"إسطنبول مدمَّرة، ورئيس تركيا المستقبلي من اللاجئين السوريين الذين يطاردون الأتراك ويسعون لقتلهم"، كانت هذه المشاهد من فيلم تركي قصير يهدف إلى تأجيج مشاعر الكراهية ضد اللاجئين السوريين في تركيا ويخوّف الأتراك من وجودهم.
ونشرت الإعلامية العنصرية هاند كاراكاسو فيلماً قصيراً بعنوان "الغزو الصامت" على موقع يوتيوب، شاركت خلاله العديد من الروايات المناهضة للّاجئين السوريين، وذلك بهدف استفزاز الأتراك ضدهم، تزامناً مع حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي للتحريض ضدهم.
يبدأ الفيلم القصير بأحلام عائلة لديها طفل في عام 2011، ويصوّر كيف أن العائلة عاشت حياة سعيدة للغاية قبل وصول السوريين، وكيف أن العائلة تحلم بأن يصبح طفلها غوكتوغ الذي لم يولد بعدُ طبيباً.
ويُظهر الفيلم العائلة وهي تشاهد على التلفزيون أن لاجئين سوريين بدؤوا في القدوم إلى تركيا نتيجة للحرب في سوريا، ويعلّقون على ذلك بالقول: "لا أعتقد أنهم سيأتون بعد الآن. لا يستطيعون دخول البلاد بالتلويح هكذا"، على حد قول ربّ الأسرة، ثم لتتسارع أحداث الفيلم ويتقدم التاريخ.
السوريون يتولّون الرئاسة
في 3 أيار/مايو 2043، تُظهر الكاميرات إسطنبول في حالة خراب. في حين أن السوريين سيطروا على كل شيء بينما يطاردون الأتراك الذين يرونهم في الشارع. أما رئيس "ولاية إسطنبول" السوري فيصبح رئيساً لدولة تركيا في الانتخابات الرئاسية.
لا يمكن لغوكتوغ أن يكون طبيباً
من ناحية أخرى، يزعم الفيلم أنه لا يمكن لغوكتوغ أن يصبح طبيباً لأن السوريين استولوا على المكان كله. وذلك في وقت يُحظَر فيه التحدث باللغة التركية.
كما يَظهر ابن العائلة وهو يشكو بالقول: "أتمنى أن نعود إلى عام 2020، لقد وصلنا إلى هذا الوضع بسببك"، في رسالة من قبله يوجّهها إلى أولئك الذين يعيشون في تركيا اليوم، وفق ما أراد منتجو الفيلم إيصاله إلى الرأي العام التركي.
السوريون سيستولون على تركيا
يقدّم الفيلم القصير أيضاً رسالة إلى الأتراك الذين يعيشون في تركيا اليوم، في ظل ديستوبيا (أدب المدينة الفاسدة أو عالم الواقع المرير وهو مجتمع خيالي، فاسد أو مخيف أو غير مرغوب فيه بطريقة ما) حيث استولى السوريون على تركيا وقمعوا الأتراك. كما يحمل الفيلم رسالة مفادها: "إذا لم تفعل شيئاً اليوم، فسيكون مثل هذا غداً"، داعياً الأتراك إلى اتخاذ إجراءاتٍ ما حيال اللاجئين.
تصيّد النزعة القومية التركية
وصرّحت كاراكاسو بأنهم أطلقوا الفيلم في "3 مايو/أيار يوم التركية" وتهدف من خلاله إلى استغلال مشاعر مجموعة معينة من الناس من خلال النزعة التركية "الطورانية". في حين لم تغفل عن استخدام تلك النزعة كأداة للعنصرية ضد اللاجئين.
حشد ضد اللاجئين
وبزعم أن اللاجئين السوريين سيبدؤون في مطاردة الأتراك في الشوارع، ويغذي الفيلم العداء تجاه اللاجئين السوريين برسالته. وهو ما حصل في الأيام الأخيرة، نتيجة للتصريحات التي أثارها المعارض أوميت أوزداغ والفرق المناهضة للاجئين، ما تسبب في تعرض العديد من السوريين لأعمال عنف في تركيا.
ويتزايد الضغط على ملف اللاجئين السوريين في تركيا، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المزمع إجراؤها عام 2023، وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطة لإعادة مليون لاجئ سوري “طوعياً” إلى 13 منطقة في الشمال السوري المحرر.
التعليقات (5)