تحاول مخابرات بشار أسد زعزعة الأجواء الانتخابية في لبنان بأساليب مخابراتية اعتادوا عليها في سوريا، ولا سيما إرسال صناديق اقتراع "مشبوهة" للتلاعب بنتائج الانتخابات لمصلحة أزلامها الخاسرين، وذلك بعد خسارة بالغة لحلف إيران (حزب الله وتيار العونيين) أمام حزب “القوات اللبنانية” وحلفائه “السنّة” في الانتخابات البرلمانية.
وأعلنت لجنة القيد الابتدائية المسؤولة عن صناديق الاقتراع لمرشحي البرلمان اللبناني، وصول أقلام لناخبين من دول الاغتراب وبينها سوريا، لكن القلم (الصندوق) الواصل من قبل مخابرات أسد في سوريا أثار موجة بلبلة كبرى في مراكز الاقتراع.
وفي التفاصيل، ذكرت وسائل إعلام لبنانية أنّه "عندما كانت نتائج فرز الأقلام تؤشّر أمس إلى هزيمة النائب إيلي الفرزلي بعد تأمين لائحة (سهلنا والجبل) حاصلاً انتخابياً أمّن اختراقها لائحتي (القرار الوطني) و(الغد الأفضل)، أعلنت لجنة القيد الابتدائية وصول أقلام اقتراع من الاغتراب بينها قلم من سوريا".
وأضافت أنه تبيّن بعد فرز اللجنة للصندوق (القلم) أن جميع الأصوات بداخله تصب لمصلحة المرشح حسن مراد على لائحة "الغد الأفضل" (تحالف حزب الله وحركة أمل ومراد)، مشيرة إلى أن الأوراق بداخل الصندوق لا تحمل أي اسم آخر من لائحة المرشح، وأن ذلك يزيد من احتمال حصول تلك اللائحة على 4 حواصل وترجّح فوز النائب إيلي الفرزلي، وهو أحد أزلام بشار أسد.
لكن محامية المرشح ياسين ياسين عن لائحة (سهلنا والجبل)، اعترضت على الأمر، ليتبيّن أنّ “عدد الأصوات يختلف عن عدد المقترعين على المحضر، فقرّرت اللجنة اعتباره ”لاغياً"، وقال المرشح ياسين: "لن نسمح بمرور هذا الاعتداء على الديمقراطية"، ولوّح بانتفاضة ١٧ تشرين "في وجه سلطة جائرة متآمرة على شعبها".
بعد ذلك أُعلن خسارة المرشح عن مقعد الروم الأورثوذكس في لائحة (الغد الأفضل) إيلي الفرزلي، وسط هتافات للمحتشدين تطالب بطرد أزلام بشار أسد من لبنان ووقف التلاعب المخابراتي بعملية الاقتراع الانتخابي، ولا سيما هتاف (سوريا اطلعي برا) إلى جانب مطاردة الفرزلي، الذي أطلقوا عليه لقب (مهندس النظام) وشتموه ورشقوا سيارته تعبيراً عن الغضب الشعبي.
وكان حلف إيران (تيار العونيين والثنائي الشيعي) تلقّى خسارة لافتة بنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة بعد فوز حزب "القوات اللبنانية" الذي يرأسه سمير جعجع، بأغلبية التمثيل النيابي، الأمر الذي يشكّل ضربة سياسية لافتة لأذرع إيران في المنطقة، ولا سيما نظام ميليشيا أسد.
وأظهرت النتائج الأولية فوز حزب "القوات اللبنانية" بـ 20 مقعداً، وحصول تيار العونيين (التيار الوطني الحر) على 16 مقعداً في الانتخابات النيابية، وخسر بذلك عدة مقاعد عن الانتخابات السابقة، بحسب سيد يونس، رئيس الجهاز الانتخابي للحزب، بينما حازت "حركة أمل" التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري على 17 مقعداً، وحصل حليفها حزب الله على 13 مقعداً على الأقل، فيما أعلنت لوائح مجموعات (المجتمع المدني والتغيير) فوزها بأكثر من 7 مقاعد في مختلف الدوائر الانتخابية.
وتعد أول معركة انتخابية لبنانية بعد المنعطفات القاسية التي شهدتها البلاد، ولا سيما منذ انفجار مرفأ بيروت في آب 2020، وما تبعه من انهيار اقتصادي أعاد البلاد عقوداً للوراء حين تخطّت الليرة اللبنانية مستويات قياسية أمام العملات الأجنبية، في ظل تسلّط حلف إيران (حزب الله وشركائه) على القرار، وغياب منافس يمثّل الطائفة السنّية بعد انسحاب سعد الحريري.
وقال مراسل أورينت في لبنان، طوني بولس، إنه من الواضح أن حزب الله خسر الأغلبية النيابية وهو ما يؤكد تراجعاً ملحوظاً في بيئته الشيعية، إضافة لخسائر حلفائه من الطوائف الأخرى، وعلى رأسهم أبواق بشار أسد، طلال أرسلان ووئام وهاب وإيلي فرزلي وفيصل كرامي وجميل السيد وأسعد حردان (ممثل أسد)، والذي خسر معركته في معاقل حزب الله بالجنوب اللبناني.
التعليقات (1)