نعت عشرات الصفحات الموالية على منصات التواصل الاجتماعي اللواء زهير شاليش الملقب بـ "ذو الهمة شاليش" الشخصية الأمنية التي عرفها السوريون كمرافق أمني لحافظ الأسد ومن ثم ابنه الوريث القاصر بشار.
وتسابقت الصفحات الموالية إلى نعي شاليش عن عمر 71 عاماً وقالت إنه توفي يوم السبت وسيشيع من مشفى الرازي بدمشق حيث توفي إلى القرداحة مسقط رأسه ليلتحق بذلك بولي نعمته حافظ الأسد .
الصندوق الأسود لعائلة أسد
كان شاليش دائم الظهور إلى جانب حافظ وبشار في المناسبات العامة ولاسيما في الأعياد وكان يتبعهما كظلهما وفي كثير من الأحيان يتعمد التحديق والتجهم بالكاميرات كحركة استعراضية لزرع الرهبة، أما الأكمام الطويلة لسترته فقد كانت موضعاً للسلاح الذي يخفيه تحسباً لأي طارئ.
مهمته الأمنية الحساسة تلك لم تكن بسبب نباهته ومهارته إذ يرتبط ذو الهمة بعلاقة قرابة وثيقة بعائلة الأسد فوالدته المدعوة حسيبة هي شقيقة حافظ الأسد وهو ما أهله لتولي منصب الحرس الرئاسي إذ لم تكن عائلة الأسد لتثق بأحد من خارج العائلة.
عرف ذو الهمة شاليش بأدواره الأمنية حيث تولى رئاسة فرع العمليات في المخابرات الخارجية فيما بلغت سطوته مستويات غير مسبوقة بعد رحيل رفعت الأسد إلى فرنسا ورعايته مجموعات من شبيحة الأخير وبات بمثابة صندوق أسرار حافظ الأسد في الشؤون الأمنية.
سطوة وفساد
وكغيره من الدائرة المقربة من عائلة أسد، استغلّ شاليش سلطاته وبنى لنفسه ثروة طائلة عبر نهب وتهريب الآثار وتبييض الأموال ورعاية أنشطة الشبيحة وتقاضي الأموال من التجار والمستثمرين مقابل تسهيل حصولهم على امتيازات.
ومع وصول بشار للرئاسة بعد رحيل حافظ بدأت أنشطته تظهر إلى العلن كرجل أعمال يملك العديد من المشاريع والمعامل والاستثمارات ولاسيما في منطقة حسياء واللاذقية.
ولم تقتصر أنشطته على سوريا وحدها إذ في عام 2005 فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على شركة SES International Corp المملوكة له ولابن أخيه آصف لدورها في مساعدة النظام العراقي على التهرب من العقوبات الأممية حيث ووفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية كانت الشركة تستورد معدات دفاعية لصالح الجيش العراقي على أنها لسوريا ومن ثم تقوم بترتيب إعادة شحن تلك السلع إلى العراق بما يتعارض مع عقوبات الأمم المتحدة.
وفي حزيران من العام 2011، جاء اسم شاليش على رأس قائمة للمعاقبين من قبل الاتحاد الأوروبي وذلك إبان عمليات القمع العنيف للحراك السلمي في سوريا ضد بشار الأسد. ورغم تلك العقوبات استمر شاليش في منصبه كرئيس للأمن الرئاسي للعام 2019 حينما تقاعد وسط تقارير أفادت حينها بأن تقاعده عقب استياء روسي منه لتورطه بعملية تهريب عميل مخابرات دولة "مجاورة" لسوريا، بالتنسيق مع وُسطاء إيرانيين وكان شاليش قد عرف بوجود خطة روسية لإلقاء القبض على ذلك العميل، مطلع عام 2019، فسرّع بعملية تهريبه، وفقاً لصحيفة المدن اللبنانية.
التعليقات (32)