مع تزايد الضغوط خلال الآونة الأخيرة على ملف اللاجئين السوريين في تركيا، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المزمع إجراؤها عام 2023، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطة لإعادة مليون لاجئ سوري “طوعيا” إلى 13 منطقة في الشمال السوري المحرر.
وقال أردوغان في تصريحات عبر تسجيل مرئي مصور خلال مشاركته في حفل مراسم تسليم منازل مصنوعة من الطوب في إدلب بتنسيق من قبل إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، وبحضور وزير الداخلية سليمان صويلو، "نُعِد مشروعاً يضمن عودة مليون سوري".
وأضاف أردوغان في كلمته: "لا أحد يترك وطنه دون سبب. لا أحد يسير بشكل تعسفي في مستقبل غامض. من واجبنا الإنساني أن نفتح حدودنا وقلوبنا لأولئك المضطهدين، وأن نقدّم لهم كل أنواع الدعم".
وتابع: "نحن لا ننظر إلى جلد أي شخص أو شعره أو لون عينيه أو معتقده أو لغته ولا نصنّف المناطق الجغرافية التي وطأتها أقدامنا لمساعدتها حسب ثرواتها الطبيعية".
وحول الجهود الإغاثية لتركيا في سوريا، قال أردوغان إنه تم تقديم مساعدات إغاثية إلى ما يقارب 6 ملايين نسمة في سوريا، موضحاً أن الحكومة بذلت جهوداً في إعادة اللاجئين إلى ديارهم حيث عاد منذ عام 2016 قرابة 500 ألف سوري إلى المناطق الآمنة في الشمال السوري.
مشروع لعودة مليون سوري
وكشف الرئيس التركي عن مشروع جديد يضمن عودة مليون لاجئ سوري من المقيمين في تركيا إلى الداخل السوري، مشدداً على أن تركيا تعمل على دعم إستراتيجية السيطرة على الهجرة عبر الحدود بمشاريع العودة الطوعية.
واعتبر أردوغان أن منازل الطوب التي يتم إنشاؤها في سوريا على وجه الخصوص تعد واحدة من هذه الخطوات، وذلك بدعم من المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية.
وبيّن أن "المشروع سيتم تنفيذه مع المجالس المحلية في 13 منطقة مختلفة ولا سيما في إعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين"، مؤكداً أنه مشروع "واسع للغاية".
وتابع: "سوف يتم ذلك مع مراعاة تلبية جميع احتياجات الحياة اليومية، من الإسكان إلى المدرسة والمستشفى، وفي جميع البنية التحتية الاقتصادية المكتفية ذاتياً من الزراعة إلى الصناعة".
وأعرب أردوغان عن أمله أنه عندما تصبح أجزاء أخرى من سوريا آمنة في الوقت المناسب، ستُجرى دراسات مماثلة هناك لإعداد الأرضية اللازمة للعودة الطوعية.
منازل الطوب
في حزيران/يونيو 2020، أعلن أردوغان مساهمة الحكومة التركية في بناء 50 ألف منزل مؤقت للنازحين السوريين في منطقة إدلب، مشدداً على أهمية إنجازها قبل حلول الشتاء وإسكان السوريين فيها.
وأضاف: "بعد ذلك يمكن تخطّي هدف إنشاء 50 ألف منزل مؤقت وزيادة عددها".
وتأتي مشاريع منازل الطوب كخطة تركية بديلة لإنقاص عدد السوريين في تركيا خاصة مع اقتراب الانتخابات المزمع إجراؤها عام 2023، حيث تعدّ المشاريع ذات تمويل تركي محض من قبل تركيا، وبمعزل عن مشاريع الاتحاد الأوروبي الممولة.
يُذكر أن منطقة إدلب تؤوي حوالي 3 ملايين ونصف المليون مدني يعيش أغلبهم في ظروف معيشية سيئة بسبب انعدام الأمن وموجات النزوح المستمرة التي تتسبب بها ميليشيات أسد وحليفتها روسيا، من خلال قصف المناطق المدنية بين الفترة والأخرى، فضلاً عن عدم توفّر الظروف المعيشية الاقتصادية والاجتماعية التي تؤمّن حياة آمنة للسوريين.
التعليقات (3)