أُرغمت على إطلاق المخطوفين.. إحباط مخطط جديد لمخابرات أسد بإشعال فتنة بين درعا والسويداء (فيديو)

أُرغمت على إطلاق المخطوفين.. إحباط مخطط جديد لمخابرات أسد بإشعال فتنة بين درعا والسويداء (فيديو)

عاد الهدوء بشكل حذر إلى محافظة السويداء بعد سلسلة توترات "خطيرة" كادت تشعل فتيل الفتنة الأهلية بين أهالي السويداء وجيرانهم في محافظة درعا، بدفع وتخطيط مباشرين من ميليشيا المخابرات العسكرية التي ركزت على سيناريو اختطاف عدد من المدنيين لإنجاح خطتها، مقابل بعض التدخلات الشعبية والمحلية التي عملت على وأد الفتنة وإطفاء فتيلها قبل الوصول لمرحلة الخطر.

وفي التفاصيل، شهدت المنطقة عمليات خطف متبادلة لمدنيين يوم أمس، وترافقت مع اشتباكات وإطلاق نار عشوائي وبعض الإنفجارات حتى ساعة متأخرة من الليل، على خلفية اختطاف القيادي في ميليشيا "الأمن العسكري" في السويداء، المدعو (راجي فلحوط) نحو 20 مدنياً معظمهم من أهالي درعا وعشائر المنطقة، من خلال نصب حاجز قرب بلدة عتيل، تحت ذريعة البحث عن سيارة مسلوبة لأحد المدنيين، حيث تم التشهير بالمختطفين بتسجيل مصوَّر مترافق مع إطلاق نار.

وما أثار الذعر والقلق بين صفوف الأهالي، تذرّع فلحوط وعصابته بأن عملية الاختطاف جاءت لاسترداد "سيارة مسلوبة ومَبيعة إلى درعا"، بينما المختطفون لا علاقة لهم بالسارقين "وإنما تم اختطافهم على الهويّة، أثناء توجّههم إلى أعمالهم"، بحسب "السويداء 24"، التي أكدت أن مجموعة فلحوط تابعة للمخابرات العسكرية وجميع عناصرها يحملون بطاقات أمنية.

كما إن ظهور صاحب السيارة "المسلوبة" في التسجيل المصوّر، يلبس الزيّ الديني ويوجّه رسالته للخاطفين وبجانبه المختطفون المدنيون بصورة "مُذلّة"، أثارت غضباً واسعاً في السويداء باعتبارها رسالة خطيرة وتشجّع على الفتنة، بحسب تعليقات الأهالي على مواقع التواصل الاجتماعي.

تحرّك مضادّ

وعلى خلفية ذلك، قامت مجموعة أهلية في حي المقوص بالسويداء ليلة أمس، بقطع الطريق واحتجاز خمسة أشخاص من المدينة "ثلاثة من آل (شرف الدين) وشخص من (آل مزهر) وآخر من (آل الحلبي)"، في خطوة للضغط على فلحوط وعصبته لإطلاق سراح المختطفين المدنيين، وترافقت تلك العملية مع إطلاق نار واشتباكات استُخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والقذائف خلال ساعات الليل، في سيناريو أثار ذعر المدنيين من تحوُّله إلى حرب أهلية بين السويداء ودرعا، فيما ساهمت التدخلات العشائرية والمحلية بوقف الاشتباكات والضغط لإطلاق سراح المدنيين من الجهتين.

وقالت شبكة "الراصد" المحلية إنه تم إطلاق جميع المتحتجزين من كلا الجانبين، ولا سيما ميليشيا "فلحوط" التابعة للأمن العسكري، صباح اليوم، وذلك من خلال وساطات محلية وعشائرية ودينية، وظهر أحد الأشخاص المكلَّفين بالوساطة في تسجيل مصور وبتكليف من الشيخ، حكمت الهجري، حيث زعم أن رئيس (شبعة المخابرات العسكرية) اللواء في ميليشيا أسد "كفاح الملحم" ساهم في العملية من خلال تسهيل مرور السيارة المسلوبة من درعا إلى السويداء عبر الحواجز الخاضعة لسيطرتهم.

سيناريو خطير

غير أن الشبكات المحلية ومنها "السويداء24"، أكدت أن الحوادث الأمنية الأخيرة في السويداء تعد جديدة من نوعها و"تُنذر بوجود أطراف تسعى لإشعال الفتنة في المنطقة"، ولا سيما تسجيل عدة أحداث أمنية من اشتباكات وإطلاق نار واختطاف في مناطق متفرقة وبآن واحد، وأحدها "إطلاق مجهولين النار على منازل المدنيين في قرية جدل المحاذية، شمال شرق درعا، وكذلك في الريف الشمالي الشرقي، وقع تبادل إطلاق نار، بين رعاة مواشٍ من قرية القصر، وآخرين من قرية البثينة المجاورة لها، رغم أن المنطقة تعيش استقراراً منذ أربع سنوات. وفي الريف الجنوبي للسويداء، تضخ صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، رسائل تحريض لأهالي بلدة القريّا، لمهاجمة رعاة مواشٍ، تضمّنوا أراضي من الجمعية الفلاحية غرب البلدة".

وتخضع السويداء لسيطرة فصائل محلية تدير شؤونها بإشراف "مشيخة العقل"، فيما يقتصر وجود ميليشيا أسد على الأفرع الأمنية وبعض الحواجز، والتي تساهم بتحريك عصابات الخطف والقتل ونشر الرعب وتوسيع رقعة الفلتان الأمني للانتقام من المنطقة وأهلها بسبب مواقفها السياسية الرافضة لسياسة أسد وشركائه الإيرانيين.

ويعدّ فرع "الأمن العسكري" الداعم الأساسي لمجموعات الخطف والقتل والمخدرات بحسب اتهامات الأهالي، وتعيش المنطقة فوضى أمنية متفاقمة بسبب الصراع بين الميليشيات المحلية المتنازعة حول السيطرة وخاصة المدعومة من ميليشيات أسد وإيران، إلى جانب تصدُّر المحافظة النسبة الأعلى بمعدل الخطف والسطو المسلح وتجارة المخدرات التي تقف وراءها ميليشيا حزب الله اللبناني.

وعمدت السويداء خلال السنوات الماضية، سياسة "ليّ الذراع" مع نظام أسد باحتجاز ضباطه وعناصره لتفرض عليه إطلاق سراح معتقليها، ويعتبر فرع الأمن العسكري برئاسة لؤي العلي عام 2018 وقبله العميد وفيق الناصر، المسؤولَ عن ملف الفساد وعمليات الخطف والقتل في المنطقة.

التعليقات (1)

    Adham

    ·منذ سنة 11 شهر
    ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات