اتهم صحفي موالٍ، أحد وزراء حكومة ميليشيا أسد بالاعتداء على رجل سبعيني أثناء جولته على مراكز توزيع الخبز بدمشق وضواحيها، لكن الوزير سارع لاتهام الرجل بمحاولة "خلع بنطاله" في الشارع.
ونقلت مواقع محلية موالية منها "صاحبة الجلالة" عن الصحفي الموالي (غيلان غبرة) قوله إن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك (عمرو سالم) تهجّم مع مرافقته على الصحفي السبعيني المتقاعد (بسام غبرة) حين كان يصطفّ بطابور الخبز في منطقة جرمانا.
وأوضح غيلان: "قام السيد عمرو بالتهجّم والاعتداء عن طريق مرافقته المسلـحة على الصحفي السبعيني المتقاعد بسام غبرة الذي كان يصطف بدوره ضمن دور الذل، وقامت هذه المرافقة الأمنية بالاعتداء أيضاً عن طريق الصراخ والتدفيش العنيف، على كل من حاول حل الأمر من المتجمهرين ولم يسمحوا لأحد بالاقتراب أو إن مصيره الاعتقال كما كانوا يهددون أو ربما أعـدامه ميدانياً بأسلحتهم المذخّرة".
لكن الوزير سالم اتهم غيلان بالكذب عبر صفحته في "فيس بوك"، نافياً حادثة الاعتداء على الصحفي خلال زيارته التفقدية لمدينة جرمانا وبعض الأفران في مناطق أخرى من دمشق وأطرافها.
وقال الوزير: "لم يكن معي في كلّ الجولة إلا سائقي الذي لم يكن يحمل سلاحاً، ولا أنا كنت أحمل سلاحاً، ووقفت أستمع إلى الرجل الكبير حوالي نصف ساعة وهو ينتقل من التأمين الصحّي إلى أنه لا يريد أغراباً يعيشون في جرمانا، إلى أن وصل أخيراً إلى الحديث عن الكيان الصهيوني، وحاول خلع بنطاله".
ولفت سالم أنه عند ذلك المشهد قطع حديثه مع الأهالي ورئيس البلدية وركب سيارته وغادر المنطقة، مشيراً إلى أن “قوات حفظ النظام لا يمكن أن يتركوا شخصاً ليخلع ثيابه في الشارع أمام النساء. فمنعوه من ذلك بكل أدب. مع أنني لا أعرف أحداً منهم”، مضيفاً: "هذا النوع من إثارة الناس هو عملٌ رخيص وغير أخلاقي ولا يمتّ للصحافة والإعلام بصلة".
وتراوحت تعليقات الموالين على الحادثة بين متعاطف مع الوزير ومصدّق لروايته، وبين مهاجم ومكذّب لتبريره حول الاعتداء على الصحفي المُسنّ، إلى جانب تعليقات تعبّر عن استياء متواصل من وزراء حكومة أسد وخاصة بما يتعلّق بالوضع المعيشي.
وعُرف عمرو سالم بالوزير "الفيسبوكي" حيث يتابع بشكل دقيق كافة المستجدات الحياتية للناس من خلال منشوراته على فيس بوك، ودائماً ما يثير الجدل بتصريحاته المتناقضة و"خرافاته" الاقتصادية البعيدة عن الواقع والأزمات التي تعانيها مناطق سيطرة ميليشيا أسد وخاصة أزمات طوابير الخبز والمؤسسات.
وعمرو سالم هو أحد أصدقاء بشار أسد ومنذ تسلّمه منصب الوزير، يُحاول الظهور بمظهر المُتابع لحركة السوق، وضبط التجّار المُخالفين، على الرّغم من أنّ سيرته الذاتيّة تفوح منها رائحة الفساد، حيث شغل سالم منصب وزير الاتصالات والتقانة في حكومة أسد قبل عام 2007، وطُرد من الوزارة بسبب قضية فساد مالي كبيرة كشفت عنها مواقع سورية في عام 2007، وحسبما ذكرت وسائل إعلام حينئذ، فإنه خضع للتحقيق لدى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش على خلفية عقد أبرمته شركة (بوكو) الصينية مع مؤسسة الاتصالات التابعة لوزارته والمتعلِّق بتقديم خدمة نظام (الفوترة والترابط) في المؤسسة حينها.
التعليقات (6)