بعد الجدل الواسع.. مدير منظمة أمريكية يكشف تفاصيل تعاقدها مع شركة إسرائيلية لتوليد المياه بالرقة

نفت منظمة "تحالف الأديان" الأمريكية لدعم اللاجئين والنازحين السوريين المعلومات التي تحدثت عن توقيعها اتفاقاً مع شركة إسرائيلية من أجل تنفيذ مشروع لتوليد المياه من الريح في محافظة الرقة شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أن العقد معها يقتصر على شراء المعدات التكنولوجية فقط.

وكانت صحيفة تايمز أوف إسرائيل قد نقلت عن  شركة ( Water Gen) أنها نصبت أول جهاز لتوليد المياه من الطاقة الريحية في أحد المراكز الطبية بمحافظة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ضمن خطة لتوفير مياه الشرب لسكان المنطقة.

وأضافت الصحيفة بتقرير لها نشر في العاشر من أيار/مايو الجاري أن هذا الجهاز هو واحد من عشرة أجهزة تعاقدت عليها الشركة مع منظمة "تحالف الأديان" مخصصة لمراكز طبية ومؤسسات تعليمية، وأنها تستعد لاستكمال تنصيب بقية الأجهزة بعد نجاح التجربة الأولى.

ومع انتشار التقرير ساد جدل واسع في الأوساط السورية، حيث وضع البعض المشروع في سياق العلاقات التي يتم الحديث عنها بين الإدارة الذاتية وتل أبيب، كما هاجم البعض المنظمة التي روّجت بعض وسائل الإعلام أنها تنشط فقط شمال شرق سوريا.

المنظمة توضح

لكن المدير التنفيذي لمنظمة "تحالف الأديان" شادي مارتيني أكد أن المنظمة تنشط في مجال دعم النازحين واللاجئين السوريين في مختلف المناطق، وسبق أن قدمت مساعدات ونفذت مشاريع في جميع الأراضي الخارجة عن سيطرة النظام، نافياً وجود أي أبعاد سياسية وراء اختيار الشركة الإسرائيلية لشراء المعدات منها.

ورداً على أسئلة وجهتها "أورينت نت" بهذا الخصوص قال: منظمة تحالف الأديان لدعم السوريين هي منظمة أمريكية أسسها مواطنون أمريكيون متعاطفون مع الشعب السوري، وتنشط في جميع المناطق التي تحتاج إلى المساعدة، سواء في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام حالياً أو التي كانت محررة في السابق، وقد نفذت الكثير من الحملات والمشاريع التي كان هدفها مساعدة المدنيين والتخفيف من معاناتهم.

وأضاف: فيما يخص هذا المشروع حصلنا على معلومات تفيد بمعاناة سكان ناحية المنصورة بريف الرقة الجنوبي من نقص شديد بالمياه الصالحة للشرب، وبعد إعداد الدراسات اللازمة كان الخيار الأفضل هو تنفيذ مشروع توليد المياه من الهواء، وعليه فقد تم البحث عن الجهة المتخصصة التي يمكنها توفير مثل هذه المعدات، وكانت شركة (wate gen) صاحبة العرض الأفضل، وهي شركة متعددة الجنسيات تعمل في عشرات الدول رغم أنها مرخصة في إسرائيل.

مارتيني نفى أي أبعاد أو دوافع سياسية خلف اختيار هذه الشركة، مؤكداً أن المحددات التي جرى التوافق عليها في مجلس إدارة المنظمة كانت تقنية واقتصادية بحتة، وأن لا علاقة لأي طرف آخر في توقيع العقد، سواء الإدارة الأمريكية أو الحكومة الإسرائيلية أو الإدارة الذاتية.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان ذلك يعدّ تشجيعاً على التطبيع مع إسرائيل قال: المنظمة أمريكية وهذه الاعتبارات لا تعني إعضاءها الذين يهمهم بالدرجة الأولى تقديم المساعدة، ولقد تم تعييني في منصب المدير التنفيذي للمنظمة منذ عامين فقط بحكم معرفتي واطلاعي على تفاصيل الشأن السوري، ومع ذلك نتفهم هذا النوع من التحفظات، لكن هدفنا بالدرجة الأولى إنساني، وخاصة عندما يتعلق الأمر بإنقاذ أرواح السوريين الأبرياء، وسبق للعديد من المؤسسات الإنسانية السورية المعارضة أن ساعدت في إخلاء جرحى سوريين أصيبوا نتيجة قصف قوات النظام بالجنوب إلى إسرائيل حيث تلقوا العلاج الضروري هناك وعادوا إلى بلدهم، فهل يجب أن نمنع ذلك خشية التطبيع ؟!

-لكن الأمر هنا مختلف، وكان يمكن إيجاد شركة أخرى لتنفيذ هذا المشروع، أليس كذلك ؟

سؤال أجاب عليه مارتيني بالقول: أولاً يجب التنبيه إلى أن العقد لا يشمل التنفيذ ولا يتطلب دخول أي موظفين من الشركة إلى الأراضي السورية، بل يقتصر على شراء المعدات فقط، وهذه الشركة كانت صاحبة العرض الأفضل تقنياً ومادياً، كما أن منتجها يتناسب والظروف المناخية لمنطقة الشرق الأوسط، وهي تنفذ مشاريع مماثلة في الأراضي الفلسطينية، فهل نعتبر أن الفلسطينيين يشجعون على التطبيع بسبب ذلك ؟..أعتقد أن الأمر جرى تحميله أكثر مما يحتمل، وخاصة من قبل أشخاص ومؤسسات في المعارضة السورية لأهداف سياسية، أما على الصعيد الشعبي فليس هناك مثل هذا الجدل.

يذكر أن هذه المولدات تعمل بالكهرباء وقد تم تعديلها لتناسب العمل بالطاقة الشمسية، أما عن آلية إنتاجها فتتم من خلال تحويل قطرات الرطوبة من الهواء إلى مياه شرب نظيفة، وحسب المنظمة فإن المشروع يتوقع أن يتم إنجازه قبل نهاية العام ٢٠٢٢.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات