من "كمشتك" إلى "الدكتور طلال" إلى آفة "باب الحارة " الذي يبدو أنه لن يتوقف إلا بسقوط النظام.. لم يتوقف تراجع الدراما والإنتاج الإعلامي الأسدي منذ سنوات فهو إضافة لنشره قيماً متخلفة تكرّس من ناحية المقولات الأساسية الاجتماعية التي تتهم المرأة مثلا بالشر وتنظر للأطفال كما لو أنهم رجال وتروج للفساد وتظهر الشبيح نجماً.. راح في السنوات الأخيرة يظهر ميلاً إلى المزيد من التفاهة في مسلسلاته وبرامجه التي صارت مناسبات لتفجير مواقف واصطناع خلافات من لا شيء إضافة لنشر البلبلة بتطاوله على بدهيات عقيدية وثقافية دينية كونية .. كل ذلك للتغطية وتشتيت الانتباه عن الكارثة التي يعيشها السوريون على شتى الصعد.
في آخر بدع الفن السوري الأسدي في رمضان خرج الفنان فايز قزق على جمهور مشاهديه بتصريح خطير يقول فيه إن لا حياة بعد الموت والإنسان يتحلل بمجرد موته.. فماذا يمكن أن نقول للسوريين الناجين المتألمين في رمضان بلغة رمضان ومصطلحاته؟
هل نصدقك ونكذب مئات الأديان والعقائد والفلسفات التي تجمع كلها على خلود الروح؟
هل نصدق فايز قزق وإعلام الأسد العدمي ونكذب مراكز أبحاث متخصصة بدراسة الروح وأبحاث ما بعد الموت ونكذب آلاف الشهادات التي توثق حالات الاقتراب من الموت والموت الوشيك من بينها شهادات شخصية لعلماء فيزياء وأطباء متخصصين، في أوروبا وأمريكا عاشوا تجارب الموت وأكدوا بما لا يدع مجالاً للشك وجود حياة ما بعد الموت ووجود الفردوس الجنة والجحيم النار؟
قوة هذه الشهادات تأتي من كونها تخص أشخاصاً بعضهم كانوا ملحدين أو لادينيين ومن انتشارها الواسع حتى إنه يقال إن أربعة من كل مئة ألماني مرّ بتجربة الموت الوشيك...
السؤال الأهم في تصريح قزق يطال الغاية من نشره وتوقيت النشر (رمضان) خصوصاً أن السوريين جميعاً يعلمون أن مقصّ الرقابة يطال كل كلمة يمكن أن تسبب إحراجاً للنظام أو مواليه؟
فهل يكون رأي قزق من رأي النظام والموالين له؟ وهل له علاقة بسلسلة الإجراءات التي طالت المؤسسة الدينية التابعة للنظام؟ الذي كان أبرزها وأخطرها إلغاء منصب مفتي الجمهورية؟
ولماذا يسمح بهذا التصريح الخطير في رمضان؟ هل هذا مؤشر على انتهاج النظام طريق الشيوعية أم الالحاد؟ أم إن يداً خبيثة تلعب وتعبث في أسس ثقافية مجتمعية تاريخية بني عليها المجتمع السوري بمختلف أديانه ومذاهبه؟ وتريد أذية ليس مشاعر السوريين فحسب بل أذية أرواحهم وضرب البقية الباقية من وجودهم، أقصد إيمانهم وعقيدتهم بوجود الله التي لولاها لفقد السوريون عقولهم في الحرب الطويلة وما أعقبها من انهيار شامل ولتحولوا إلى زومبي؟
هل هذا ما يريده مقررو الإعلام السور ؟ أم إن الأمر أكبر منهم ويتعلق بجهة فوق الدولة وفوق النظام؟ تريد هزيمة السوريين تامة الأركان مادية واجتماعية وروحية بحيث يتحولوا إلى أشباح بلا وعي ولا إيمان ولا أخلاق؟ جهة توصل رسالة للسوريين: لقد هزمتم في الحرب وانتصر النظام.. وآمالكم بجنة وحياة أخرى ذهبت أدراج الرياح بشهادة فايز قزقك فنانكم الشهير!! وهاهو الشيخ يتحول إلى عاشق في باب الحارة الجزء الثاني عشر.
كلمة للشعب السوري.. الخاسر والرابح:
السوريون المصابون بأعظم الكوارث يستحقون كلمات مواساة تعيد لهم الثقة في مواجهة كورونا الدراما الأسدية فماذا يمكن أن نقول لهم؟
العزاء الوحيد لكم أيها السوريون المستضعفون وقد تآمرت عليكم الدول والقوى والأجهزة أن كل شيء ينقضي مهما طال، كل شيء منقض وهذا من سنن الوجود ومن طبيعة الأشياء.
أما المجرمون واللصوص الكبار والمغتصبون فيذهبون إلى جحيم أبدي.. نعم الجحيم والفردوس حقيقة يا أستاذ فايز قزق.. أخبر عنهما مئات الأشخاص في أوروبا وأمريكا، مما ثبت في تجارب الموت الوشيك، ورواها ملحدون ومؤمنون... من جنسيات وثقافات وأديان عديدة.
يا أهلي السوريين المظلومين لستم بخاسرين إلا بمقياس الأنظمة الشيطانية. أنتم الرابحون بمقياس الوجود الحق.
فالزمن لأنه ممتدد والإنسان لأن عمره محدود ، يمر عليه الزمن كما لو أنه لا شيء، أما الثابت الخالد فهو عالم فوق الزمن وفوق الإنسان العالم السماوي السرمدي حيث الروح تعيش الخلود.. خلود السعادة.
التعليقات (4)