"الاقتصاد مسألة ثانوية".. لماذا استدعى خامنئي بشار الأسد إلى طهران؟

"الاقتصاد مسألة ثانوية".. لماذا استدعى خامنئي بشار الأسد إلى طهران؟

رغم اعتبار الكثيرين أن الزيارة التي أجراها بشار أسد إلى طهران قبل يومين وهي الثانية له منذ اندلاع الثورة السورية ضد نظامه، تحمل طابعاً اقتصادياً نتيجة الظرف العصيب الذي يمر به نظامه على هذا الصعيد، ورغم أن الإعلام المقرب من نظام أسد ركّز على أن العنوان الأبرز للزيارة هو الملف الاقتصادي و"البحث عن سبل حلحلة الحصار والعقوبات وتأمين ما يحتاجه المواطن السوري"، إلا أن اجتماع الأخير بالمرشد علي خامنئي الذي لا يبحث مع الشخصيات الأجنبية إلا المسائل الحساسة، يؤشر إلى أن الزيارة لم تكن اقتصادية بامتياز كما يروّج لها.

حماس هي الملف

مصادر خاصة كشفت لـ "أورينت نت" أن الملف الأساسي للزيارة كان استئناف العلاقة بين النظام وحركة حماس الفلسطينية، مشيرة إلى أن بشار أسد وافق على ذلك وأن عودة الحركة إلى دمشق باتت مسألة وقت.

وحسب المصادر فقد سبقت الزيارة محاولات حثيثة من أجل تطبيع العلاقات بشكل رسمي بين حماس والنظام عبر وسطاء من حزب الله اللبناني وميليشيا الحشد الشعبي وجماعة الحوثي اليمنية، لكنها جميعها اصطدمت بتعنت نظام أسد الذي ما زال يعتبر أن الحركة خانته وتخلت عنه عندما احتاج أن تقف إلى جانبه وتقاتل معه.

وشهدت العلاقات بين الجانبين فتوراً خلال الأشهر الأولى من اندلاع الثورة السورية عام ٢٠١١، قبل أن يغادر قادتها العاصمة دمشق، ثم انقطعت العلاقات بشكل كامل خاصة بعد وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر عام ٢٠١٢، وفتح تركيا الأبواب أمام حماس، حيث صدرت تصريحات مناهضة للنظام من قبل مسؤولين فيها وعلى رأسهم خالد مشعل، بينما التزم معظم قيادييها الصمت حتى العام ٢٠١٩ عندما بدأ بعضهم بإطلاق التصريحات المؤيدة لأسد.

ورغم اقتصار موقف الحركة من جرائم ميليشيا أسد الواسعة على الخروج من دمشق والتصريحات التي كان سقفها إدانة بعض المجازر، إلا أن النظام يتّهمها بدعم فصائل المعارضة على صعيد التدريب، وتشكيل جماعة تابعة لها في جنوب دمشق قاتلت إلى جانب الثوار، وهو ما نفته الحركة باستمرار.

وطيلة الأعوام الثلاثة الماضية تجاهل النظام كل المغازلات التي حاول من خلالها قادة حماس التقرب منه، بالإضافة إلى جميع محاولات إصلاح العلاقة بينهما، الأمر الذي استدعى في النهاية تدخل المرشد الإيراني لثني النظام في دمشق عن تعنته.

وتنقل مصادر أورينت عن جهات إيرانية مطلعة، وأخرى مقربة جداً من حركة حماس "أن بشار أسد وافق على طلب المرشد إعادة العلاقات مع الحركة، لكنه أصر على ألا يشمل ذلك ثلاثة شخصيات يعتبر إعادة التواصل معها خطاً أحمر"، وتقول إن في مقدمتها خالد مشعل.

وتضيف المصادر أن تدخّل المرشد خامنئي أتى تتويجاً لمساع استغرقت أشهر، لكنها تكثفت خلال الأسابيع الأخيرة الماضية بعد دخول روسيا على الخط وطلبها من النظام إعادة العلاقات مع حماس بعد التوتر في العلاقات بين موسكو وتل أبيب.

دوافع استثنائية

من جانبه لم يستبعد مدير المكتب الإعلامي في "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، ناصر عزيز، في حديث لـ"أورينت نت" ذلك، مبيناً أن "الزيارة وإن كان من بين أجنداتها ما هو متعلق بالشق الاقتصادي، إلا أن اجتماع أسد بخامنئي يكشف عن تفاصيل وأهداف أخرى".

ويضيف عزيز، أن اللقاءات التي يجريها خامنئي مع المسؤولين الأجانب، عادة ما تكون مرتبطة بالتطورات الإقليمية والدولية، كما هو الحال مثلاً عندما يجري قادة حماس زيارات لخامنئي عند كل تصعيد عسكري في غزة.

وبالقياس على ذلك، يربط “عزيز” الزيارة والعمل على تطبيع العلاقات بين حماس ونظام أسد بتعثر مفاوضات إحياء البرنامج النووي الإيراني في فيينا، ويقول: "يريد نظام إيران إظهار قوته وتحكمه بملفات المنطقة".

استعراض القوة

ويعود عزيز للحديث مجدداً عن محاولة نظام إيران إظهار قوة تحالفاته في المنقطة، قائلاً: "يستعرض نظام إيران قوة أذرعه في المنطقة، من سوريا إلى لبنان إلى اليمن، ليقول إن عدم توقيع الاتفاق النووي يعني زيادة الفوضى في المنطقة، مع اقتراب المفاوضات من مراحلها النهائية".

وهنا يعيدنا “عزيز” إلى الهجمات الصاروخية التي شنتها ميليشيا "الحوثي" ضد أهداف في السعودية والإمارات، مؤكداً أن "الهجمات جاءت أثناء انعقاد مفاوضات فيينا، للضغط على الغرب والاتحاد الأوروبي، وكذلك يأتي الهجوم الصاروخي الأخير في أربيل شمال العراق في السياق ذاته".

وثمة أهداف أخرى للزيارة في هذا التوقيت، متصلة بالرد على ترويج بعض الأطراف الإقليمية لإمكانية فصل نظام أسد عن نظام إيران، أو تحجيم العلاقة بينهما، حسب عزيز، الذي يرى أن هذا التطور يجب أن يمثل تأكيداً حاسماً بالنسبة لهذه الأطراف على استحالة ذلك.

التعليقات (1)

    رامي

    ·منذ سنة 11 شهر
    حماس،للفرس مداس
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات