كسينجر "ثعلب الحرب الباردة" يتوقع مصير روسيا في أوكرانيا ويخشى شيئاً واحداً

كسينجر "ثعلب الحرب الباردة" يتوقع مصير روسيا في أوكرانيا ويخشى شيئاً واحداً

رجّح هنري كسينجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والملقب بـ"ثعلب الخارجية الأمريكية" لدوره البارز في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي أن روسيا ستواصل القتال في أوكرانيا إلى أن تصل إلى مرحلة تفقد فيها مكانتها كدولة عظمى، ومع ذلك فإنه من الصعب الجزم بنتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأضاف كسينجر، الذي خدم تحت إدارتي الرئيسين الأمريكيين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد في سبعينات القرن الماضي، خلال حدث نظمته صحيفة "فاينانشال تايمز"، إنه يخشى من شيء واحد وهو أن ينحرف الصراع إلى المجال النووي.

وذكر كيسنجر للصحيفة بحسب ما ترجم موقع العربية كيف تمكن من فصل موسكو عن بكين من خلال معاملة العدوين بشكل مختلف إبان الحرب الباردة.

وقال كيسنجر: “إنه في خضم الأعمال العدائية في أوروبا، يجب على واشنطن الآن أن تفعل الشيء نفسه مرة أخرى”.

وحذر الوزير السابق من "اتخاذ" موقف عدائي تجاه كل من الصين وروسيا يمكن أن يقربهما من بعضهما البعض.

وتابع: "بعد حرب أوكرانيا، سيتعين على روسيا إعادة تقييم علاقتها بأوروبا كحد أدنى وتحديد موقفها العام تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو)".

ودخلت الحرب في أوكرانيا الآن أسبوعها الحادي عشر، وفشلت روسيا حتى الآن في تحقيق أي أهداف رئيسية في البلاد.

وكان مراقبون استخباراتيون غربيون ودوليون يتوقعون أن يصدر بوتين إعلاناً هاماً، الإثنين الماضي، عندما احتفلت روسيا باستعراضها السنوي يوم النصر في 9 أيار بهزيمة الاتحاد السوفيتي لألمانيا النازية. لكن المفاجئ أن الرئيس الروسي امتنع عن إعلان حرب شاملة على أوكرانيا أو الإعلان عن التعبئة العامة، وهي خطوة يقول محللون إنها قد تكون علامة على أن بوتين حذر من ردة فعل الشعب الروسي.

حرب باردة جديدة

وحاول كسينجر التنبؤ بالمرحلة الحالية مؤكداً أنه من الصعب التكهن كيف ستنتهي الحرب. ورداً على سؤال حول النتيجة المحتملة، قال كيسنجر إن روسيا ستواصل القتال في أوكرانيا حتى يلتهم الصراع الكثير من قدراتها العسكرية ومواردها لدرجة أن الدولة تخاطر بفقدان مكانتها كقوة عظمى.

وتابع: "السؤال المهم.. هو إلى متى سيستمر هذا التصعيد وما هو المجال المتاح لمزيد من التصعيد؟".

وأضاف: "هل وصل بوتين إلى الحد الأقصى لقدرته؟ وهنا عليه أن يقرر في أي نقطة سيؤدي تصعيد الحرب إلى إجهاد مجتمعه إلى درجة ستحد من أهليته لممارسة السياسة الدولية كقوة عظمى في المستقبل".

وذكر كيسنجر أنه في تلك المرحلة لا يستطيع التنبؤ بلجوء روسيا إلى ترسانتها النووية من أجل إنهاء الحرب، مضيفاً "نعيش الآن حقبة جديدة تماماً" من الحرب الباردة.

أما فيما يتعلق بتجنب وقوع كارثة نووية، وهو ما كان هدفاً لكيسنجر خلال الحرب الباردة، قال الأخير: "لقد تغيرت الظروف كثيراً في العقود الأخيرة لدرجة أنه يلزم إجراء مناقشة جديدة كاملة حول الآثار المحتملة لاستخدام الأسلحة النووية".

وعلق كيسنجر: "مع انتشار التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، ستحتاج الدبلوماسية والحرب إلى محتوى مختلف، وسيكون ذلك تحدياً وهو أمر لم نقبل به حتى الآن".

وهنري كيسنجر هو دبلوماسي وسياسي أمريكي سابق ويهودي لجأ إلى الولايات المتحدة بعدما ولد في ألمانيا، ويبلغ من العمر 98 عاماً، شغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة ومستشار الأمن القومي الأمريكي في ظل حكومة الرؤساء ريتشارد نيكسون وجيرالد فور.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات