بدل إنقاذهم من الغرق.. تحقيق يكشف ضلوع الاتحاد الأوروبي بإعادة مئات المهاجرين لعرض البحر

بدل إنقاذهم من الغرق.. تحقيق يكشف ضلوع الاتحاد الأوروبي بإعادة مئات المهاجرين لعرض البحر

بعد تقارير متواترة رصدتها أورينت، أكد تحقيق لعدة مؤسسات دولية تورط إحدى وكالات الاتحاد الأوروبي بعمليات صد غير شرعية للمهاجرين في بحر إيجة وتركهم ليلاقوا مصيرهم المجهول في عرض البحر.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن تحقيقاً شاركت به صحيفتا دير شبيغل ولوموند ومؤسسات أخرى أكد مشاركة وكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس" في عمليات صد لما لا يقل عن 957 من طالبي اللجوء في بحر إيجه بين آذار 2020 وأيلول2021.

وأضافت أن فرونتكس، الوكالة الأفضل تمويلًا في الاتحاد الأوروبي بميزانية قدرها 758 مليون يورو، تخضع للتحقيق بشأن مزاعم سابقة بالتواطؤ مع السلطات اليونانية في عمليات صد غير قانونية لطالبي اللجوء.

ووفقاً للتحقيق المشترك، تبيّن أن قاعدة بيانات تقارير الحوادث الداخلية للوكالة، المسماة Jora، سجلت مشاهدات لطالبي اللجوء في بحر إيجه تحت بند "منع المغادرة"، وهو تصنيف تستخدمه الوكالة للحوادث التي يتم فيها إيقاف المهاجرين في البحر من قبل سلطات دول غير أوروبية في مياههم الإقليمية وإعادتهم إلى نقطة مغادرتهم.

حوادث موثقة

قدمت فرونتكس نسخة منقحة من قاعدة البيانات لكنها تضمنت أوصافاً لـ 145 حالة معنونة "منع المغادرة"، تتناقض مع تقارير الحوادث نفسها من قبل خفر السواحل التركي والشهود والوثائق المسربة وغيرها من المصادر السرية، عند الرجوع إليها.

فيما لا يقل عن 22 حادثة تم نقل طالبي اللجوء من زوارقهم ووضعوا في قوارب نجاة يونانية وتركوا على غير هدى في عرض البحر.

على سبيل المثال، في 28 أيار من العام الماضي، تواصلت مجموعة مما يقرب من 50 طالب لجوء مع منظمة نرويجية، من وسط جزيرة ليسبوس اليونانية وأرسلوا صورًا ورسالة WhatsApp توضح موقعهم بالقرب من عاصمة الجزيرة، ميتيليني.

لكن وبعد ساعات، عثر خفر السواحل التركي على بعض أفراد المجموعة في البحر في قوارب نجاة برتقالية. سُجلت هذه الحالة لاحقاً في قاعدة بيانات فرونتكس باعتبارها "منعاً للمغادرة".

تنفي اليونان وفرونتكس مزاعم حدوث عمليات صد وتقولان إن مسؤوليهما يلتزمون بتشريعات حقوق الإنسان، لكن كان هناك ضغط متزايد على المدير التنفيذي للوكالة، فابريس ليجيري، حيث قام الاتحاد الأوروبي بتجميد جزء من ميزانيتها أثناء التحقيق في هذه الاتهامات.

دعوات أوروبية للتحرك

ودعت  Tineke Strik  العضو في البرلمان الأوروبي عن هولندا إلى تعليق عمليات وكالة الحدود في اليونان وقالت إن هناك حاجة إلى "تغيير جذري في ثقافة" وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي ، بما في ذلك تغيير القيادة، لأن ليجيري "فقد المصداقية في التعامل مع الحقوق الأساسية على محمل الجد".

وأضافت Strik: "ينبغي على فرونتكس تعليق العمليات في اليونان فلدينا الكثير من التقارير الموثوقة من سلطات مثل الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي، تقول جميعها إن عمليات الإعادة منهجية. هناك المزيد الذي يتعين القيام به، وإلا فإن الوكالة تصبح جزءاً من الانتهاكات ومتواطئة وهذه هي المشكلة التي تواجهها فرونتكس ".

وسبق أن رصدت أورينت عدة تقارير توثق إعادة خفر السواحل اليوناني والأوروبي مهاجرين سوريين إلى عرض البحر رغم وصولهم للأراضي اليونانية.

وكان اللاجئ السوري "علاء حمودي" تقدّم في آذار الماضي، بشكوى رسمية ضد (فرونتكس) بعد تركه بمفرده لساعات على متن زورق مطاطي بهدف إعادته إلى تركيا وذلك رغم وصله إلى جزيرة ساموس اليونانية في نهاية نيسان 2020 مع نحو 20 آخرين. 

 

التعليقات (1)

    SOMEONE

    ·منذ سنة 10 أشهر
    اللاجيء السوري يهرب من الظلم و القهر و العبودية تحت الحكم الطائفي البعثي الفاشي ليجد الكل يتربص به فمن العنصرية إلى العذاب و التشرد على الحدود إلى مخاطر الغرق في البحر و قلة قليلة من اللاجئين من يصل إلى بر الأمان بعد رحلة العذاب و المخاطر!!
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات