نشرت صحيفة "زمان الوصل" صوراً جديدة لضابط كبير في بحرية ميليشيا أسد يوصف بأنه عرّاب ما يسمى "القنابل العمياء"، حيث ظهر برفقة عائلته بإحدى المدن الأوروبية.
وبحسب الصحيفة فإن الضابط هو اللواء "شوكت صالح العلي" نائب قائد القوى البحرية السابق لدى ميليشيا أسد والمتهم بالمسؤولية عن "مجزرة الرمل الجنوبي" باللاذقية وعرّاب الألغام البحرية التي أُسقطت على المدنيين في العديد من المدن السورية.
وأضافت “زمان الوصل” أن "العلي" قد وصل إلى أوروبا منذ نحو عام، وتنقّل بين أكثر من بلد فيها، حيث يقيم بين هولندا وألمانيا وزار سويسرا عدة مرات، لافتة إلى أن رحلته إلى أوروبا تمت بعد أخذه موافقة مخابرات ميليشيا أسد العسكرية، وخاصة أن مثل هذه الرتب توضع على قائمة الممنوعين عادةً من السفر.
مجزرة الرمل الجنوبي 2011
وحول أحداث مجزرة الرمل الجنوبي باللاذقية في آب عام 2011 والتي راح ضحيتها أكثر من 50 مدنياً، ذكرت الصحيفة المعارضة بحسب الشاهد (محمد ناجي) أن "العلي" هو من أصدر أوامر بقصف الحي الجنوبي وحي مسبح الشعب، وأن جثث الضحايا التي دُفنت تحت أنقاض البيوت المهدّمة جراء قصف بحرية الأسد، بقيت في مكانها ولم تُنتشَل إلا بعد مضي عدة أشهر.
وأشارت إلى أن سلاح البحرية الذي ينتمي إليه اللواء "العلي" ما زال يحتاج إلى جهود مكثفة لتوثيق دوره في قتل الأبرياء من المدنيين في سوريا، كما إن سلاح البحرية لم يلقَ أيضاً أي اهتمام حالي من المعنيين بشؤون جرائم الحرب، إذا ما قورن بالقوات البرية والجوية التابعة لميليشيا أسد.
الألغام البحرية سلاح الأسد المدمِّر
وتابعت “زمان الوصل” تحقيقها حيث بيّنت أنه بحسب الشاهد الثاني والذي يُدعى (أكثم يونس)، فإن للعلي دوراً كبيراً أيضاً في استخدام الألغام البحرية المخزّنة لدى ميليشيا أسد كسلاح فتّاك، حيث يقوم الجنود برميها من الطائرات المروحية مثل البراميل المتفجرة لكنها تفوقها فتكاً وتقتيلاً.
وأشار "يونس" الموجود الآن في سوريا إلى أنه بجهود اللواء "العلي" ومن قبله اللواء "طالب بري" قائد القوى البحرية، تمكنت ميليشيا أسد من تحويل الألغام البحرية إلى "قنابل عمياء".
مكان إقامة العلي
ووفقاً لما بيّنته مصادر "زمان الوصل" فإن العلي يقيم مع زوجته في أوروبا منذ نحو عام، ويتردد أحياناً إلى منزل ابنته التي تعيش في ألمانيا، كما إنه يزور أيضاً منزل ولديه في هولندا، ولم تُعرَف بالضبط طريقة دخوله إلى دول الاتحاد الأوروبي رغم العقوبات المفروضة على الأسد وضباطه، ولا سيما ذوو الرتب العليا منهم.
وكان تلفزيون حكومة ميليشيا أسد نشر عام 2012 مقطعاً مصوراً لمشاركة اللواء "العلي" في مناورات بحرية ضخمة بالذخيرة الحيّة مرتين متتاليتين نفس العام، برعاية رأس الإجرام في سوريا "بشار الأسد" وحضور وزير الدفاع السابق "داوود راجحة"، حيث تم اختبار صواريخ بحرية وحوّامات وزوارق حربية.
من هو اللواء شوكت صالح العلي؟
ولد العلي في بلدة حديدة حمص عام 1953 لأم كردية، والتحق أوائل السبعينات بسلك البحرية حيث درس وتخرج في الكلية البحرية بالإسكندرية (الدفعة 26) والتحق عقب ذلك بجيش الأسد وخدم في الوحدة 108 غواصات "روميو 633"، ثم استلم القيادة وعُيّن أيضاً رئيساً لفرع التدريب في قيادة القوى البحرية ثم رُفّع لرتبة لواء، وبعدها أصبح مديراً للكلية البحرية، ثم نائباً لقائد القوى البحرية إلى أن أُحيل إلى التقاعد نهاية عام 2013.
التعليقات (12)